هل تخصم السياسة من الرصيد الفني للمثل؟ هل تعطله عن أداء مهمته كممثل؟ هل تقلل من حجم جمهوره؟! كانت تلك هي الأسئلة التي دارت في ذهننا ونحن نحاور مجموعة من الممثلين المصريين الشباب الذين ارتبط اسمهم بالثورة المصرية منذ 25 يناير.

"مثل أي إنسانة مصرية.. أنا أهتم بالسياسة لأنها تحاصرنا".. هكذا بدأت الفنانة بسمة حديثها مع "بوابة أفريقيا الإخبارية".

ولكن، هل يشغل الفن مساحة في حياة فنانين عاصروا وعاشوا وشاركوا في ثورة مصر؟

قالت بسمة التي كنت إحدى أهم الفنانات المشاركات في ثورة 25 يناير، إن الثورة لم تحجبها عن الفن إطلاقا، مؤكدة أنها كانت بمثابة إنطلاقة جديدة لها، وأنها من المحظوظات اللاتي جسدن شخصية شابة ثورية في مسلسل "الداعية" الذي عرض في رمضان الماضي.

وقد أكدت بسمة أن ارتباط اسمها بالثورة قد ساهم في خلق جمهور مختلف لها أغلبه من الشباب والشابات الصغيرات.

المعروف عن بسمة أنها تنحدر من أسرة مصرية لجد يهودى يساري وهو يوسف درويش، وقد أشهر إسلامه وعاش حياته مدافعا عن حقوق العمال.

بسمة تزوجت من السياسي المصرى د. عمرو حمزاوي وأنجبت منه طفلتها نادية، وقد تزوجا بعد قصة حب نمت أثناء ثورة يناير.

ومن جهة أخرى أثار عمرو واكد الجدل بعد إنحيازه المطلق لثورة 25 يناير.. واكد كان من أبرز الفنانين الذين ترددت أسمائهم بعد إعلان موقفه والانضمام للصفوف الأولى لثورة يناير.

قالوا إنه فلسطيني.. وقالوا إنه مندس غير مصري، ولكن الحقيقة أنه مصري أبا عن جد، شارك في الثورة المصرية لإيمانه بحق الجميع في العدالة الاجتماعية.. المطلب الرئيسي للثورة المصرية.

هل أثرت السياسة على علاقة عمرو واكد بالفن.. سلبا أو إيجابا؟ أجاب عمرو قائلا: إطلاقا.. بل إن الثورة فتحت أمامي مجالا جديدا للإبداع والتألق في الفن، فقد قدمت بعد الثورة دور عمري من خلال فيلم "الشتا اللي فات" إخراج إبراهيم البطوط الذي حصلت خلاله على جائزة أحسن ممثل، وشارك في أكثر من مهرجان دولي ممثلا ممصر.

عمرو واكد ورغم التألق الفني لا يكف عن الصخب السياسي، فمؤخرا تم تسريب فيديو له في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير وهو يستجوب أحد المحتجزين من قبل ثوار ميدان التحرير، وهو ما رد عليه متسائلا: ما هو الاتهام الموجه إليّ تحديدا كي أرد؟!

كما أن  عمرو واكد لا يكف عن الصخب السياسي، فقد كتب مؤخرا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تعليقا على الدستور الجديد: لماذا تقر لجنة مكونة من مدنيين مادة لمحاكمة المدنيين عسكريًا؟

مواقف عمرو واكد الحادة سياسيا لم تؤثر إطلاقا على علاقته بفنه، فهو كما أكد يدرك جيدا الفارق بين نعومة الفن وخشونة السياسة.

الفنان خالد أبو النجا واحد من الفنانين الذين شغلتهم السياسة عن الفن، كان من بين المشاركين في ثورة 25 يناير، ثم اختفى فترة، وعاد مؤخرا ليدلي بتصريح سياسي يخالف ما يدلي به الفنانين ليل نهار، فقد قال خالد: لو رشح الفريق السيسي نفسه للرئاسة فلن أنتخبه، كي لا يتهم العالم ثورة 30 يونيو بإنها إنقلاب عسكري،  مشيرا إلى أنه يتمنى أن يظل الفريق السيسي رمزا جميلا دون أن يلوث نفسه في دهاليز الحكم والرئاسة.

هل أبعدت السياسة خالد أبو النجا عن الفن؟

على الفور أجاب قائلا: كيف ابتعد عن الفن الذي هو سبب وجودي في هذه الحياة؟! الآن يعرض لي فيلم "فيللا 69" الذي أجسد فيه دورا من أهم أدواري السينمائية.

جدير بالذكر أن خالد أبو النجا سيصوت بـ"لا" على الدستور الجديد، وذلك بسبب مادة المحاكمات العسكرية للمدنييين.

مؤخرا.. أعرب آسر ياسين عبر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"عن  رفضه لقانون التظاهر الذي أصدرته الحكومة المصرية مؤخرا، وفي الوقت نفسه احتفل بعرض فيلمه السينمائيي "فرش وغطا"  الذي يقوم ببطولته.

آسر ياسين أكد أن الفنان المصري مثله مثل أي مواطن في هذا البلد يعاني مثلما يعاني الجميع من كل مشاكل الوطن، ولذا فإنه من الطبيعي أن يتفاعل الإنسان مع مجتمعه وألا ينفصل عنه، إجتماعيا وسياسيا.

ومن جهة أخرى أكد آسر ياسين أن السياسة والثورة لم يبعدا الجمهور عنه إطلاقا لأنه واع تماما للحدود الفاصلة بين الفن والسياسة، كما أنه فنان أولا وأخيرا حتى وإن اهتم بالسياسة.