وجّه القيادي في حركة الشّعب التونسية، والنائب بالبرلمان هيكل المكي، اتهامات حادة لحركة النهضة الإسلامية، بشنّ حملة تحريض وتكفير وتهديد بالتصفية ضدّه على خلفية مداخلة له في مجلس النواب أشاد فيها بالجيشين السوري والليبي.

كما حمّل النائب، في مراسلة أودعها في مكتب الضبط بالبرلمان رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس النواب راشد الغنوشي مسؤولية ما يتعرض له من سب وشتم وتكفير من من وصفهم بـ''الجيش الالكتروني لحركة النهضة''، وذلك على خلفية تحية وجهها لكل من الجيش السوري والجيش الليبي خلال مداخلة له في جلسة عامة بالبرلمان.

كما أكّد المكّي في تصريحات إعلامية، أنه تعرض إلى حملة تشويه وتكفير وتهديد بالتصفية الجسدية قادتها صفحات الإسلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أنه سيتقدم بشكاية ضد الذين قاموا بالمشاركة في الحملة واصفا إياهم بجيش النهضة الالكتروني. 

 وأوضح النائب أن التحية التي وجهها للجيشين السوري والليبي خلال الجلسة العامة لمجلس النواب والتي تسببت في تعرضه للتهديد، غايتها التعبير عن موقف حركة الشعب من النزاعات في دول الجوار والبرهنة على أن البرلمان التونسي لا يقتصر على موقف حركة النهضة.

في المقابل رد الكاتب النائب عن حركة النهضة الإسلامية نورالدين البحيري في تدوينة على ما أسماه "تعد غير مبرر على الأخ المجاهد الشيخ راشد الغنوشي" وفق تعبيره من قبل النائب هيكل المكي. 

تدوينة البحيري  بدورها أثارت ردّ فعل قوي من النائب عن حركة الشّعب والوزير الأسبق سالم لبيض الذي كتب رسالة إلى البحيري على صفحته بالفايسبوك، توجّه فيها إلى البحيري قائلاً : " هذه رسالة إلى زميلي نور الدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة الإسلامية
 
على خلفية ما كنت دونته يوم 30 أفريل المنقضي، ومشاركتك في الهجمة الإسلامو-سياسية الشرسة على النائب هيكل المكي وعلى حركة الشعب، وسؤالك الوزير محمد عبو عن علاقة طرف من الائتلاف الحكومي بالإرهاب تلميحا منك إلى حركة الشعب".

ويذكر أن حركة الشعب (القومية الناصرية) وحركة النهضة (الإسلامية) هما جزء من التحالف الحكومة في تونس بقيادة الياس فخفاخ، صحبة التيار الديمقراطي وحركة تحيا تونس. 

وكتب سالم لبيض في تدوينته بشكل "ساخر" من كلمة "المجاهد الشيخ" التي أطلقها البحيري على رئيس حركته راشد الغنوشي، متسائلا عن معنى الجهاد في قضا ء الغنوشي لمنفاه " في عاصمة الإمبراطورية الاستعمارية القديمة التي لا تغيب عنها الشمسُ، حتى طاب له المقام طيلة عشرين سنة كاملة، متنقلا بين كثير من عواصم العالم، مكرّما مبجلا مشاركا في المؤتمرات ومسموع الكلمة لدى حكومات ودول ومراكز النفوذ ودوائر إقليمية ودولية بما في ذلك منظمة الأيباك الصهيو-أمريكية".

وتساءل لبيض في تدوينته قائلا: " ألم تطّلع على حوار راشد الغنوشي في جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 15 سبتمبر 2010 الذي يقول فيه وهو يشيد بالدول التي آوت أنصاره وناشطي حزبه من طالبي اللجوء "تعتبر شهادة الانتماء المسلّمة للنهضوي طالب اللجوء موقّعة من رئيس النهضة وثيقة أساسية في قبول مطلبه"، فالمجاهدُ الحقيقيُّ اقتباسا من عمر المختار- لا يولّي الدبر، فإمّا أن يستشهد أو أن ينتصروهكذا كان أمر صدام حسين ومعمّر القذافي وحتى المنصف باي الذي لقي ربه شهيدا في سجن بو الفرنسي".

النائب سالم لبيض عاد الى ما تعرّض له البحيري من إشارات إلى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قائلاً أنّ "من بين العواصم التي كان يزورها الشيخ راشد الغنوشي مبجلا ذا حظوة هي العاصمة الليبية طرابلسَ، والعهدة على الصافي سعيد في كتابه "القذافي سيرة غير مدنّسة. فقد كان الغنوشي يجالس القذافي وقد يكون صلّى وراءه خاصة بعد تأسيس الجبهة القومية الإسلامية التي ترأسها العقيد القذافي نفسه وتولى أمانتها العامة الزعيم الإسلامي حسن الترابي الصديق الشخصي للغنوشي، الذي نسج كذلك علاقة خاصة مع سيف الإسلام القذافي، والذي كانت تربطه به صداقة كبيرة، جعلته يتدخل لدى نظام بن علي لصالح حركة النهضة والغنوشي شخصيا، وفق ما جاء في مقال جريدة القدس العربي "راشد الغنوشي يشيد بدور القذافي في دعم الثورة الشعبية".

وختم لبيض تدوبنته بالقول:" هذه هي حقائق الأمور المتعلقة بـ"الشيخ المجاهد" وبما يجري في ليبيا من صراعات بين الأخوة الأعداء، وحقيقة الإرهاب ومن وضع له نظرية وامتهنه صنعةًكان على رئيس كتلة حركة النهضة أنْ يدركها، وهو يدركها فعلا، وكل من تكلّم فيها أو اتخذ منها موقفا، مجتمعة أو منفصلة، اختلف فيه مع حركة النهضة هتك الجيشُ الافتراضي النهضاوي المنظم عرضه ونال من شرفه واعتدى عليه وعلى عائلته وعلى كرامته ولفّق له الأكاذيبَ وروجّ حوله الإشاعاتِ وكفّره وهدده بالقتل".

سالم لبيض وهو نائب بمجلس نواب الشعب التونسي وكأحد قيادات الصف الأوّل في حركة الشعب، والوزير السابق للتربية وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسيّة، تعرّض في ردّه على رئيس كتلة النهضة بالبرمان إلى مسألة التشارك في الحكم قائلا: " كفّوا أذاكم عن التونسيين والتونسيات وعن كلّ من خالفكم الرأي والفكرة والموقف، قبل أنْ تتحدثوا عن شراكة الحكم وغيرها من المبررات التي تلجمون بها أفواه الناسِ، وتمارسون من ورائها الرذيلة السياسية مثل المشاركة في الحكومة ولعب دور المعارضة البرلمانية، بل والتحالف معها في الآن نفسِه".

وتواجه حركة النهضة اتهامات واسعة بتشويه خصومها السياسيين، واستعمال صفحات التواصل الاجتماعي للتشهير بالمخالفين والتحريض عليه وهتك أعراضهم. وهو ما أكّده كذلك النائب عن حركة تحيا تونس المبروك كورشيد حين اتهم من اسماهم بـ"عصبات الإسلام السياسي" و"تجار الدين" بتشويه الخصوم السياسين.

وتعكس هذه الاتهامات المتبادلة بين حركة النهضة وحلفائها في التركيبة الحكومية عن خلاف واسع قائم بين الحركة ومحيطها السياسي من شركاء ومعارضين، وان هذا التحالف هو أساس خاضع للتوازنات البرلمانية وحجم الكتل النيابية.