قد يقول قائل أين صرفت مقدرات الدولة ما دامت إنها تغرق في رشة مطر خفيفة لا تتعدى الساعات؟ 

العاصمة طرابلس تصبح مدينة عائمة في فصل الشتاء، فبنيتها التحتية لم تتطور ولم يهتم بها أي من المسؤولين في كل الحكومات التي مروا على ليبيا منذ تسع سنوات رغم ان هناك مناطق تعتبر في قلب العاصمة وهي حيوية تمر بها مئات وربما آلاف السيارات الصغيرة والثقيلة وحتى الدبابات وغيرها يوميا وتوجد بها مصانع وأسواق ومحلات كبيرة ومبانٍ فارهة ومزارع وأراض بآلاف وربما بالملايين الدنانير.

الطريق السريع بداية من جزيرة الدرن قرجي الى الإشارة الضوئية لمنطقة تاجوراء البيفي بحسبة بسيطة الطريق عندما لا تكون مليئة بالمياه تستغرق 20 دقيقة على أقصى تقدير في هذه الأيام ومع وصول منسوب المياه لثلاثة أمتار تحتاج لثلاث ساعات وربما أربع ساعات للوصول للإشارة الضوئية البيفي.

ما الحل؟ ومن المسؤول عن تدهور البنية التحتية وخروج مجاري الصرف الصحي عن الخدمة هل هو المواطن الذي يرمي أعقاب سجائره وأكياسه وصناديق حاجياته وأكواب قهوته ومواد البناء من بيته وسخانات المياه؟ 

أم تقاعس شركات المياه والصرف الصحي بوضع مانع لدخول تلك الاشياء لمجرى المياه مادامت تعلم باستمرار المواطن في تعنته في الاستمرار بالقيام بتلك الأعمال السلبية التي تضرر منه هو قبل أي مسؤول وقبل اي عامل وموظف بشركة المياه والصرف الصحي؟ 

سؤال آخر  .. كل تلك الأماكن التجارية على طول ذلك الخط والتي تضررت من تلك البرك الراكدة والتي جعلت من الزبائن يخافون التفكير في الذهاب قبل المجازفة للشراء من تلك الأسواق رغم رخصها وجودة معروضاتها؟  لماذا لم يقدموا على حل بعلاج المشكل قبل حدوثه؟ 

والسؤال الاهم هل هناك من يريد ان تكون تاجوراء فينيسيا الشرق في فصل الشتاء؟