بعد أن احتلت برامج مسابقات الغناء واكتشاف المواهب الغنائية الصدارة لعدة سنوات، التي بثّتها مختلف الفضائيات العربية، وبعد ما حصدته تلك البرامج من نسبة مشاهدة عالية في العالم العربي، جاء "برومو" برنامج "الراقصة" على قناة "القاهرة والناس"، المقرر البدء بعرضه غداً الإثنين، ليثير جدلاً جديداً بين المشاهدين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لفكرته.

فقد رأى فيه البعض خروجاً صريحاً عن عادات المجتمع المصري وتقاليده، مسلمين ومسيحيين، ما أدّى بهم إلى رفع دعوى قضائية ضد الراقصة دينا والمسؤولين عن قناة "القاهرة والناس"، للمطالبة بمنع عرضه بدعوى إثارته للغرائز، بينما رأى آخرون أنه "فن"، وليس هناك عيب في تعليم الرقص أو التدريب عليه.ويعتبر برنامج "الراقصة" أول مسابقة دولية للرقص الشرقي في مصر، يهدف إلى اكتشاف المواهب "الراقصة"، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الرقص الشرقي، وإحياء ذكرى راقصات الزمن الجميل، كتحية كاريوكا ونعيمة عاكف وسامية جمال وبديعة مصابني.

راقصات من كل أنحاء العالم
ويشارك في البرنامج 27 راقصة من كل أنحاء العالم، كفرنسا والأرجنتين وأمريكا وروسيا وأستراليا وأوكرانيا واليابان ومصر والجزائر ولبنان، ويُجري البرنامج اختبارات لهنّ في عدد من الدول. وبعد اختيار الراقصات، تتمّ دعوتهن إلى القاهرة للمشاركة في البرنامج.ومن المفترض أن يشارك في لجنة تحكيم اختيار الراقصة، دينا والسيناريست تامر حبيب والفنانة التونسية فريال يوسف.وانتهت أسرة البرنامج من تصوير وتسجيل كافة الحلقات، التي من المقرر البدء بعرضها في أول سبتمبر (أيلول)، لتبدأ بعدها مرحلة حلقات العروض المباشرة، التي يشارك الجمهور فيها لاختيار الراقصة الأفضل.وظهر في "برومو" البرنامج لحظات الانفعال التي تعرضن لها الراقصات، بالإضافة إلى بكاء بعضهن بشكل هستيري، وتهديدهن بترك البرنامج، والصراعات والخلافات التي نشبت بينهن.

دعاوى قضائية
وتردد بقوة أن هناك دعوى قضائية أقيمت ضد الراقصة دينا والمسؤولين على قناة "القاهرة والناس"، للمطالبة بمنع عرض برنامج "الراقصة"، علماً أن الدعوى مرفوعة من قبل المحامي عبد الحميد شعلان، الذي ذكر فيها أن لا فائدة من تقديم هذا النوع من البرامج التي تثير الغرائز، ولا تقدم جديداً إلى مصر.

إلا أن الفنانة دينا نفت استلامها أي إعلان بدعوى قضائية مرفوعة ضدها لمنع "الراقصة" من العرض، مؤكدة أن فكرة البرنامج "هادفة" و"بعيدة تماماً عن الابتذال والإسفاف"، إذ يعرض الرقص الشرقي برقي وبشكل "محترم" يليق به أن يدخل البيت المصري. وأشارت إلى أنه برنامج أقرب إلى "برامج تلفزيون الواقع"، الذي تُعرض فيه ألوان مختلفة من الرقص الشرقي والبلدي والشعبي، من دون أي انحياز لأي متسابقة، علماً أن جنسيات المتسابقات متنوعة، تشمل جميع دول العالم، على أن تفوز في النهاية من تفرض موهبتها.

تقييم الفكرة
وعن مثل هذه البرامج وما تفجره من جدل حولها، وعن مدى تقبل المجتمع الشرقي لهذه النوعية من البرامج، يقول عميد كلية الإعلام في الجامعة الحديثة ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق بـ"ماسبيرو" الدكتور سامي الشريف لـ24، إنه لا يمكن تقديم رؤية واضحة عن هذا البرنامج وتقييمه، قبل عرضه على الفضائيات، "عندها يتم الحكم عليه"، الذي يتحدد بناء على طريقة معالجته الفكرة، وما إذا كانت تتم بشكل راقٍ، أم مجرد عرض لمفاتن النساء. وبشكل عام، يرى الشريف أن الرقص الشرقي فن معترف به، ومن حق أي قناة أو فضائية أن تقدم برنامجاً عن الرقص الشرقي وأصالته، طالما يتم ذلك في إطار معايير تناسب قيم المجتمع وعاداته، فهو فن أصيل وموجود منذ عقود طويلة.