لازال الاسباني برناردينو ليون يخرج من مفاوضات ليخوض أخرى، من ليبيا إلى جينيف إلى الرباط إلى الجزائر هذه المرة. كلها مهمات أممية لحالم بسلام دائم في ليبيا لكن طريقه يبدو شاقا..
لا يعرف الرأي العام العالمي برناردينو ليون كما ينبغي، رغم ذلك يعتبر من أبرز ديبلوماسيي اليوم، وقد أثبت في العديد من المناسبات أنه من أهم العارفين بخبايا اللعبة السياسية الدولية، وهو اليوم يعد من أهم رجالات الأمم المتحدة في شمال إفريقيا.
برناردينو ليون يبلغ من العمر 50 عاما، وهو منذ سنة 2014 المبعوث الرسمي للأمم المتحدة إلى ليبيا، وهو موقع جعله يترأس ما عرف في مناسبات كثيرة بمفاوضات الفرصة الأخيرة والتي تدور اليوم في الجزائر العاصمة بين مختلف القوى المتنازعة في البلاد.
شخصية برناردينو ليون ظهرت في عبارته قبل انطلاق المفاوضات: "ليس لديكم خيار ثالث، إما التوافق السياسي او الفوضى". ولعل ليون أصبح يعرف أن مفاوضات الجزائر ستكون أعقد بكثير من مفاوضات جنيف فقد كانت المشكل القديم عبارة عن تنازع بين فريقين سياسيين، وهو اليوم تنازع يستفيد منه طرف ثالث وهم جهاديو داعش الذين قاموا بعمليات كبرى في الآونة الأخيرة، وإلى جانب كل ذلك يأتي معطى جديد هو التدخل العسكري المصري واحتمالات تدخل دولي تقوده إما ايطاليا أو فرنسا.
بدأ ليون مشوراه السياسي سنة 1989، وهو الذي تعلم الديبلوماسية مع رفيق دربه ميغال أنخيل موراتينوس، ممثل الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط بين سنوات 1998 و2001. كما أن ليون شغل منصب كاتب دولة للشؤون الخارجية في حكومة زاباتيرو بين سنتي 2004 و2008 ثم مدير مكتب الوزير الأول حتى سنة 2011.
بعد ذلك أخد ليون بعدا دوليا، حين أصبح الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في المتوسط من سنة 2011 إلى أوت 2014. وكان ليون بالتالي شاهدا مهما على منعطف الثورات العربية في 2011.
يتميز الديبلوماسي الاسباني بحيادية لافتة، وهو يستطيع ان يشتغل بنفس المهنية في الظل وتحت الأضواء. وقد كان من ابرز مهندسي اللقاء التاريخي بين التونسيين باجي قائد السبسي وراشد الغنوشي في أوت 2013 والذي أنقد تونس من السقوط في العنف وكان اللقاء الخطوة الأولى لوضع خارطة انقاذ لتونس. فهل تعرف وصفته نفس النجاح في ليبيا؟