كتب "طلعت رميح"مقالا مطولا في صحيفة "بوابة الشرق" تحدث فيه عن بدأ العد التنازلي لتدخل خارجي في ليبيا تقوده فرنسا وجاء في المقال مايلي:

يكذبون.. يتمنعون.. يناورون.. يخادعون.. قل ما شئت في توصيف ما يجري الآن ضد ليبيا في أروقة الدول الغربية وربما الإقليمية أيضا. ذلك أن الحقيقة المؤكدة، أن كل التصريحات والزيارات والمؤتمرات الصحفية والاجتماعات ليست إلا ألاعيب تمهيدية وعملية مخططة لتشكيل غطاء مزيف،لإنفاذ قرار قد اتخذ بالتدخل العسكري الغربي في ليبيا، بقيادة فرنسا تحديدا، لكن وفق ذات الصيغة التي اعتمدت في تدخلها العسكري في مالي وإفريقيا الوسطى، أي تحت غطاء من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وفي الحالة الليبية تضاف الجامعة العربية في المقدمة.
كل ما نراه ونسمعه ليس إلا تكرارا لألاعيب خداع الرأي العام وعمليات التهيئة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والنفسية، لإظهار التدخل العسكري وكأنه تلبية لمطلب قدمه الشعب الليبي، وليس إلا مناورات واتصالات وألاعيب تجري بين الدول الطامعة في ثروة ليبيا للوصول إلى اتفاق واضح فيما بينهم بشأن اقتسام الغنيمة قبل إنفاذ قرار القصف، وتحديدا بين فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة! ويمكن القول بأننا نشهد محاولة ترتيب عمليات التدخل والأوضاع التالية للقصف بين الدول الغربية، ودول جوار ليبيا.
نحن أمام نفس السيناريو الذي رأيناه كثيرا، نقل الملف للجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، والادعاء بأن طلب التدخل لن يوجه إلا للأشقاء العرب –والكل يعلم أن الجامعة العربية لا تملك القوة ولا القدرة ولا ترغب وهي ليست إلا مؤسسة ملحقة بدوائر القرار الغربي والإقليمي ومثلها الاتحاد الإفريقي-ومن بعد يجري نقل الملف إلى القرار الدولي في مجلس الأمن أو تجري عملية مخططة لـ"زحلقة" القرار – وهذا هو المتوقع أكثر- بادعاء الحاجة لقرار عاجل مستعجل بالتدخل تحت عنوان "حادث كبير يجري في ليبيا" أو في جوارها ويتهم الثوار الليبيين بالمسؤولية عنه. وربما تجد فرنسا في عملية قتل الصحفيين والشرطة الفرنسية، مبررا يمكن استخدامه لتبرير التدخل، في تكرار لما جرى عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
وهكذا فالأمور تشي باتخاذ قرار التدخل، وما يجري هو عملية إعداد وتهيئة سياسية وإعلامية، متوازية مع الترتيبات العسكرية المطلوبة لتحقيق هذا التدخل. ولاشك أن هناك من هو في وضع التردد، من أن يأتي التدخل بنتيجة معاكسة تماما لما خطط له من أهداف.