بدأت اليوم أشغال إعادة الاعتبار لمغارة هرقل وفضائها الخارجي، وتهيئة المنتزه الحضري "بير ديكاريس-الرميلات"، قرب مدنية طنجة المطلة على البحرين، الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

 ومن شأن هذه الأشغال، اللذين يندرجان في إطار تأهيل المواقع التاريخية والمنتزهات الطبيعية بحاضرة البوغاز ضمن مشروع "طنجة الكبرى" 2013-2017 ، إبراز مكانة عاصمة البوغاز التاريخية والحضارية وتقوية عرضها السياحي المتنوع.

وقد رصد لمشروع تهيئة مغارة هرقل غلاف مالي بقيمة 10 مليون درهم ، أي نحو مليون و180 ألف دولار، وستستغرق أشغال تهيئتها إلى جانب محيطها الخارجي 18 شهرا.

 وتعتبر "مغارة هرقل" التي تم اكتشافها عام 1906 ،من أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد بها سراديب تمتد على مسافة 30 كلم متراً في باطن الأرض .

 وتنتمي المغارة ، التي تتوسط مرتفعا صخريا يشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق حيث تعانق مياه البحر الأبيض المتوسط مياه المحيط الأطلسي،  إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.

وتستقطب المغارة ، سنويا ، آلاف السياح ، من المغرب والخارج، الذين يستهويهم الاستغوار واكتشاف عمق المغارة التي يرسم مدخلها شكل خريطة إفريقيا، في عتمة ما تلبث أن تنجلي مع ظهور مياه المحيط الأطلسي.

 وتضم أشغال تهيئة المغارة، تهيئة ساحتها الخارجية، وبناء محلات تجارية ومقاهي و مطاعم ، إضافة إلى تعزيز شبكة الانارة العمومية.

ويهدف مشروع تأهيل المغارة، كرمز تاريخي لمدينة طنجة ومزار سياحي ، إلى الحفاظ على هذه المعلمة ومكانتها التاريخية والحضارية، وتنشيط وتطوير السياحة البيئية والتاريخية وابراز مكانة الموقع كفضاء للنزهة والترفيه والاستراحة.

أما المنتزه الحضري "بير ديكاريس-الرميلات"، قرب طنجة،  المشهور محليا أكثر بتسمية "غابة الرميلات"والذي يعد أهم موقع طبيعي في مدينة طنجة بالنظر لجماليته وسحره الطبيعي الأخاذ ، فيمتد على مساحة سبعين هكتارا ويضم المئات من الأصناف النباتية المتنوعة.

ويمكن هذا المنتزه الطبيعي، الذي رصد لأشغال تهيئته وترميمه غلاف مالي بقيمة 20 مليون درهم ، أي نحو مليونين و350 ألف دولار، الزوار من إطلالة رائعة على مضيق جبل طارق وعلى المحيط الأطلسي القريب، مما يجعله لؤلؤة طبيعية ساحرة تغري بالزيارة.

ويهدف هذا المشروع إلى تأهيل المنتزه كفضاء طبيعي لإبراز حمولته البيئية الثرية و خصوصياته وتجهيزه وجعله فضاء للترفيه والنزهة و الاستراحة وإعادة تأهيل إقامة بيرديكاريس وابراز مكانتها التاريخية ودعم وتحسين شروط الحماية البيئية للمنتزه والرفع من جاذبية السياحية.

وزير الثقافة المغربي  محمد أمين الصبيحي قال إن تثمين المؤهلات الثقافية والسياحية لطنجة يتوخى الارتقاء بمدينة البوغاز إلى مصاف الحواضر العالمية.

 وأضاف أن هاته المشاريع الجديدة، ستعزز البنيات الثقافية المحلية وستعطي دفعا للمؤهلات السياحية التي تزخر بها مدينة طنجة في أفق تقوية عرضها الثقافي والسياحي.

 وذكر الوزير المغربي بأن هذه المشاريع تندرج في سياق البرنامج الوطني لحماية الموروث الثقافي المغربيوتثمينه والمحافظة عليه، وتأهيل المواقع التاريخية والاثرية على الصعيد الوطني.