أعرب الناشط الحقوقي من مدينة تاورغاء، ميلاد بحري، عن انتقاده تجاه قيام إحدى الجهات الأمنية بطرابلس إمهال أهالي تاورغاء المقيمين بمخيم الفلاح (1) مهلة أسبوع للخروج من المخيم نتيجة لبعض التصرفات الغير مسؤولة "من بعض الشباب" المقيمين بالمخيم.

وقال بحري، - في ورقة تحليلة خص "بوابة أفريقيا الإخبارية" بنسخة منها بعنوان " أهالي تاورغاء ظلم في الوطن وعدالة وثواب من الله"- "في بداية أحداث فبراير 2011، كان أهالي مدينة تاورغاء محاصرين وممنوعين من الخروج إلى خارج المدينة حيث أقيمت بوابات على مخارج المدينة تمنع أي احد من الخروج، وعندما قصفت طائرات حلف الناتو تلك البوابات وانسحب الجيش من المدينة جنب إلى جنب مع الأهالي المساكين الذين قتل البعض منهم أثناء التهجير وتمت مطاردة الناس من قوات فبراير المنتصرة في الحرب ولم يكن أحد في انتظار الناس عند خروجهم بل تم منعهم من دخول بعض المدن وتمت معاملتهم معاملة قاصية جدا من بعض أهالي مدن الجوار متأثرين بالشائعات التي تتهم الناس بجرائم لم يرتكبوها وأيضا اتهمهم البعض بالخيانة لتركهم مدينتهم رغم بقائهم ستة أشهر عجاف (ظلم)"، واستمرت ملاحقة الناس والقبض على الشباب وتم قتل العديد منهم وسجن الكثيرين وتم منع الأهالي من العودة إلي مدينتهم (ظلم) مما اضطر الناس إلى البقاء في مخيمات من الصفيح لا تحميهم برد الشتاء ولا حر الصيف، وتم اقتحام هذه المخيمات في مناسبات كثيرة وقتل بعض الأهالي (ظلم) وبهتان وعاشوا الأهالي أسوء ما يمكن أن يتخيله الإنسان من معاناة  في تلك المخيمات".

وتابع بحري، "وعندما تم الإعلان عن توقيع الاتفاق بين تاورغاء ومصراته، أعتقد الكثيرين أن ذلك نهاية (للظلمات) إلا أن ذلك الاتفاق أو الميثاق نفسه كان يحمل (ظلم) أكبر من ما سبق فقد عاد بعض الأهالي إلى المدينة فوجدوها قد دمرت وأصبحت غير قابلة للمعيشة ولم تقوم الدولة بتهيئة المدينة لتشجع الناس للعودة إلى بيتهم والأمر الأخطر أن الغموض لازال يكتنف الترتيبات الأمنية التي يفترض أن تكون واضحة ومطمأنة للجميع، تجاهل الناس العودة إلى مدينتهم وصاروا يترقبون ماذا ستفعل الدولة من خطوات لتشجعهم على العودة ولكن (الظلم) كان حاضرا وأقرب الحلول لدى فرسان الدولة في طرابلس الذين اقتحموا مخيم الفلاح وحددوا مهلة أسبوع لإخلاء المخيم".

وأضاف "أكتب هذا المقال وأفكر في أمي المرأة العجوز التي بكل تأكيد سيرعبها دخول العربات المسلحة للمخيم الذي تقتنه وسيعيد إلى ذاكرتها الكثير من الذكريات المؤلمة، أبشروا يا أهلنا الصابرين فكل هذه الظلمات التي طالتكم سيجعلها الله العادل ثواب لكم تطهركم من كل ذنب ، يقول الرسول الكريم  صلوات الله وسلامه عليه: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة)".