كشف مصدر أمني رفيع المستوى أن أفراد الكتيبة 107 التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية الذين أعتقلوا قبل أيام في منطقة الـ 27 يحتجزهم أحد أبرز عناصر تنظيم داعش الإرهابي.

وقال المسؤول الأمني، إن مليشيا يتزعمها القيادي في التنظيم وهو محمد سالم بحرون والمعروف بـ "الفار" تعتقل الأسرى، مفصلا تحركات الفار وارتباطاته بالتنظيم الإرهابي، ونشاطاته الإرهابية والإجرامية التي يحتويها سجله الأمني الكبير.

وبين المسؤول الذي عمل في مكافحة الزندقة، أن عضو داعش المعروف بالفار، هو محمد سالم محمد بحرون، وهو من مواليد   21-8-1989  ويقيم في منطقة الحرشة بمدينة الزاوية غربي العاصمة طرابلس.وقد ظهر الفار في صورة نشرها موقع "غرفة ثوار ليبيا"، وهو يرتدي بزة عسكرية ورتبة "نقيب" وهو يسلم أحد عناصر الجيش التابعين "للكتيبة 107 - جحفل 106 المقاتل" (ضمن القوات المشاركة في عملية تحرير المنطقة الغربية الذين تم اعتقالهم يوم 7 – 4 – 2019) إلى الهلال الأحمر للإفراج عنه لأسباب صحية على حد وصف الغرفة.

سجل إجرامي تحت غطاء شرعي

ووفقا للسجل الأمني للفار، فهو مصنف كآمر مليشيا تم شرعنتها من قبل وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق، ثم كلف آمرا لقوة الإسناد الأمني الأول التابعة لمديرية أمن الزاوية، وقد عين في الشرطة برتبة  ملازم أول،  بوثائق مزورة وتمت ترقيته إلى رتبة  نقيب، و يعمل معه بالمليشيا أبناء عمه ومن بينهم قياديين هما محمد بحرون، وسليمان بحرون.

ويعرف عن الفار قربه من الإرهابي أبوعبيدة الزاوي، وهما يسيطران على مدرية أمن الزاوية من خلال العميد علي مبروك اللافي،  "من عائلة أبو عبيدة" الذي يستغل كواجهة باعتباره ضابط شرطة.

وتشارك المجموعة التي يتزعمها الفار ضمن القوات التابعة لحكومة الوفاق إلى جانب مجموعات مسلحة من مدينة الزاوية من بينها عصابات تهريب واتجار بالبشر، وتواجه قوات الجيش في مناطق ورشفانة والسواني وجنزور.

ويعتبر الفار من أخطر مهربي الوقود والبشر في مدينة الزاوية ويدعم مليشيا "سرية النصر " التي تسيطر على مصفاة وميناء الزاوية النفطي التي يقودها محمد كشلاف الملقب بالقصب  ويساعده عبدالرحمن ميلاد المعروف بلقب  "البيدجا".

ويحفل سجل الفار الجنائي خلال السنوات الثمان الماضية بالعديد من الجرائم المتعلقة بالخطف والتهريب والاتجار بالبشر والقتل، وقد شارك في العديد من الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية ضمن صراع المجموعات المتطرفة والإجرامية على النفوذ فيما بينها وراح ضحيتها العديد من المدنيين وتمدير المرافق العامة والخاصة.وفي نوفمبر 2017 هاجم الفار الحرس الرئاسي في بوابة الـ 27 وجردهم من أسلحتهم وسياراتهم وطردهم من المنطقة، ثم وجه خطابا مباشرا إلى رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، دون المرور على وزارة الداخلية أو مدرية الأمن التي يفترض أنه يتبعها، وذلك بتاريخ "19-11-2017" يطالبه فيه بإصدار تعليماته الفورية إلى آمر جهاز الحرس الرئاسي لتمكينه من المشاركة فى تأمين الطريق الساحلي ضمن القوة المكلفة بتامين الطريق من بوابة 27 غرب طرابلس إلى بوابة الصمود شرق مدينة الزاوية.

مطلوب من قبل النيابة العامة

ويعد الفار ضمن المطلوبين جنائيا من قبل النيابة العامة بناء على تعليمات  رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، على ذمة القضية رقم ( 131/2017 ) سوق الجمعة بشأن واقعة ضبط مجموعات مسلحة تنتمي لتنظيم داعش بمدينة صبراته، وبناء على اعترافات العناصر المضبوطين بقضية تنظيم داعش صبراته، الذين أكدوا أنه أحد عناصر التنظيم وقدم خدمات للتنظيم وقام بتهريبهم وإيواءهم، وإلى جانب القضايا الأمنية فأن الفار مطلوب للنيابة في قضايا تهريب وقتل وخطف عديدة .

اعترافات رفاقه تؤكد انتماءه لداعش

ومما يدل على عضوية الفار في تنظيم داعش إعترافات رفاقه في التنظيم ومن بينهم أحمد سالم الفلاح المعروف بـ "أبي الليث الليبي" وأحمد مصباح جابر، وهما من عناصر خلية تنظيم داعش صبراته، الفارين من مدينة صبراته والمقبوض عليهم في مدينة الزاوية من قبل "كتيبة سبل السلام" السلفية بالزاوية، التي قامت بتسليمهم إلى "قوة الردع الخاصة" في  14-3-2016 ". وقد اعترف "جابر" بأن الفار،  ورفاقه ينتمون إلى تنظيم داعش الارهابي،  وأنه قد بايع زعماء التنظيم على السمع والطاعة، وقدم بيعته لأمير التنظيم المقتول "عبدالله الدباشي" المكني "أبو ماريا"، وأن مشاركته الصورية في الاشتباكات ضد تنظيم داعش في صبراته تظاهر بها لغرض مساعدتهم وليتمكن من تهريبهم بسيارات المليشيا المصفحة.

وأكد أحمد ساسي الفلاح، في اعترافاته، أنه بعد هزيمة عناصر "تنظيم داعش" فى مدينة صبراته، أصدر أمير التنظيم فى صبراته المقتول "عبدالله الدباشي– المكنى ابو ماريا" تعليمات لعدد من عناصر التنظيم، وهم "أحمد ساسي الفلاح،  وصفوان جابر، وعلي مصباح جابر، ومحمد ساسي الفلاح، وأحمد كمال التواتي" بالانسحاب خارج المدينة، وأنه تولى التنسيق مع شخص يدعى "محمد بحرون -الملقب الفار" سيقوم بتأمين طريقهم إلى مدينة الزاوية.

وأكد الفلاح،  أن الفار بالفعل قام بإستقبالهم بعد مغادرتهم مدينة صبراته في سيارة مصفحة عند الطريق الساحلي الذي يربط بين القصر والحنش، وقال لهم أنه سيؤمن لهم الطريق إلى مدينة الزاوية، وانطلق أمامهم بسيارته حتى وصولوا إلى مدينة الزاوية وأمن لهم شقة في عمارة بشارع عمر المختار بوسط مدينة الزاوية، يمتلكها أحد عناصر مجموعته المسلحة يدعى "معز شيوة".

ويعد وجود مثل هذا الشخص ضمن المجموعات المسلحة التي تنضوي تحت لواء قوات الوفاق التي تواجه الجيش الليبي في مناطق طوق العاصمة طرابلس، دليل على عدم أهليتها لتكون جيش كما يروج لذلك، بل وتعد مبررا كافيا لمواجهتها وتخليص العاصمة وكامل المنطقة الغربية منها.