كشفت مراسلة داخلية سرية بعث بها السفير الفلسطيني بتونس سلمان الهرفي إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عقب انهاء اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي ووفد من حماس، يوم 15 اوت المنقضي، بقصر قرطاج، أن المرزوقي حاول تأليب الوفد الحمساوي على السلطة المصرية.

واتهم السفير الفلسطيني في رسالته السرية، التي تمكنت صحيفة آخر خبر الأسبوعية الصادرة اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2014، من الحصول على نسخة منها، الرئيس المرزوقي بتهميش الدولة الفلسطينية بصفتها مخاطبا رسميا ودعمه لحركة حماس ومحاولة الزج بالدولة الفلسطينية في سياسة المحاور خدمة لحملته الانتخابية واستجابة لأوامر "قطر الممول الاساسي له"

كما بينت مذكرة السفير، الممتدة على خمس صفحات، أنه عند تطرق الوفد الحمساوي إلى المبادرة المصرية الساعية إلى فرض اتفاق يقضي بالوقف الدائم لإطلاق النار في غزّة وعبّر عن رفضه لها مشيدا بالدور القطري والتركي والأمريكي الذي ساهم حسب تصورهم في إنهاء الأزمة، عند ذلك شرع الرئيس المرزوقي في التحريض ضد الدولة المصرية.

وحسب ذات المصدر، فقد اتهم المرزوقي الدولة المصرية بمعاملة اللاجئين والجرحى الفلسطينيين بشكل سيئ مستندا في ذلك على ما قال إنها شهادة طفل فلسطيني، دون ان يجد حرجا في التصريح بان علاقة الديبلوماسية التونسية في شقها الرئاسوي ليست على ما يرام مع الدولة المصرية.

وقال السفير سلمان الهرفي إن السبب الرئيسي وراء اللقاء الذي انتظم في قصر قرطاج يوم 15 أغسطس 2014 هو السعي إلى تنظيم قمة عربية بإملاءات مباشرة من الامير القطري تميم من أجل ضرب المبادرة المصرية، ولما فشل الامر بسبب رفض دول الخليج واشتراط الكويت دعم المبادرة استقر الرأي على تنظيم قمة اسلامية وهو ما لم ينجح كذلك، ثم حاول عقد قمة بتاريخ 14 سبتمبر بدعم من رؤساء دول مؤيدة لوجهة نظر المرزوقي والحمساويين.

الى ذلك ، نفى السفير الفلسطيني بتونس سلمان الهرفي في تصريح لاذاعة موزاييك صباح اليوم الثلاثاء صحة الأخبار التي نشرتها آخر خبر بشأن الوثيقة السرية بين السفارة الفلسطينية و الرئيس محمود عباس تفيد بسعي الرئيس المنصف المرزوقي ضرب الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية و التي اتهم فيها السفير الرئيس التونسي بالسمسرة بدماء الفلسطينيين لخدمة مصالحه الانتخابية حسب الجريدة. 

كما نفى السفير وجود وثائق سرية في الديبلوماسية الفلسطينية التونسية بالإضافة إلى نفيه لإجراء حوار مع آخر خبر ، ودعا السفير الفلسطيني الى النأي بالقضية الفلسطينية عن المشاكل الداخلية وعن الساحة السياسية التونسية. ورأى المراقبون في موقف السفير الفرنسي محاولة للتملص من الحرج الذي وقع فيه بعد تسريب الوثيقة 

وفي رد لها على تصريحات السفير نشرت  صحيفة « آخر خبر » بيانا جاء فيه « نشرنا اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 على أعمدة صحيفة "آخر خبر" تقريرا بعنوان "في مراسلة سرّية بين السفارة الفلسطينية والرئيس محمود عبّاس : المنصف المرزوقي حاك الدّسائس لضرب مبادرة السلام المصرية وألّب وفدا من حماس ضدّ مصر وشقّ صفوف الفلسطينيين".

وقد ورد هذا التقرير على شاكلة قراءة تفكيكية لمراسلة رسمية أرسلت من قبل السفير الفلسطيني بتونس سلمان الهرفي بتاريخ 15 أوت 2014 الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس يطلعه من خلالها على فحوى اللقاء موجّها انتقادا شديدا للرئيس المرزوقي متّهما ايّاه بتوظيف القضية الفلسطينية من أجل خدمة حملته الانتخابية وارضاء لقطر الخ (التفاصيل الموجودة في المقال).

وقد اختار سعادة سفير فلسطين أثناء منحه حق الردّ في اذاعة موازييك أن يراوغ ويتهجّم على صحيفتنا متّهما ايّاها بفبركة حوار معه (لم نتحدّث مطلقا عن اجرائنا لحوار معه) في مسعى منه للتشكيك في الوثائق والتفصّي من مسؤولية ما تضمّنته -على لسانه- من هجوم على الرئيس المرزوقي ونقد له ».

 

نص الوثيقة