وجه ثلاثة نواب بالمجلس الرئاسي انتقادات لاذعة لرئيس المجلس فائز السراج يتهمونه فيها بانتهاج سياسات غير مدروسة وتصرفات غير مسؤولة والاستئثار بالقرارات المهمة.

وقال النواب بالمجلس الرئاسي احمد معيتيق، وفتحي المجبري، وعبد السلام كاجمان، في خطاب موجه لرئيس المجلس الرئاسي "نود تذكيركم بأسباب وظروف إبرام الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية والذي انبثق منه المجلس الرئاسي كأداة للحل بهدف انهاء الانقسام السياسي وإعادة توحيد المؤسسات ومن ثم توحيد الجهود لتحقيق الأهداف الحقيقية لأي حكومة وطنية يهمها مصلحة ليبيا وشعبها مضيفا "هذه الاهداف تتمثل في محاربة الارهاب ورفع المعاناة عن المواطنين ومكافحة الهجرة غير الشرعية والتأسيس لدولة المواطنة من خلال رعاية وحماية الانتقالي السلمي والسلس للسلطة وفق قواعد دستورية متينة".

وأوضح الخطاب الموجه للسراج أن الاهداف المشار اليها "والتي تم التأكيد عليها في متن الاتفاق السياسي وملاحقه لم تتحقق بسبب سياساتكم (السراج) غير المدروسة وتصرفاتكم غير المسؤولة واستئثاركم وانفرادكم بالقرارات المهمة والمصيرية وعلى رأسها اعضاء المجلس الرئاسي نوابا ووزراء دولة، الامر الذي أحال المجلس الرئاسي برمته إلى طرف صراع وإخراجه من كونه أداة حل".

وتابع الخطاب "أن استمراركم (السراج) بذات النهج وبنفس السياسة القائمة على الاقصاء للشركاء الوطنيين بالمجلس الرئاسي واعتمادكم بصورة مطلقة على التحالفات العابرة للحدود والاعترافات الدولية المرحلية سيؤدي الى الانهيار التام ليس فقط للمجلس الرئاسي وحكومته بل ...للبلاد واستقرارها وقرارها الوطني ومصالحها العليا".

وأضاف نواب الرئاسي في الخطاب الموجه للسراج "نحملكم بصورة مباشرة وصريحة تبعات وتداعيات الانهيار الوشيك لمؤسسات وهياكل الدولة وتشظي البلاد، الأمر الذي سيعود بالليبيين إلى نقطة الصفر ..حيث كان الاحتكام للقوة والسلاح هو الاداة الوحيدة المتاحة لحل خلافاتهم السياسية وتبايناتهم في المواقف والاراء".

ودعا نواب الرئاسي، السراج "الى تحكيم العقل والعودة لروح المشاركة والتوافق وتغليب المصالح الوطنية الليبية على ما عداها من مصالح شخصية وشللية ضيقة".

وهذا الخطاب هو الثاني من نوعه الذي يصدره نفس النواب بالمجلس الرئاسي، الذي يوجه لرئيس المجلس فائز السراج، وهو ما اعتره مراقبون ومقربون من المجلس الرئاسي بمثابة انقلاب داخل المجلس على فائز السراج.