قال الباحث والمفكر المغربي مصطفى الزباغ، مقرر أكاديمية المملكة المغربية، إن العرب والمسلمين نسوا جزر القمر بعد دخولها لجامعة الدول العربية، رغم أنها تنتمي حضاريا للعالم العربي والإسلامي.
جاء ذلك في محاضرة بعنوان "جزر القمر بين الخصوصية الثقافية والمقومات الحضارية العربية والإسلامية"، ألقاها مصطفى الزباغ، في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في مدينة سلا .
الزباغ، الذي لعب دورا هاما في انضمام جزر القمر لجامعة الدول العربية عام 1993 بعدما نظم مؤتمرا دوليا قدمت فيه أوراق علمية تؤكد الأصول العربية لسكان الجزر وانتماءها الحضاري للأمة الإسلامية، قال في محاضرته إنه بعد انضمام هذه الجزر للجامعة العربية "لم تعرف علاقاتها مع العرب والمسلمين تطورا ملحوظا، رغم أن القمريين كانوا يعولون كثيرا على هذا الانضمام لجلب استثمارات عربية عدة، والرفع من التواصل الحضاري مع المسلمين".
وأضاف: "جزر القمر تحتاج في اللحظة الراهنة إلى اهتمام حضاري عربي وإسلامي"، لافتا إلى أنه توجد بها فقط تمثيلية دبلوماسية لدولة ليبيا، مشيرا إلى أن جزر القمر يسميها الفرنسيون "جزيرة العطور" و"جنة فوق الأرض"، وذلك لغناها التراثي والطبيعي.
وهذا ما يفسر، يقول الزباغ الذي عمل مستشارا لدى الرئيس القمري الأسبق أحمد عبد الرحمان، احتلال الاستعمار الفرنسي لجزر القمر لما يقرب 150 عاما، مشيرا إلى أن الوجود الاستعماري عزل جزر القمر عن محيطها العربي والإسلامي، من حيث استبداله اللغة العربية باللغة الفرنسية، وقيامه بالتشكيك في هوية سكان الجزر.
وكشف أن سكان جزر القمر مسلمون مائة بالمائة خلافا لما هو متداول على شبكة الإنترنت حيث يقال إن 90 في المائة من سكانها مسلمون، مؤكدا أن الأرضية الثقافية في هذه الجزر خصبة بالنسبة لتوطيد الأبعاد الحضارية للعلاقة مع العرب والمسلمين لكون 70 في المائة من اللغة القمرية أصولها عربية، و20 في المائة تعود للغة السواحلية، و10 في المائة فقط تنتمي للغة الفرنسية.
يذكر أن مصطفى الزباغ عمل أستاذا جامعيا في كلية الآداب وعلوم التربية بالرباط وشغل رئيسا لقسم اللغة العربية فيها سنة 1986، وكان رئيسا لقسم اللغة العربية والتربية بالمدرسة القومية للتعليم العالي بجزر القمر من 1987 إلى 1991.
كما تقلد عدة مهام داخل منظمة الايسيسكو حيث شغل منصب مدير إدارات التربية، الثقافة، التخطيط الاستراتيجي، ومن مؤلفاته: "الحضارة الإسلامية في جزر القمر".