أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي أنه من المؤسف أن القوانين الانتخابية التي تم اعتمادها فشلت في تلبية تطلعات المرأة إلى مشاركة سياسية هادفة على نحو كاف، ولا سيما في مجلس الشيوخ، حيث تم تخصيص 6 مقاعد فقط للنساء من أصل 90 مقعداً.

وأضاف باتيلي في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أنه ليس من المبالغة القول بأن هنالك حاجة ماسة للعمل من أجل تمكين المرأة والاستثمار فيها لدفع عجلة التقدم في ليبيا.

ودعا باتيلي جميع الأطراف الليبية المعنية إلى الاستثمار في المرأة وتسريع عجلة التقدم وحث  على دعم المرأة وتمكينها كي تؤدي دورها الأصيل كمحرك للتغيير الشامل للأوضاع في ليبيا. وحث السلطات على تخصيص الموارد المالية الكافية الضرورية لتلبية احتياجات النساء والفتيات.

وبين باتيلي أن الاستثمار في المرأة اليوم هو استثمار في مستقبل ليبيا وازدهارها ورفعتها. ومن خلال توفير فرص متكافئة للنساء، وأضاف باتيلي أنه يجري إطلاق العنان لإمكانات النساء الكامنة والمساهمة في بناء مجتمع أكثر شمولاً وازدهاراً للجميع

وبين بتيلي أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تقف متضامنة مع النساء في ليبيا تقديراً لصمودهن ومساهمتهن الثابتين في المجتمع، حيث تضطلع المرأة الليبية بدور حاسم في صياغة المشهدين السياسي والاقتصادي في ليبيا والنهوض بهما، كما أن مشاركتها الهادفة في المسارين السياسي والاقتصادي وعملية المصالحة الوطنية تعود بالنفع على المجتمع برمته. 

وأشار باتيلي إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تشيد بإنجازات المرأة الليبية في الماضي وجهودها المستمرة وتطلعاتها نحو المستقبل مبينا أن الانخراط الإيجابي للمرأة ومساهمتها المتكافئة في أدوار صنع القرار ومشاركتها في العمليتين السياسية والاقتصادية أمر أساسي لتعزيز استدامة السلام والتنمية في ليبيا ومع ذلك، ما تزال المرأة في ليبيا تواجه تحديات جمّة.

وشدد باتيلي على أن النساء يعانين بشدة من الصعوبات الاقتصادية الحالية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الناجم عن تراجع سعر صرف الدينار الليبي واستمرار حالة الانسداد السياسي وسوء إدارة الموارد العامة. كما أنهن يأتين في طليعة ضحايا انعدام الأمن.

وأضاف باتيلي أنه وفقاً لتقديرات البنك الدولي (2022)، ما تزال مشاركة المرأة في القوى العاملة محصورةً في 37 بالمائة مقارنة بـ 64 بالمائة للرجال. وبلغ معدل البطالة بين النساء 25.4 بالمائة، متجاوزاً بذلك المتوسط الوطني البالغ 19.3 بالمائة وأشارت دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة (2020) إلى أن النساء، عند توظيفهن، يحصلن على أجور أقل بثلاث مرات تقريباً من نظرائهن الرجال

ولفت باتيلي أنه يمكن التصدي لكل هذه التحديات على نحو أفضل من خلال مؤسسات موحدة وشرعية تمثل بشكل كامل إرادة وتطلعات الليبيين من النساء والرجال على حد سواء وأضاف باتيلي أنه لهذا السبب يبقى التزامه تجاه الانتخابات ثابتاً لا يتزعزع واليوم هو فرصة أخرى  لتجديد الالتزام من أجل ليبيا أكثر أماناً واستقراراً وازدهاراً قادرة على تلبية احتياجات جميع بناتها وأبنائها.