رغم حملات النفي و التشكيك التي لاحقت خبر القاء القبض على  " أبو عياض " زعيم أنصار الشريعة ، التيار المصنف كتنظيم ارهابي في تونس ، فان الحدث غطى على أحداث كثيرة تعيشها تونس ودول الجوار في الأيام الأخيرة لسنة 2013 .

قراءات متعددة رافقت الخبر صدرت عن قيادات عسكرية ومحللين وخبراء استراتيجيين اعتبروا فيها أن القاء القبض على أبي عياض ، اذا تأكد يعد نهاية حتمية للارهاب ، في حين يرى آخرون أن اعلان ايقافه يحمل دعوة لأنصاره وللخلايا النائمة التابعة للتنظيم وللتيار السلفي لتنفيذهجمات انتقامية.

يقول العقيد المتقاعد محمد صالح الحدري ، مؤسس حزب العدالة و التنمية ، ان القاء القبض على أبي عياض يعد مكسبا  معنويا مهما في الفترة التي تصاعدت فيها العمليات الارهابية وهو يؤشر الى قرب نهاية الارهاب  مع ضرورة مزيد الضغط وملاحقة المجموعات الارهابية خاصة وأن المنظومة الأمنية تعافت وضيقت الخناق عليها وأصبحت قادرة على افشال مخططاتها .

وفضل الخبير العسكري فيصل الشريف الا يتم تسليم " أبو عياض " الى تونس و استنطاقه من قبل الأمريكان والحصول منه على معلومات هامة باعتبار أنه يمثل الصندوق الأسود الذي بامكانه الكشف عن الأسماء الكبرى لقيادات التنظيمات الارهابية في المنطقة .

من جهته قال الأستاذ علية العلاني المختص في الجماعات الارهابية ان القاء القبض على أبو عياض يمثل خطوة على الطريق الصحيح وانه يمثل رسالة واضحة تؤكذ مججدا أن الارهاب أصبح تحت السيطرة وان احتمال القيام بعمليات ارهابية في المستقبل تضاءل لكنه يبقى واردا .

تحولات في المنطقة

وتوقع الاستاذ ناجي جلول أستاذ التاريخ في الجامعة التونسية والمحلل السياسي أن تشهد تونس تحولات عميقة وربما مواجهات تكون الأزمة الاجتماعية محركها الرئيس ومشيرا الى أن السنة الجديدة ستكون مليئة بالأحداث المهمة وربما تحمل  بداية نهاية ما اتفق على تسميته بالربيع العربي باعتبار أن الامريكان رفعوا ايديهم عن الاخوان في كامل المنطقة العربية و الشرق أوسطية بما في ذلك تركيا . 

ويستند الأستاذ ناجي جلول في تحليله و توقعاته الى ما كان صرح به الاعلامي المصري الكبير محمد حسنين هيكل الذي راى أن الولايات المتخدة رفعت يدها ودعمها عن الجماعات الاسلامية ، وهو ما يؤكده تصنيف الاخوان المسلمين كمنظمات ارهابية في مصر والامارات و السعودية اضافة الى جبهة النصرة في سوريا مع بداية تغير الموقف الأمريكي من بقاء بشار في سوريا .

أخطار منتظرة

وفي المقابل رأى الخبير العسكري و المختص في الجماعات الاسلامية ومكافحة الارهاب مازن الشريف أن القبض على أبي عياض قد يشعل الفتيل في ليبيا و تونس معتبرا أن شباب تنظيم انصار الشريعة قد يتحرك ويقوم بعمليات ارهابية تضامنا مع زعيمهم بنقمة شديدة موضحا انه كان يفضل مبادرة السلط التونسية الى القيام بمصالحة مع التيار واسترداد المساجد التي يسيطرون عليها .

هذا الموقف عبر عنه تقريبا الشيخ خميس الماجري القريب من التيار السلفي و أنصار الشريعة الذي صرح بان ما راج يحمل دعوة صريحة لمن أسماهم بأعداء الاسلام للقيام بعمليات تستهدف التونسيين و شخصيات سياسية هامة واتهام السلفيين بالقيام بها ومؤكدا أن خبر الايقاف ستكون له تداعيات قد تزيد في تعقيد الوضع السياسي في تونس .