انهيار  الاقتصاد السودانى يهدد بفشل الدولة (1)

السودان اغنى دول العالم من حيث الموارد الطبيعية  يعانى هذه الايام شبه الافلاس التام  بعد ان انهكته الحرب وسوء ادارة نظام الاخوان المسلمين القائم على الاحتكار الكامل لكل مفاصل الدولة مما ادى الى تفشى  الفساد  واصبح هو السمة الغالبة فى الممارسات فى كافة مناحى الحياة الخدمية  ..

تدهورت قيمة الجنيه  السودانى وتدنى الى مستوى ثمان جنيهات مقابل الدولار الامريكى الواحد  مع العلم ان ثلاث اصفار حذفت  من  الرقم بعد انقلاب الاخوان المسلمين على نظام ديموقراطى كانوا مشاركين فيه ..واصبحت الدولة  اليوم   معزولة عن العالم  اقتصاديا بعد هروب المستثمرين  وتوقف عجلة الانتاج بالداخل .. وتراكم الديون الخارجية  والتى تقدر   ابحوالى 45 مليار دولار  امريكى ..السياسة التى اتبعها الاخوان بعد وصولهم للحكم  عام 1989 وحتى اليوم تقوم على الاحتكار وعدم الشفافية المفدى الى الفساد البائن فى غياب نظام قضائى حر وصحافة ومجالس تشريعية ورقابية تحاسب المخطىء وتكشف العجز فى السياسات ..

بعد انفاذ اتفاقية السلام بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطنى التى قامت ايضا على الاحتكار وابعاد الاخرين عن كل شىء وفقا لامانى الحزب الحاكم وارادةقوى خارجية  .. مهدت للانفصال فيما بعد كان يؤمل ان توجه مقدرات الحرب للتنمية والاعمار لكافة انحاء السودان المنهك ولكن اشتعلت حرب اخرى اسمها حرب النهب للدولة ولمواردها باتباع اساليب شيطانية معروفة ومكشوفة ظاهرها العمل التنموى وباطنها النهب المنظم  لموارد الدولة  وارسالها الى الخارج  مما ادى الى تدهور قيمة العملة واصبح الجنيه السودانى لا يساوى شيئا اذ انخفضت قيمته الشرائية امام الدولار ولا تملك الدولة اى رؤية للمعالجة حتى الان .. غير سحب اكبر كمية من الاوراق المالية من ايدى الناس باتباع الضرائب المباشرة وغير المباشرة والجمرك المبالغ فيه حتى اصبحت قيمة جمارك السيارة اكبر من سعر المصنع الذى قام بتصنيعها بعدة مرات ولم يحدث هذا الا فى السودان ..  وصبحت دول مثل تشاد واريتريا  كانت تعيش على اقتصاد السودان وموارده اكثر استقرارا فى اقتصادها من دولة تعد من اغنى دول العالم فى مواردها ...

انه الفساد المحكوم بالاحتكار وغياب الرؤية السليمة ..
يشمل الاحتكار كل شىء ابتداءا من السلطة السياسية والاعلام وانتهاءا بورق البنكنوت الذى يعطى فى شكل قروض لاهل الحظوة لكى يتمكنوامن مفاصل البلاد وهو ما تم تنفيذه بكل دقة والتزام ..

والدليل  هذه النتيجة من الانهيار الاقتصادى الذى اصاب بلادنا فتوقفت المصانع واختكرت التجارة وابعد الشرفاء عنها ..ودمرت الزراعة وفى مقدمتها مشروع الجزيرة ومشاريع النيل الابيض والازرق والشمالية اضافة للزراعة المطرية وتوقفت  المصانع فى كل انحاء السودان والقادرين من اصحابها هربوا الى خارج السودان ودول الجوار وفى مقدمتها اثيوبيا ..
كل ذلك ادى الى انهيار تام فى الخدمة المدنية التى تمكن فيها الاخوان بفقه التمكين واهل الولاء ..ابعادا لاهل الكفاءة فانهارت كل الخدمات واصاب الفشل حتى المواقع الصحية والعلاجية بفضل هذا الاحتكار القاتل لكل شىء لاعضاء الحزبالاخوانى الذى يطلق عليه اسم المؤتمر الوطنى   الذى يقولون انه رسالى ليحكموا وطنا بحجم قارة بفقه السترة لا بحكم القانون والشفافية والحق والقوة والصدق والعدل التى يحثنا عليها الدين الاسلامى وهذا ما هو غائب للاسف ..