شهدت العاصمة البريطانية لندن أمس الخميس بدء أعمال مؤتمر المعارضة القطرية تحت شعار «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي» لبحث الأزمة الخليجية والدور القطري في تفجيرها، ودور الدوحة في دعم المنظمات والجماعات الإرهابية.

وافتتح الناطق باسم المعارضة القطرية خالد الهيل المؤتمر بكلمة تحدث فيها عن «قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان في قطر، مشيرًا إلى دور حركة إنقاذ قطر التي تناضل منذ عشر سنوات ضد دكتاتورية النظام ومن أجل تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان»، بحسب تعبيره.

وقال الهيل إن النظام الحاكم في بلاده دفع رشاوى وقام بشن حملة إعلامية لوقف انعقاد المؤتمر الأول للمعارضة القطرية في لندن، مشيرًا إلى ضرورة النظر في تغيير النظام القطري الحاكم بسبب دعمه للإرهاب.

وأضاف بكلمة افتتاحية في المؤتمر أن «النظام الحاكم في قطر حرَم كثيرا من المواطنين من جنسيتهم واعتقل العديد منهم، مشيرًا إلى أن التغيير الذي ينشده الشعب القطري لن يكون مفروشا بالورود».

وأوضح المعارض القطري أن «النظام الذي يدعم التطرف والإرهاب يجب علينا النظر في تغييره»، لافتا إلى أن هذا المؤتمر يعد «تاريخا فاصلا في مستقبل قطر».

وأشار إلى أنّ «من مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان في قطر عدم تمكن المواطنين من اختيار حكومتهم بحرية، فالسلطات وبشكل غير قانوني تقمع حرية الصحافة والتعبير». وأضاف أن «هذا المؤتمر يمثل القطريين غير القادرين على اسماع أصواتهم والمناداة بالحرية، وكذلك القطريون في المنفى الذين شدتهم ممارسات النظام غير العادلة».

وأشار إلى أنّ «من بين الحاضرين في المؤتمر عددًا من عائلات المعتقلين في قطر». وشدد الهيل «على أن القطريين يصرون على التوجه نحو تحقيق التغيير، الذي يمنح القطريين الحرية والمنطقة الأمن والاستقرار من خلال إنهاء الدور القطري في دعم الإرهاب».

وقال المعارض القطري البارز علي الدنيم إن مؤتمر المعارضة القطرية أطلق فعليا عملية لتغيير النظام القطري الذي «انتحر سياسيا».

وأوضح الدنيم الذي عمل في السابق مستشارا في المخابرات القطرية لسكاي نيوز عربية أن «رسالة المؤتمر قوية وواضحة إلى النظام القطري.. دورك انتهى.. عليك المغادرة أو التغيير.. فالتغيير قادم».

وعقدت المعارضة القطرية المؤتمر الأول لها في العاصمة البريطانية لندن أمس الخميس، بحضور العديد من الشخصيات العربية والدولية.

وقال الدنيم إن «المؤتمر شهد اليوم ولادة حقيقية للمعارضة القطرية لتغيير النظام وفضحه أمام العالم كله».

وأكد أن الشعب القطري معارض لما وصفه بسياسة «الحمدين»، في إشارة إلى الأمير السابق الذي مازال يتمتع بالنفوذ الأكبر حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم.

وأشار المعارض البارز إلى أن المعارضة تسعى حاليا لعملية التغيير، «بعد ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني كبديل واقعي ومنطقي ومقبول لدى الشارع القطري».

وأوضح أن الشيخ عبدالله «ليس بعيدا عن سلالة الحكم في قطر. وبطبيعة الحال هو الأمير القادم إن شاء الله في المستقبل القريب»، مشيرًا إلى أن المعارضة سيكون لها صدى قوي في المستقبل.

وينعقد المؤتمر تحت عنوان «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي»، بمشاركة سياسيين وأكاديميين وإعلاميين، إضافة إلى قطريين وشخصيات سياسية عربية ودولية ومهتمين بشؤون المنطقة من أكاديميين وإعلاميين ومن القطريين، حيث سيناقشون الأزمة الخليجية وتأثيراتها على قطر، في ضوء الأزمة التي مر عليها أكثر من ثلاثة أشهر.

وقال النائب البريطاني دانيل كوزينسكي إن تمويل الإرهاب لا يمكن أن يتم بمعزل عن معرفة الحكومات بذلك، وأضاف خلال المؤتمر أن الغرب شريك لدول المنطقة في مكافحة الإرهاب لكنه يعرف تورط جهات محلية في تمويل الإرهاب.

وتساءل خلال كلمته في المؤتمر، نريد أن نفهم كيف لدولة صغيرة كقطر أن تشق الصف الخليجي؟

وقال بيل ريتشاردسون المسؤول السابق فى الخارجية الأمريكية إن المشكلة تكمن في أن القطريين هم الذين يمولون التطرف ويدعمون إيران، مشيرًا إلى أن سياسات قطر تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

وأضاف أن قضية حقوق الإنسان في قطر تدعو إلى القلق، وأن الدوحة عليها دفع ثمن دعمها للتطرف، مؤكدا أن السياسة القطرية تقوم على الازدواجية والتناقض.

بدوره، قال تشارلز وولد الجنرال الأمريكي السابق، أحد المشاركين في مؤتمر المعارضة القطرية، «إن الإسلام مخلص للديمقراطية ولحقوق الإنسان، وأؤمن بأن القيم الأساسية تتواجد في الديانتين الإسلامية والمسيحية، وأن الحضارة القديمة والقيم الكونية جزء من الإسلام، وأشار إلى أنه في الماضي كان هناك التطرف المسيحي والذي راح ضحيته أعداد مهولة من الأشخاص، وكثيرون أيضًا سقطوا على يد الإرهاب الحالي الذي يتم باسم الإسلام».

ويسلط المؤتمر الضوء على ثلاث قضايا مهمة:

• رعاية قطر للجماعات الإرهابية المحظورة لتوسيع نفوذها في المنطقة.

• انتهاكات حقوق الإنسان وحرمان الديمقراطية في قطر.

• دور الجزيرة جنبًا إلى جنب مع غيرها من أدوات القوة الناعمة لتعزيز الأهداف القطرية.

وعقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تشكلت خمس لجان عمل ستبحث كل منها قضية تتعلق بالشؤون القطرية وهي:

1- قطر: الإسلام السياسي والدعم الإرهابي ومعالجة الموقف المتناقض الذي اتخذته قطر في معارضة لدول الخليج الأخرى في دعمها للإسلام السياسي والجماعات الإرهابية.

2- سياسة قطر وإيران الخارجية مصدر لعدم الاستقرار الإقليمي مع التركيز على كيفية مساهمة قطر وإيران في سياستهما الخارجية في عدم الاستقرار العام وانعدام الأمن اللذين يميزان الآن منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. إضافة إلى النظر في مدى تأثير سياسات كل من قطر وإيران  من أجل تحقيق مصالحهما الذاتية على الاستقرار في المنطقة.

3- انتهاكات قطر: تطلعات قطر إلى مكانة عالمية، وديمقراطية وحقوق الإنسان وستنظر هذه اللجنة في انتهاكات دولة قطر لحقوق الإنسان في سياق كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، فضلاً عن فحصها لقوانين حقوق الإنسان الدولية.

4- قناة الجزيرة: الصحافة الحرة مقابل صوت الرعب؟ في الأيام الأولى لبدء عمل قناة الجزيرة كانت تعتبر منارة للصحافة الحرة وتحديًا لأنظمة الشرق الأوسط الاستبدادية، لكن تغطياتها أظهرت انحيازها المتآزر مع السياسة الخارجية لدولة قطر، وباستخدام عدد من المصادر الحصرية ستدرس هذه الهيئة طيفًا من الأفكار حول قناة الجزيرة.

5- حلقة عن الاقتصاد، الجغرافيا السياسية والأمن العالمي للطاقة وتتناول بعض الخصائص الرئيسية للسياسة الخارجية القطرية، بما في ذلك تناقضها الدبلوماسي وسعيها للهيمنة الإقليمية والطريقة التي استخدمت بها الدوحة خزاناتها الاقتصادية وخزانات الغاز الطبيعي، لتضمن لنفسها دورًا أكبر في المنطقة، ما يضر بجيرانها وحلفاءها.