ذكرت اذاعة صوت روسيا نقلا عن ما وصفته بمصادر مقربة من الحكومة القطرية أن الأمير تميم بن حمد آل ثانى أثناء لقاءه مع عدد من المسؤولين عبر عن نيته بإطلاق شبكة إخبارية جديدة تحت إسم "العربي الجديد"، حيث سيكون مقرها في مدينة لندن ومقر الموقع الإلكتروني في بيروت .
ووفق الموقع الرسمي للاذاعة الروسية  فإن الأمير تميم رصد ميزانية ضخمة لهذه الشبكة الإعلامية من أجل دعم سمعة جديدة لقطر بعد فضائح قناة "الجزيرة"، حيث ستحمل الشبكة الجديدة مواقف مختلفة عن "الجزيرة".
وأكدت المصادر أن شبكة "العربي الجديد" لن تحل محل "الجزيرة"، ولكن ستقدم رأي مختلف يمثل رؤية الأمير تميم الذي أصبح محل اختبار وجدل في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تفاقم التوترات والخلافات بين الدوحة وبين باقي دول مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة التقارير والكتب والوثائق السرية التي تم كشفها والتي ظهرت فيها الجزيرة كذراع استخباراتي واعلامي تستخدمه قطر ضد الدول والحكومات التي تختلف معها سياسيا وآخرها ما كشفته وثائق جديدة لويكليكس حول تبني الدوحة خطة لضرب استقرار مصر بعنف والأمر كذلك يشمل لعبًا بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرًا محوريًا في الخطة.
وتشير الوثيقة التي نشرتها جريدة الشاهد الكويتية إلى أنه في لقاء سري جمع بين حمد بن جاسم ومسئول إسرائيلي نافذ في السلطة أبلغه فيه نيته تلك، ووصف مصر بـ«الطبيب الذي لديه مريض واحد»، ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة، واعتبر بن جاسم أن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية، في إشارة منه إلى أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل حتى لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية.
وأشار جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيلكس إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق وحجب اثنتين، ويقال إن ذلك جاء بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة جدًا عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكيين كانت في مجملها للتحريض ضد مصر.
كما نشرت جريدة «الجارديان» البريطانية التسريبات ونص الوثيقتين على موقعها، وشملت ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة «الجزيرة» على خريطة التحرك السياسي لقطر ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية.
وتتحدث الوثيقة التي حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة «الجزيرة» والذي أسهب فيه بن جاسم عن السياسة الخارجية القطرية في عدد من الموضوعات، بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام، ولم يدّخر جهدًا في شن هجوم شرس على مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر في لحظات أخرى.
وقام السفير الأمريكي بتحليل اللقاء، وأشار في مجمل تحليله إلى كون «الجزيرة» أداة في يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم على حساب قوى أخرى بطبيعة الحال.
أما الوثيقة الثانية التي حملت رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد تعلقت بتقييم شامل تعده الأقسام المختلفة بالسفارة كل في اختصاصه حول قطر وتطرق التقييم إلى دور قناة الجزيرة في منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمقاليد السلطة في واشنطن.
وأشارت الوثيقة إلى أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة.. وفي الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء «الجزيرة» كأداة للسياسة الخارجية القطرية، لافتًا إلى تأكيد الوثيقتين على جزئية تكليف بن جاسم، بعد اجتماعه بعدد من المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين للجزيرة ببث كل ما يذكي نار الفتنة في الشارع، وليس الأهم هو ما بين الشعب والنظام، لكن ما بين المصريين أنفسهم كشعب.
وتتضمن الوثائق المسربة اتفاقا بين الدوحة والإخوان لضرب الاستقرار في مصر وكذلك الحصول على معلومات تمس الأمن الوطنى.
وذكرت الوثيقة أن توتر علاقات الدوحة بأي نظام عربي سيجر هذا النظام أو ذاك لأزمة مخيفة، باعتبار أن النظام القطري يستخدم دائمًا قناة الجزيرة كعصا لتصفية الحسابات مع خصومه، وهذه الوصفة نجحت أكثر من مرة في إشعال الجو العام في عدد كبير من الأماكن.