أعنت منظمة اليونيسف في ليبيا تبرع حكومة فرنسا بمبلغ 600,000 يورو لدعم مراكز "بيتي" التي تقدم خدمات التعليم وحماية الأطفال وتنمية مهاراتهم.

وبينت منظة اليونيسف أن هذه الشراكة تهدف إلى تلبية الاحتياجات الملحة للأطفال الأكثر احتياجاً، من خلال تنظيم مبادرات تعليمية فعالة وخدمات لحماية الأطفال مع التركيز على تحقيق التماسك الاجتماعي وتنمية المهارات.

وأضافت المنظمة أنه مع تعداد سكاني يقارب الــ 7 ملايين نسمة، تعد ليبيا موطناً لعدد كبير من الشباب والشابات، حيث تشكل نسبة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً 52%، في حين تبلغ نسبة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً 31%. وضمن هذه الشريحة السكانيّة، يواجه الأطفال الأكثر احتياجاً والنساء والفتيات مخاطر متزايدةٍ وجسيمةٍ متمثلة في عدم حصولهم على القدر الكافي من الحماية.

وأشارت اليونيسف أن مراكز "بيتي" استطاعت تلبية الاحتياجات المتعددة للأطفال الأكثر هشاشة بدون استثناء.  حيث توفر هذه المراكز التعليم بنوعيه الرسمي ودروس التقوية فضًلا عن تقديمها خدمات دعم عقلي ونفسيّ واجتماعي ومجموعة من الخدمات المتخصصة إلى جانب تنمية المهارات الحياتية لليافعين واليافعات والشباب والشابات.

خلال العام الماضي، استفاد أكثر من 40,000 طفل من الأطفال الأكثر احتياجاً من أشكال الدعم الشامل المقدم بعد افتتاح ثمانية مراكز لـ "بيتي" في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء ليبيا، بما في ذلك طرابلس ومصراتة وزوارة وأجدابيا وبنغازي وسبها. 

وبينت اليونيسف أنها ستعمل وشركاؤها خلال هذا العام على إدارة سبعة مراكز لـ "بيتي" في طرابلس ومصراتة وسبها وبنغازي وأجدابيا ودرنة، بالإضافة إلى تهيئة خمسة أماكن صديقة للأطفال وإنشاء مراكز تستهدف فئة الشباب في سبها وأوباري وغات وبراك والكفرة بالتعاون مع المجتمع المدني ووزارة الشؤون الاجتماعية مضيفة أن اليونيسف ملتزمة بدورها المتمثل في تعزيز عمل هذه المراكز وتوسيع نطاق عملها.

وأضاف اليونيسف أنه إلى جانب تقديم خدمات مباشرة، تعمل المنظمة بشكل فعال على تعزيز قدرات وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم من خلال تقديم الدعم الفني اللازم.  وينطوي على ذلك إعداد استراتيجية استدامة للنموذج الذي وضع لمراكز "بيتي"، بهدف تعزيز مرونتها وأثرها على المدى الطويل.

وقد عبّر ممثل اليونيسف في ليبيا ميكيلي سيرڤادي عن امتنانه للالتزام الذي أبدته فرنسا، حيث قال: " نود أن نوجه خالص شكرنا إلى الحكومة الفرنسية لما قدمته من مساهمات كبيرة في دعم مراكز "بيتي" في ليبيا. إذ يساهم هذا الدعم في ضمان توفير الخدمات الأساسية للأطفال الأكثر احتياجاً، بما في ذلك خدمات التعليم وحماية الطفل والدعم النفسي والاجتماعي. حيث يمكننا بناء حياة أفضل لهم وخلق مستقبل مليء بالأمل والفرص".

ومن خلال إشراك أفراد المجتمع، بما في ذلك الآباء والأمهات، استطاعت هذه المراكز تصميم برامجها وخدماتها لتلبية الاحتياجات الخاصة بكل مجتمع، مما يتيح تحديد الحالات الأكثر احتياجاً وإحالتها لغايات الحصول على الدعم المناسب.

من جانبه قال السفير الفرنسيّ لدى ليبيا مصطفى مهدراج: "ضمن إطار سياستها التي تستهدف دعم استقرار ليبيا، تعمل السفارة الفرنسية على تقديم مساهماتها لمنظمة اليونيسف ودعم أنشطتها التي تؤثر بشكل إيجابي على السكان، وخاصة الفئات الأكثر هشاشة. حيث أنها تقوم بدعم مشروع مراكز بيتي، والتي قدمت فرنسا 600,000 يورو كـدعم إضافي له خلال هذا العام، ومن الجدير بالذكر أن هذا المشروع مصمم لحماية الأطفال الأكثر هشاشة وتعزيز وصولهم إلى التعليم ودعهم على الصعيد النفسي. ومن خلال هذا الدعم، ستصبح حقوق الطفل المعترف بها عالميًا، مثل التعليم والصحة، بما في ذلك الرعاية النفسية، حقوقًا فعالة"