قام فريق عمل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا،امس الثلاثاء، بزيارة تفقدية إلى مدينة الكفرة للإطلاع على الأوضاع الإنسانية للنازحين واللاجئين من جمهورية السودان اللذين توافدوا إلى المدينة خلال هذه الفترة جراء الحرب التي تشهدها بلادهم منذ فترة طويلة.

وقالت المؤسسة في بيان لها،ان الزيارة تاتي تأتي، للوقوف على حجم الاحتياجات الأساسية والإنسانية والصحية للنازحين واللاجئين للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي يمرون بها ، ولتقييم حجم إستجابة السلطات الليبية والمنظمات الدولية والأممية المعنية للاحتياجات الإنسانية والصحية العاجلة لهم وبشكلٍ خاص الفئات الهشة والمستضعفة والأشد احتياجاً وهم " المرضي والأطفال والنساء وذوي الإعاقة والعجزة والمسنين ".

وضم فريق المؤسسة كل من عضو مجلس إدارة المؤسسة ناصر أحنيش ومدير مكتب المؤسسة بالمنطقة الجنوبية عبد الباسط بن ناجم، ومدير مكتب الشؤون الإنسانية والطوارئ وعضو قسم تقصئ الحقائق والرصد والتوثيق بالمؤسسة محمد عسكر.

 وكان في أستقبال الفريق رئيس مركز الهجرة غير الشرعية فرع الكفرة والمسؤولين بالهلال الأحمر الليبي فرع الكفرة والمتحدث باسم بلدية الكفرة ومدير مكتب الخدمات الصحية الكفرة.

وتم خلال الزيارة التطرق إلى الأعداد التي تم حصرها وتسجيلها من النازحين من جمهورية السودان من قبل لجنة الأزمة وكذلك أبرز الأحتياجات الطبية والإنسانية لهؤلاء النازحين واللاجئين .

وعاين الفريق أوضاع النازحين واللاجئين عن كثب للإطلاع على احتياجاتهم الأساسية والإنسانية والأستماع إلى مطالبهم وظروف وأماكن إقامتهم كما اطلع الفريق على عملية إصدار الشهادات الصحية لهم من خلال المركز الصحي بالبلدية وعملية حصر النازحين واللاجئين القادمين من السودان.

واطلع الفريق على منظومة الحصر التي سجلت إلى تاريخ إجراء هذه الزيارة الميدانية التفقدية عدد 15.600 نازح ولاجئ سوداني منذ 1 يناير حتى 24 أبريل 2024.

وأكد الفريق وجود إحصائيات تشير إلى أن العدد قد بلغ نحو ( 40 ) ألف لاجئ من جمهورية السودان 25‎‎ % منهم أطفال دون سن 15 سنة ونسبة ‎%‎15 نساء و‎%‎10 كبار السن والعجزة و‎%‎12 مرضي و نسبة ‎%‎2 منهم عادوا طواعياً إلى السودان والأعداد في تصاعد وغير ثابتة بسبب استمرار حالة النزوح من السودان إلى مدينة الكفرة .

ولخص الفريق أبرز إحتياجات اللاجئين الإنسانية والصحية في توفير مخيمات أيواء مؤقتة للاجئين والنازحين وتوفير الأدوية الضرورية للأمراض المزمنة مثل مرض السكري والضغط وتوفير التطعيمات اللأزمة والضرورية للأطفال وتوفير عيادات طبية خاصة لتقدم الرعاية الصحية والطبية للمرضى وتوفير الأدوية والملابس والمساعدات الغذائية وغير الغذائية بكونها من أهم الاحتياجات العاجلة لهؤلاء النازحين واللاجئين .

ولاحظ الفريق عدم تواجد المنظمات الدولية والأممية المعنية باللاجئين والنازحين والشؤون الإنسانية والصحية بسبب عدم منح التصريح الخاص لهم لمباشرة مهام عملهم الإنساني في الكفرة .

ودعا الفريق السلطات الليبية المختصة وعلى رأسها وزارة الخارجية والتعاون الدولي ومفوضية المجتمع المدني ، للعمل بشكل عاجل على التنسيق مع هذه المنظمات الدولية والوكالات الأممية المعنية وتمكينها من القيام بواجباتها ومهام عملها الإنساني والإغاثي للتخفيف من حجم المعاناة الإنسانية التي يمر بها هؤلاء النازحين واللاجئين السودانيين ولتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية المُلقاة على عاتق بلدية الكفرة والسلطات الليبية باعتبارهم شركاء أساسيين للسلطات الليبية في معالجة مثل هذه الازمات الإنسانية وتفوير الأحتياجات لهذه الأعداد الهائلة والمتزايدة من اللاجئين والنازحين .