افتتحت، اليوم الثلاثاء بنيامي عاصمة النيجر، قمّة دولية، تهدف للنظر في سبل تعزيز القوّة الإقليمية المشتركة ومتعدّدة الجنسيات الموجودة حاليا، أو تشكيل قوة جديدة، للتصدّي لمجموعة "بوكو حرام" المسلّحة، والتي تهدّد تنامي مدّها التوسّعي إلى حوض بحيرة تشاد، وفقا للمشاركين في القمة.

وتمتدّ أشغال هذه القمة على يوم واحد، فيما سجّلت مشاركة ممثّلين عن حوالي 20 بلدا، وعن منظمات إقليمية ودولية، بينها الاتحاد الافريقي والأوروبي والأمم المتحدة، إضافة إلى وزراء الشؤون الخارجية ودفاع الدول الأعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد، والتي تضمّ كلاّ من تشاد والنيجر والكاميرون ونيجيريا وافريقيا الوسطى وليبيا مرفوقة بدولة بنين.

وتوجد حاليا قوة إقليمية مشتركة، تشكّلت، خلال الأشهر الماضية، وتحمل اسم "القوة متعددة الجنسيات والمشتركة"، والتي انتشرت قواتها في حوض بحيرة تشاد، غير أنّها منيت، مؤخرا، بهزائم متتالية، أفشلت مهامها في التصدّي لـ "بوكو حرام" ومنع تقدّمها من الشمال الشرقي النيجيري نحو منطقة أقصى الشمال الكاميروني.

وخلال افتتاح الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية والدفاع، حول الأمن في نيجيريا، والذي انعقد بضع ساعات قبيل انعقاد قمة اليوم الثلاثاء، دعا السفير النيجيري في النيجر "أليو سوكوتو"، جميع الدول الافريقية الحاضرة إلى المشاركة في القوة الإقليمية المشتركة، وذلك عبر تعزيز الوحدات والتي ينبغي أن تتألّف من 700 جندي على الأقل، ضمانا لحسن التصدّي للمجموعة النيجيرية.

وأشار "سوكوتو" إلى أنّ انسحاب الجنود التشاديين والنيجريين، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هو ما مكّن "بوكو حرام" من تشكيل ملاذ لها ومعاقل في حوض بحيرة تشاد.

ومن هذا المنطلق، فإنّه من المنتظر أن تتناول القمة موضوع توسيع دائرة الدول المساهمة بقواتها ضمن القوة متعددة الجنسيات، والتي ظلّت مقتصرة، إلى حدّ الآن، وبصفة نظرية على كلّ من نيجيريا والنيجر وتشاد، وفقا للسفير النيجيري، فيما لم تتوفّر أيّ تسريبات بشأن شكل القوة الإقليمية أو الدولية التي من المنتظر أن يتم اعتمادها خلال القمة.

وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية النيجر "بازوم محمد"، إنّ "هدف بوكو حرام هو السيطرة على بحيرة تشاد، والتي تعدّ منطقة استراتيجية للتزوّد بالأسلحة والطعام من الخارج ولتأمين معاقله".

وعلاوة على ذلك، ووفقا لمعلومات حصلت عليها الأناضول، فإنّ جماعة متمردة تسيطر بالفعل على الجزر الواقعة على ضفاف تلك البحيرة، تقوم بنقل قوافل الأسلحة، عبرت نحو تشاد قادمة من الجنوب الليبي.

وأضاف الوزير النيجري أنّ "بوكو حرام لم تعد قضية نيجيريا لوحدها، وإنما ينبغي التعامل معها على غرار تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أو الدولة الإسلامية والتي تعدّ أحد المقربين منها"، لذلك، ينبغي أن "نكون على قدر من الوعي، وأن لا نخطئ في تقدير الحلول التي سنعتمدها"، لافتا إلى أنّ "الهجوم الذي استهدف مؤخرا بلدة باغا (شمال شرقي نيجيريا وأسفر عن مقتل حوالي ألفي شخص، بحسب منظمة العفو الدولية) يشكّل دليلا على فشلنا".

وتحذّر تشاد، منذ أسابيع، من التهديد المتفاقم الذي تشكّله "بوكو حرام" على حوض بحيرة تشاد، وضاعف من دعواته إلى "التحرّك الفوري".

كما قامت تشاد بتعزيز أجهزتها الأمنية المنتشرة على أراضيها، في إجراء استباقي للتصدي لهجمات محتملة للمجموعة المسلّحة على مناطقه الحدودية، قبل أن يقوم بإرسال حوالي ألفي جندي إلى الكاميرون، لكبح تقدّم وتوسّع "بوكو حرام".