تمكّن منفذ الاعتداء الدامي في فيينا الذي أوقع أربعة قتلى، ليل الاثنين، من "خداع" برنامج إعادة تأهيل المتطرفين وفق ما أعلنت الحكومة النمساوية.

وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر إن منفذ الاعتداء مناصر لتنظيم داعش الإرهابي وأدين العام الماضي بمحاولة الالتحاق بالتنظيم في سوريا.

وأردت الشرطة كوجتيم فيض الله (20 عاماً)، وهو كان يحمل رشاش كلاشنيكوف ومسدساً وخنجراً ويضع حزاماً ناسفاً مزيفاً.

وأوضح نيهامر أن فيض الله كان يحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية وأدين العام الماضي بمحاولة السفر إلى سوريا للالتحاق بداعش.

وبعدما أدين فيض الله، حكم عليه بالحبس 22 عاماً، ومُنح في ديسمبر(كانون الأول) الماضي إطلاق سراح مشروط.

وقال نيهامر إن "المهاجم تمكّن من خداع البرنامج القضائي لإعادة تأهيل المتطرفين والقيّمين عليه، وأطلق سراحه قبل انتهاء فترة عقوبته"، مشيرا إلى أن الإرهابي بذل جهوداً لخداع المكلفين بمراقبته.

وأضاف الوزير "لم تكن هناك أي مؤشرات تحذيرية لتطرّفه".

وقالت وزيرة العدل ألما زاديتش إن فيض الله مُنح إطلاق سراح مشروط بعدما قضى ثلاثة أرباع فترة عقوبته، لكنّه وضع تحت المراقبة لثلاث سنوات.

وتابعت "هذا الأمر يمنحنا تأثيراً مستمراً يتخطى فترة الحبس المحكوم بها"، موضحة أن فيض الله ما كان ليوضع تحت المراقبة لو قضى فترة عقوبته كاملة والتي كان من المفترض أن تنقضي في يوليو (تموز) الماضي.

وقالت زاديتش إنه تعيّن على منفذ العملية أن يمثل بانتظام أمام المكلّفين بمراقبته والقيّمين على برنامج مكافحة التطرّف "وهو ما قام به بحسب علمنا".

وبعد الهجوم الإرهابي الذي نفّذه الإثنين، نفذت الشرطة عملية دهم لمنزله وعثر على أدلة تفيد بتطرّفه.

وقال الوزير "اتّضح أن المهاجم، وعلى الرغم من المؤشرات التي كانت تفيد باندماجه في المجتمع، فعل العكس تماماً". 

وبدا في منشور على فيسبوك حاملاً رشاش الكلاشنيكوف والخنجر اللذين استخدمهما في الهجوم، وقد أرفق الصورة بتعليقات تتضمن رسائل لتنظيم داعش.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية المقدونية أن فيض الله ولد في بلدة مودلينغ الواقعة جنوب فيينا.

ويبحث المحققون حالياً عن مشتبه بهم آخرين محتملين شاركوا في الهجوم.

وسبق أن حاولت سلطات فيينا تجريد فيض الله من جنسيته النمساوية لكنها لم تتمكن من ذلك "لعدم وجود أدلة كافية على أنشطته"، وفق نيهامر.

وبالإضافة إلى منزله نفذت السلطات النمساوية عمليات دعم لـ 18 منزلا على صلة بفيض الله، وأوقفت 14 شخصاً.

ووفق شرطة مقدونيا، البلد الواقع غرب البلقان والذي لا يملك حدوداً بحرية، فقد توجّه نحو 150 من أبناء البلاد إلى العراق وسوريا للالتحاق بداعش، غالبيتهم بين عامي 2012 و2016.

وغالبية هؤلاء من الأقلية الألبانية في مقدونيا الشمالية، والتي تشكل نحو ربع سكان البلاد البالغ تعداد سكانها 2.1 مليون نسمة.

وعاد نصف هؤلاء إلى البلاد فيما يقبع آخرون ممن يرتبطون بالتنظيم الإرهابي في سجون داخل مقدونيا الشمالية وخارجها.

وأعلنت وزارة الداخلية المقدونية أنها تلقت طلبات لتوفير معلومات عن ثلاثة أشخاص يحملون الجنسيتين النمساوية والمقدونية، أحدهم فيض الله.

وجاء في بيان للوزارة أن "قسم التعاون الأمني الدولي في وزارة الشؤون الداخلية باشر فوراً التعاون مع سلطات النمسا ويتم التنسيق بشكل مكثف بشأن كل العناصر المرتبطة بهذه القضية".