عنوان الكتاب: النفط والدماء.. الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا
الكاتب: د. نجلاء مرعي
الطبعة: الأولى 2012م

صدر عن المركز العربي للدراسات الإنسانية كتاب جديد بعنوان: " النفط والدماء ..الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا (السودان أنموذجًا) للباحثة د. نجلاء مرعي، حيث يتحدث الكتاب عن أهم ملامح الاستراتيجية الأمريكية في القارة السمراء، وأهدافها ومرتكزاتها، وتضرب المؤلفة نموذجًا بالسودان وما تم فيه من فصل الجنوب، وعلاقة تلك الاستراتيجية بالنفط وبسقوط الدماء في أنحاء القارة الإفريقية.
وهذا الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه تقدمت بها الباحثة د. نجلاء مرعي إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وقد أجازتها لجنة المناقشة بتاريخ 3/5/2001م بتقدير امتياز تحت إشراف كل من أ. د عبد الملك عودة وأ. د إجلال رأفت، أستاذا العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
ويقول الكتاب إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه أي منطقة في العالم لا بد أن تكون نابعة أولاً من مصالحها وأهدافها الكونية من جهة، وأهمية المنطقة المعنية بتلك السياسة من جهة ثانية. ونظرًا لأن إفريقيا تحتل موقعًا مهمًّا، إن لم يكن خاصًّا، في الاستراتيجية التي رسمتها الإدارة الأمريكية للتحكم في عالم المستقبل، لما تملكه القارة من ثروات طبيعية ومواد أولية، لاسيما البترول، الذي أصبح العنصر الحيوي المحرك ليس للاقتصاد الأمريكي وبالتالي تحولت إفريقيا إلى قاعدة استراتيجية خلفية مهمتها تأمين الإمدادات البترولية للولايات المتحدة، لتقليص الاعتماد على الشرق الأوسط الذي أصبح معرضًا لتطورات لا يستطيع صناع القرار التنبؤ بمداها أو بنتائجها.
وقد كان لا بد أن يكون للسودان حظ من هذا الاهتمام الأمريكي الذي يتضح في التدخل السافر، وإثارة النزاع داخل المنطقة كوسيلة للسيطرة والتحكم المستقبلي في البترول، وخصوصًا أن التنافس على أشده على المصالح البترولية في غرب إفريقيا بين الهند والصين، كما أن الفترة التي شهدت اتفاق ماشاكوس عام 2002م تمثل حالة تطبيقية للتدخل الأمريكي في السودان لحل مشكلة الجنوب، بهدف السيطرة على النفط السوداني في هذه المنطقة، وتفاقم أزمة دارفور في السودان ودور الولايات المتحدة فيها، وخصوصًا أن الاهتمام الأمريكي بها ليس للأوضاع الإنسانية، وإنما ينصب على المواد الخام، واتخاذ هذه الأوضاع كذرائع واهية تمهّد لها السبيل للتدخل والسيطرة على البترول في هذه المنطقة، وصولاً إلى انفصال جنوب السودان باعتباره محصلة من محصلات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه السودان والذي لا شك فيه سيتحول إلى زلزال جيو سياسي واسع النطاق في السودان الجنوبي نفسه والسودان الأم؛ حيث إن دولة السودان الجنوبي الجديدة ستكون هي الأحدث التي انفصلت عن أكبر وأول دولة عربية إفريقية هي السودان الكبير مساحة وحدودًا وبترولاً وموارد، بموجب استفتاء شعبي أُجري في التاسع من يناير 2011م.
والأهم أن استقلال جنوب السودان لم يكتمل بعدُ؛ حيث مازالت هناك قضايا عالقة مع الشمال قد تؤدي إلى حرب أهلية ثالثة، أبرزها ترسيم الحدود، والنزاع بشأن تبعية منطقة أبيي، ويأتي ملف النفط في واجهة الخلاف؛ كونه المورد الرئيس الذي سيعتمد عليه كل من شمال السودان والدولة الناشئة في الجنوب.
ويهدف الكتاب إلى رصد وتحليل مظاهر التطور والتغيير الذي طرأ على السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا عامة والسودان خاصة بعد ظهور البترول خصوصًا خلال الفترة موضوع الدراسة، وإبراز العوامل التي حددت هذا التغيير، سواء تلك الناجمة من البيئة الداخلية أو الإقليمية أو الخارجية، والتعرف على أهمية عنصر البترول في عملية صنع وإدارة السياسة الخارجية الأمريكية، ورصد التغييرات التي طرأت عليها تجاه إفريقيا، وبخاصة في ظل عدم وجود الكثير من الدراسات العلمية التي تناولت موضوع الدراسة بشكل وافٍ، والتي تأخذ في اعتبارها الأبعاد المختلفة لتلك السياسة، والتي تحدد الأهمية النسبية للعوامل المؤثرة فيها، والتغيرات التي تطرأ على هذه السياسة من وقت لآخر، فضلاً عن محاولة فهم موقع إفريقيا النفطي في العالم وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في ظل النفوذ الصيني المتنامي عليه، وآليات الهيمنة الأمريكية على منابع النفط الإفريقي، والأهداف والمصالح الاستراتيجية الأمريكية في القارة.
والكتاب يقع في ثلاثة فصول وثلاثة عشر مبحثًا وثلاث عشر مطلبًا وفي 281 صفحة.