قال ابن عم العقيد معمر القذافي وأحد المقربين السابقين منه أنه من المحتمل أن يعود رموز النظام السابق إلى ليبيا في الشهرين المقبلين، بمجرد ما تستعيد القوات الحكومية السيطرة على المدن الليبية الرئيسية التي تتصارع لاستعادتها مع الميليشيات الإسلامية المسلحة.
وقال أحمد قذاف الدم (62 عاما)، المبعوث الدبلوماسي الخاص السابق لابن عمه طوال عقود من الزمن، أن أنصار القذافي يخططون للعودة إلى ليبيا بعد ثلاث سنوات في المنفى، هروبا من البلاد بعد أن اجتاحتها الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي.
ويتحادث العديد من هؤلاء مع البرلمان المنتخب حديثا (يونيو ) والذي يعتبر أول هيئة تشريعية في مرحلة ما بعد الثورة يعترفون بها رسميا، يقول قذاف الدم، رغم الاضطرابات الحالية التي أجبرت الحكومة الرسمية على عزلة داخلية. كما أضاف أن أرملة العقيد القذافي وأبناءها، المتواجدون حاليا في سلطنة عمان، تدرس إمكانية العودة.
وقال: "نحن متفائلون، سيحل السلام في ليبيا في غضون بضعة شهور. وسنعود معا إلى ليبيا"، وكان يتحدث من شقة فاخرة وسط القاهرة.
لجأ الجندي السابق إلى مصر بعد فراره من ليبيا. وأضاف أن "الحوار اليوم لم يعد حول القذافي أو الثورة، بل حول خروج ليبيا من هذه الفوضى". كما دعا قذاف الدم لبرنامج مصالحة وطنية على غرار ما حصل في لبنان بعد الحرب الأهلية وعرض مشاركته في محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
بعد ثلاث سنوات على رحيل القذافي، غرقت ليبيا في أتون حرب أهلية وفقدت الحكومة السيطرة على طرابلس في أغسطس لفائدة ائتلاف القوى الإسلامية التي تسمي نفسها فجر ليبيا. كما أجبرت السلطات على نقل عملياتها إلى طبرق هربا من العنف الدائر.
وفي الوقت نفسه عين ائتلاف فجر ليبيا، المتحالف مع الميليشيات الإسلامية التي تقاتل القوات الحكومية للسيطرة على المدينة الثانية بنغازي، حكومة وبرلمانا. بينما يتنامى التمرد في شرق البلاد. فيما تعهد، الأسبوع الماضي، عشرات من المقاتلين بالولاء للدولة الإسلامية.
هذا وفشلت المساعي الدولية لإنهاء الصراع وتصاعدت حدة القتال الذي يقوده خليفة حفتر، الجنرال السابق على عهد القذافي الذي تحول إلى قائد متمرد، لاستعادة بنغازي.
وقال قذاف الدم إنه كان على اتصال "مع جميع الأطراف"، مدعيا أن السلطات تتجه، بشكل متزايد، نحو دعم مئات الآلاف من الليبيين المنفيين الذين ناصروا القذافي. "نحن نشكل الأغلبية"، يضيف.
لقد تغيرت حظوظ قذاف الدم بشكل كبير، فقد كتبت له حياة جديدة في مصر. فإلى حدود إطاحة الجيش المصري بمحمد مرسي في العام الماضي، كان الرجل قابعا في سجن طره بالقاهرة. فقد ألقي عليه القبض في مارس آذار عام 2013، وكان مرسي قد تعهد بتسليمه إلى ليبيا لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة.
بعد فترة وجيزة من ذلك أُطلق سراحه من قبل السلطات المصرية المؤقتة تحت قيادة عبد الفتاح السيسي وأسقط الاتحاد الأوروبي العقوبات ضده، مما يعني أنه حر في السفر للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
في 2011، قال الاتحاد الأوروبي إنه كان يعتقد أن قذاف الدم كان يقود كتيبة في الجيش، مسؤولة عن أمن القذافي شخصيا، وأن له دورا رئيسيا في منظمة الأمن الخارجي الليبي وأنه كان متورطا بشكل مباشر في قضايا الإرهاب.
ويعتزم قذاف الدم العودة إلى ليبيا، مفيدا أن السلطات في طبرق وعدت بفسح المجال لجميع الليبيين للمساهمة في مستقبل البلاد. ما يدل على تغيير في موقف الحكومة الليبية الرسمية التي ظلت إلى غاية غشت أغسطس تطالب بتسليمه.
كما يعتقد أيضا أنه سيتم إلغاء قانون العزل السياسي الذي استبعد رموز النظام السابق من المشاركة في الانتخابات الليبية، وهو ما سيمهد الطريق للشخصيات الموالية لنظام القذافي للعودة إلى ممارسة السياسة. وأضاف: "إذا أقمنا انتخابات اليوم، فسيحصل القذافي على 70 في المائة من الأصوات. هو ليس معنا هنا، لكن أنصاره سيحصلون على الأغلبية. نحن الصوت الأقوى".
وأقر قذاف الدم بأن العودة إلى الأساليب القديمة أصبح أمرا متجاوزا، "لكل نظام أخطاؤه ونحن لم نكن ملائكة، لكن لا مجال لمقارنة أخطائنا بما يجري الآن في ليبيا"، مضيفا: "لم أشارك في الدمار الذي حدث في ليبيا – ولذلك فأنا أمد يدي لكل الليبيين من أجل السلام".