أكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة زياد العذاري أن نتائج الإنتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز الباجي قايد السبسي بمنصب رئيس الجمهورية هي انتصار ونجاح هامين لتونس وخطوة أساسية لإستكمال المسار الإنتقالي. وأضاف أن النهضة قدمت تهانيها لقائد السبسي على إثر فوزه بمنصب رئيس الجمهورية وعبرت له عن رجائها له بالتوفيق في أداء المهام الصعبة التي تنتظره وأن يكون رئيسا لكل التونسيين.

وتابع الناطق الرسمي بإسم حركة النهضة في لقاء خاص ب "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014 بأن تحديات داخلية كثيرة من الناحية الأمنية والإقتصادية والإجتماعية إضافة إلى تحديات خارجية في انتظار قايد السبسي في المرحلة المقبلة مشددا على أن هذه التحديات تستوجب وجود تعاون بين جميع الأطراف السياسية حتى يتواصل منهج الوفاق الوطني لحلحلة جميع الصعوبات المطروحة في المرحلة القادمة و تجاوز التحديات التي تنتظر حكومة السبسي حسب كلامه.

وعن تموقع حزبه في الخارطة السياسية المقبلة، قال العذاري إن النهضة مستعدة للعمل في الحكومة وكذلك في المعارضة. كما أنها مستعدة للتعامل الإيجابي مع مقترحات حركة نداء تونس الحزب المكلف دستوريا بتشكيل الحكومة، موضحا أن حزبه مستعد لدراسة عروض نداء تونس (إن وجدت) حول إمكانية المشاركة في الحكم. ولاحظ في المقابل، أن النهضة ستكون في موقع المعارضة البناءة إن لم تتلق عرضا من نداء تونس للمشاركة في الحكومة. وأعقب أنه لا توجد إلى غاية اللحظة مفاوضات بالمعنى الحقيقي للكلمة بين حزبه و النداء حول التشارك في الحكم مبينا أن النهضة عبرت عن استعدادها للتفاعل الإيجابي مع حزب السبسي إن هو بادر بمقترحات حول تشريكها في الحكم.

وفي إجابة عن سؤال "بوابة إفريقيا الإخبارية" حول الترابط بين إندلاع الإحتجاجات في الجنوب و مناورة النهضة بهدف تحسين شروط التفاوض مع نداء تونس حول المشاركة في السلطة، أجاب محدثنا بأن حزبه عبر أكثر من مرة عن موقفه من الاحتجاجات في جهة الجنوب بأنه ضد العنف وضد هذه الإحتجاجات مستطردا أن النهضة تدين اللجوء إلى العنف إدانة كاملة على حد قوله.

وأوضح في الأثناء أن النهضة كانت أول من طالب مترشحي الرئاسة بالقبول بنتائج الإنتخابات حتى قبل أن يقع الإعلان عنها كما طالبهما باحترام قرار الهيئة العليا للإنتخابات. وأكد بأن النهضة لا تدخل في إستراتيجية تحريك الشارع لأنها تعتبر هذه الإستراتيجية خطيرة على الوضع الهش الذي تعيشه البلاد.

وأضاف العذاري أن من يحكم على حزبه بانتهاج سياسة الخطاب المزدوج هو حر في رأيه مشيرا إلى أن النهضة واضحة في خياراتها ومنسجمة مع خطها السياسي التوافقي وهذا ما أثبتته من خلال مصادقتها على الدستور وتشكيل الهيئات المستقلة ومن بينها الهيئة العليا للإنتخابات، حيث برهنت على إنتهاجها للسياسات التوافقية لإستكمال المسار الإنتقالي و قبلت الخروج من الحكم وتشكيل حكومة "تكنوقراط" ملاحظا في ذات الصدد أن كل هذه السياسات ليست خطابا بل ممارسات ووقائع تدل على تبن فعلي وحقيقي لمنهج الوفاق.

وأكد أن حزبه ينتظر أن تتبنى الأحزاب السياسية الأخرى سلوكا مماثلا مذكرا بأن النهضة كانت قد أعلنت كذلك قبولها بنتائج الإنتخابات التشريعية وهو ما يبين بوضوح بأنها تقبل بقواعد العملية الديمقراطية والوفاق حتى ولو كان ذلك على حساب مصالحها الحزبية والانتخابية وفقق تعبيره.

وبخصوص استقالة حمادي الجبالي وتلويح بعض القيادات النهضاوية المحسوبة على جناح ما يسمى ب"الصقور"، بالإنسحاب من الحركة على غرار الصادق شورو والحبيب اللوز، على خلفية مواقف النهضة من الرئاسية وحتى قبل ذلك بكثير عندما أسقطت قانون العزل السياسي ثم بعد ذلك تنازلت عن الحكم، أفاد الناطق الرسمي باسم النهضة بأنه يحدث أن يختلف قيادت أو أفراد من الحركة مع توجهات خطها السياسي أو قيادتها التنفيذية ويقررون تبعا لذلك الإنسحاب. وأضاف أن النهضة برهنت على قدرتها على استعادة قياداتها المنسحبة كما فعلت مع عبد الفتاح مورو في السابق مؤكدا أن توفر الحوار والديمقراطية في البيت النهضاوي من شأنه أن يبقي الحركة متماسكة وقادرة على التفاعل مع كل أبنائها كما يمكنها أيضا من حماية رصيدها وشعبيتها. وتابع بأن رئيس النهضة راشد الغنوشي يقوم بمساع لإسترجاع الجبالي مقللا من جهة أخرى من أهمية ما تم ترويجه من أخبار حول إمكانية إنشقاق قيادات أخرى من النهضة ومن أهمها علي العريض و اللوز وشورو وإنضمامهم للحزب الذي سيشكله حمادي الجبالي بداية من 2015، حسب ما أكده البعض، مفندا وجود أية خلافات بين أجنحة الحزب في الوقت الراهن على حد قوله.

وعن مبادرة الرئيس المنتهية ولايته والخاسر في انتخابات 21 ديسمبر الجاري منصف المرزوقي بإطلاق ما يسمى ب "حراك شعب المواطنين" وما حملته هذه المبادرة من توجهات لتقسيم التونسيين وتحريض على الفتنة، أوضح العذاري أن النهضة تجدد دعوتها لجميع الأطراف بتوخي التهدئة والإلتزام بالخطاب البناء والإيجابي حفاظا على الوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي. وأضاف، وفي إجابة عن سؤال ل " بوابة إفريقيا" حول إمكانية استقطاب المرزوقي للقواعد النهضاوية الغاضبة وضرب وحدة الحركة وشعبيتها، أن قواعد حزبه ستظل متنوعة و حافظة لإستقرار البلاد وعلى شعبية الحركة في المشهد السياسي. وتابع بأن النهضة لا تخشى من استيلاء المرزوقي على قواعدها لأنها تثق في هذه القواعد، مشددا على أن المرزوقي هو من يتحمل المسؤولية الكاملة في المبادرات التي يطلقها مبينا أن الساحة السياسية مفتوحة أمام الجميع و أن من بإمكانه إفادة التونسيين هو الفائز حسب ما جاء في كلامه.

وجدد العذاري التذكير بأن النهضة لم تدعم المرزوقي في الحملة الرئاسية لا جهرا ولا سرا مبينا أن موقف حزبه من الرئاسية كان واضحا وهو الأصلح في منظور الحركة. وأشار إلى أن التونسيين قد عبروا الآن عن إرادتهم في اختيار رئيسهم وعلى جميع الأطراف احترام إرادة التونسيين والتعاون من أجل إنجاح المرحلة المقبلة مقرا في ذات الصدد بأن عدد من القواعد النهضاوية صوتت للباجي قايد السبسي في الإنتخابات الرئاسية.