على الطريق الرابطة بين تونس وليبيا في مدينة بنقردان تكون الحركة في أغلب الأوقات كبيرة. ككل المناطق الحدودية تتميز بنقردان بكونها مركز استقطاب وعبور بالنسبة إلى التونسيين والليبيين على حد سواء بل حتى من جنسيات أخرى خاصة المغاربية. وباعتبار موقعها الخاص يلاحظ زائرها أو المار عبرها في شهر رمضان أن في الطريق الرئيسية موائد إفطار سنوية تستقطب المسافرين أو المحتاجين في عادت دأبت عليها المدينة منذ سنوات بفضل العمل الجمعياتي الذي يحرص نشطاؤه على إطعام المسافرين الذين يضبطهم وقت الإفطار روهم في الطريق ذهابا أو إيابا.

المنستير: تقديم ما يقارب 600 أكلة يوميا على موائد إفطار بخنيس والمكنين |  المصدر تونس

وما يوجد في بنقردان توفره أيضا مناطق أخرى لكن عادة تكون الموائد للفقراء الذين لا يستطيعون مجابهة مصاريف الشهر الكريم. ففي مدينة الكبارية بضواحي العاصمة، أين الكثافة السكانية والعدد الكبير من المحتاجين والطلبة الأفارقة، أصبح هناك مطعم شهير يقصده العشرات في كل شهر رمضان، باعتباره يخصص وجبات مجانية للمفطرين فيه. وأحيانا تقصده حتى عائلات كاملة، وتكون وجباته في الغالب متكاملة كتلك التي توجد في البيوت لكي لا يشعر المحتاج بأي نقص فيما يأكله. وقد كان المطعم المذكور خلال السنوات الماضية حديث وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية بفضل المجهود الذي يبذله لما فيه من كرم ورغبة في ربح أجر الشهر.

في بقية المدن الأمر مشابه تقريبا، حيث يتم استدعاء السكان الفقراء أو تقديم وجبات لهم في منازلهم. بالإضافة إلى إكرام عابري السبيل، والأجانب المقيمين من الطلبة أو من العاملين في القطاعات الهشّة الذين لا إمكانيات ولا وقت لهم لتوفير متطلبات رمضان، وتقدّم الوجبات إما في الطرقات بالنسبة إلى فصل الصيف أو يتم نصب خيام مخصصة للغرض وتكتب عليها لافتات أنها مخصصة لتلك الموائد.


والشيء الإيجابي في الموائد الرمضانية أن المساهمات تكون كبيرة بطريقة تخفف المصاريف عن الجمعيات أو المتطوعين الشخصيين. كما أن فيها عادة عدم إحراج المحتاج من خلال مشاركة المتطوعين للمفطرين الموائد بطريقة لا يعُرف المتطوع من المفطر وهذه يوجد خاصة في الموائد الصغيرة في المدن الدخلية.

كما أن هناك ميزة في هذه الموائد أنها لا تكتفي بتقديم وجبة إفطار بكل مكوناتها للفقراء، بل إنها توفّر لهم أيضا وجبة السحور لليوم الموالي الأمر الذي يخفف على الألاف ثقل مصاريف الشهر، والأمر الملفت الآخر أن الفقراء أنفسهم يوفرون مساعدات مما أكرم الله عليهم خلال اليوم.