أكد الناشط الحقوقي الليبي المقيم في تونس خالد الغويل أن المهجّرين الليبيين يعانون إشكاليات كبرى في العيش والتنقّل والتعليم والإيجار وإيقاف المرتّبات، وغيرها من الإشكاليات الأخرى التي تخصّ مرافق الحياة الومية التي تحفظ لهم العيش بكرامة.

وأضاف الغويل، في تصريح لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الإثنين 27 أوت 2018، أنه من الضروري جدّا على السلطات الليبية النظر في مسألة إيقاف مرتّبات المهجّرين في تونس.

وأوضح أن القنصلية الليبية بالعاصمة التونسية قامت بمجهودات للإحاطة بالمهجّرين، في حين أن القنصلية الليبية بصفاقس لم تقم بأي مجهود يذكر لإنهاء معاناة المهجّرين بالجهة. وحمّل المسؤولية الكاملة في تردّي أوضاع المهجّرين الليبيين في تونس لحكومة الوفاق.

من جانبه، قال عمران علي الصغير، مهجّر ومنّسق الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا في الساحة التونسية، في تصريح ل "بوابة إفريقيا الإخبارية"، إنه يعيش التهجير في تونس منذ عام 2011، مبيّنا في الأثناء أن المهجّرين الليبيين بالساحة التونسية يعيشون ظروفا إجتماعية ومادية صعبة جدّا، حتى أن معظم هؤلاء يقتاتون من المساعدات التي تأتيهم من اهاليهم في الداخل الليبي.

 وأكد أن القنصلية الليبية بتونس لم تدفع سوى 400 دولار للمهجّرين الذين لديهم عائلات و 200 دولار للمهجرّين العزّاب، وذلك طيلة السبع سنوات الفارطة، أي من 2011 إلى 2018.
 كما كشف أن المهجّرين الليبيين في تونس يعانون من إشكاليات قانونية بخصوص التنقّل والإقامة، الأمر الذي منعهم من العمل أو القيام بأي نشاط هناك.

وشدّد الصغير على أن المهجّر الليبي في تونس يعاني الأمرّين، فلا هو مهجّر ولا هو لاجئ، بالمعنى الصحيح والدقيق للفظتين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العديد من المهجّرين لديهم مشاكل في الإيجار، إضافة إلى أن عدد كبير من أبناءهم انقطعوا عن الدراسة بسبب تردّي أوضاعهم الإجتماعية.

وتابع بأن الأمم المتحدة لم تهتمّ بأوضاع المهجّرين الليبيين بالساحة التونسية، مرجعا التقصير ذاته إزاء هذا الملف إلى الحكومتين التونسية والليبية. ولفت إلى أنه شخصيا تقدّم بملف للحصول على الإقامة في تونس منذ 2013، إلّا أنه لم يتلقّ أي ردّ من السلطات التونسية.

وبخصوص استشرافه لمآلات الأوضاع التي تعيشها بلاده، قال محدّثنا إن الأزمة الليبية ستسمرّ مادامت هناك أطراف دولية تغذيّ التطاحن والتقاتل بين أبناء البلد الواحد بهدف إستدامة الفوضى ونهب ثروات الشعب الليبي.

وأعرب عمران علي الصغير عن أمله في أن تنخرط تونس داخل دائرة الفعل إزاء الملف الليبي بمنح الفرصة للليبيين المقيمين على ترابها للمساهمة في حلحلة الأزمة، مشدّدا على أن مصلحة البلدين واحدة، أمنيا وإقتصاديا وإجتماعيا.

في المقابل، أكد حسن الهادي خير بركة، أحد المهجّرين الليبيين بمدينة سوسة التونسية، في تصريح لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية، أنه يعيش في تونس منذ عام 2011، وأنه لم يجد أي إشكال يذكر مع التونسيين حكومة وشعبا. 

وشدّد حسن الهادي خير بركة على أن المهجّر الليبي في تونس يعاني من صعوبات كبرى تتعلّق بالإيجار وانعدام السيولة، موضحا أن المهجّرين لم يحصلوا على دعم مادي من قنصلية بلادهم منذ شهر ديسمبر 2017.

وأكد بركة أن التقصير بخصوص ملفّ المهجّرين يعود إلى الدولة الليبية وليس إلى الدولة التونسية، كما أن الشعب التونسي قام بواجبه في الإحاطة بالمهجّرين ومساعدتهم، وفق كلامه.

وأضاف أن العديد من المهجّرين الليبيين الذين يعيشون في سوسة التونسية لم يتمكّنوا من دفع الإيجار منذ حوالي 12 شهرا، معرّجا في السياق ذاته على وضعه الخاص، ليذكر لنا أنه متزوّج من تونسية ولديه طفل، إلا أن ظروفه المادية المتردّية أجبرته على العيش داخل محطة تزوّد بالبنزين، في حين اضطرّت زوجته للعيش بمنزل أهلها.

كما كشف بركة أن عددا من المهجّرين يقبعون داخل السجون التونسية، سواء كموقوفين أو كمحكومين. وأوضح أن القضايا المتعلّقة بهؤلاء تشمل إستهلاك الأقراص المخدّرة، أو إشكاليات تتعلّق بالسيّارات، مرجعا سبب ذلك إلى الأوضاع المادية والإجتماعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء، والتي دفعتهم لإرتكاب الأخطاء، وفق كلامه.

وأشار إلى أن حوالي 20 مهجّرا يقبعون حاليا داخل السجون التونسية بأحكام تتراوح بين سنة و5 سنوات سجنا للأسباب المذكورة أعلاه، داعيا في هذا الإطار سفارة بلاده بتونس إلى دعم المهجّرين والإحاطة بهم.

وطالب محدّثنا الدولة الليبية بمساعدة المهجّرين بالساحة التونسية، مؤكدا أنهم يتعرّضون إلى سوء المعاملة من السلطات الليبية بسبب انتماءهم إلى النظام السابق.

أمّا عن تشخيصه لتشابكات المشهد في بلاده، فاعتبر بركة أنه لا يوجد حلّ للأزمة في الأفق القريب، مؤكدا أن الشعب الليبي يعيش معاناة مريرة وصعبة، في حين يتقاتل أصحاب "المناصب والكراسي" على السلطة. وشدّد على أن ليبيا في عهد القذافي كانت أفضل لأنها كانت دولة امنة ومستقرّة وغنية، ملاحظا أن الشعب الليبي في عهد القذافي لم يتقاتل بالسلاح ولم يتسوّل في الشوارع.

وأنهى بركة حديثه مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" بالـتأكيد أن حلحلة الأزمة تكمن في سيف الإسلام القذافي كرجل مصالحة وطنية شاملة، وأنه لا حلّ لهذه الأزمة دون تشريك أنصار النظام السابق.