إعتبر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي،أن الشراكة الأفريقية العربية عموما، والأفريقية- السعودية خصوصاً، ستكون الشراكة الأوفر حظاً للنجاح والاستدامة نظرا لعوامل تاريخية وجغرافية وجيوسياسية واقتصادية.

وثمّن المنفي في كلمته أمام القمة السعودية - الأفريقية التي انعقدت في الرياض الجمعة،مبادرة السعودية في الدعوة إلى انعقاد القمة الافريقية السعودية الأولى ، معربا عن أمله في أن تساهم في بناء جسور أخرى من التعاون الاقتصادي بين أفريقيا والوطن العربي.

وأكد المنفي، أن هذه الشراكة يمكن وصفها بأنها شراكة طبيعية ترجع إلى فجر التاريخ، من قوافل التجارة بين شبه الجزيرة العربية واليمن من جهة والهضبة الأثيوبية والسواحل الشرقية لأفريقيا من جهة أخرى، وإلى الهجرات في الاتجاهين عبر باب المندب والتي كان أكثرها أثرا وذكراً هجرة أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من هذه البلاد إلى بلاد الحبشة أثيوبيا الحالية، وفي الجانب الآخر شكلت الصحراء الأفريقية الكبرى فضاء رحبا للتبادل التجاري بين شمال القارة ووسطها وغربها، وللتمازج الاجتماعي والتلاقح الحضاري.

وأوضح أن هذه الروابط المتينة التي تربط عرب آسيا ومنها السعودية بأفريقيا وبإخوانهم عرب أفريقيا، تقابلها فرص وإمكانات وموارد طبيعية في أفريقيا ووفرة نقدية وتوفر لمصادر الطاقة تتطلب قيام شراكة تنموية واعدة ستكون الأقل كلفة من حيث التمويل، والتعرض للمخاطر، والأقدر على الاستدامة مقارنة بالشراكات الأفريقية الأخرى، بسبب القرب الجغرافي والتقارب البشري وانخفاض مستوى العوائق بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى وجود أسس قائمة لتلك الشراكة.

وبيّن المنفي، أن الاتحاد الأفريقي اتخذ خطوات هامة في إطار تعزيز الشراكات الأفريقية على المستوى المؤسسي تمثلت في تأسيس مؤسسات مالية قارية هي المصرف المركزي الأفريقي، وصندوق النقد الأفريقي، والمصرف الأفريقي للاستثمار الذي يتخذ من عاصمة ليبيا طرابلس مقراً له، بالإضافة إلى تأسيس منطقة التجارة الحرة الأفريقية وإطلاق مبادرات أخرى تُقرّب من تحقيق التكامل الافريقي وتعزز من درجة جهوزية الاتحاد الأفريقي كشريك استراتيجي.

وحث رئيس المجلس الرئاسي، أعضاء الاتحاد الأفريقي على التعجيل في اتخاذ القرارات والإجراءات الكفيلة بمباشرة المؤسسات المالية الأفريقية لأعمالها في أقرب الآجال وإزالة كافة العراقيل من أمامها ، متمنيا أن تعقد القمة الأفريقية العربية الخامسة في القريب العاجل للبناء على نجاح هذه القمة ونُعظم من نتائجها، وكرافد حيوي لها.