رأى المحلل السياسي عبدالله المقري، أن هناك عوامل محلية وعوامل دولية ساهمت في وجود الحركات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، ومن ضمنها العمليات التي تقوم بها عناصر جماعة الإخوان المسلمين لاستقطاب الشباب الليبي في الجامعات والمعاهد، كما أكد المقري، أن القوات المسلحة العربية الليبية، تخوض حرب شرسة ضد هذه الحركات والمنظمات والمليشيات الإرهابية للقضاء عليها وإعادة بناء الدولة الليبية... وللحديث بشكل أكثر تفصيلا حول الحركات الإرهابية أو المتطرفة في ليبيا كان لنا هذا الحوار مع المحلل السياسي عبدالله المقري، وإلى نص الحوار..

 

كيف نشأت الحركات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا وما هي مراحل تشكلها؟

حقيقة كل ما هو موجود من جماعات وحركات أو تنظيمات إرهابية في ليبيا، جاءت من خلال انتقال قيادات من تنظيم الإخوان المسلمين من مصر إلى ليبيا بعدما ضرب وسقط هذا التنظيم هناك، وتكونت خلايا لهذا التنظيم عن طريق قيادات مصرية وفلسطينية وتدريجيا تشكلت مجموعات وخلايا إرهابية في بعض المدن الليبية، وفي مراحل تشكلها أفرزت تنظيمات أخرى مثل "الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية" وغيرها من المسميات السرية والمرتبطة بتنظيمات دولية معروفة.   

 

ما هي العوامل التي ساهمت في إيجاد موضع قدم لهذه الحركات في ليبيا؟

هناك عوامل محلية وعوامل دولية ساهمت في وجود هذه الجماعات في ليبيا، ومن ضمنها استقطاب بعض الشباب الليبي في الجامعات والمعاهد من قبل بعض عناصر الإخوان المسلمين مبكرا، وبعض الطلبة الوافدين للدراسة بالخارج، وخاصة إلى الدول الأوربية وأهمها أمريكا وبريطانيا، حيث عاد أغلبهم مشبعين بفكر الإخوان المسلمين، وفكر حزب التحرير الإسلامي، ومن ثم انتشرت مجموعات وخلايا تحولت إلى مجموعات للعمل السري وزادت في نشاطها وارتباطها بنظيراتها في الخارج، مما شجع هذه الخلايا على إيجاد روابط وعلاقات تنظيمية ومالية كانت لها الأثر في ذهاب مجموعات منها للحرب في أفغانستان وبالتالي انضمت إلى تنظيم القاعدة هناك.  

 

ما هي المرجعية الفكرية أو المنهجية التي اتبعتها هذه التنظيمات في ليبيا؟

كما تم الإشارة فإن المرجعية لهذه التنظيمات في ليبيا مصدرها فكر الإخوان  المسلمين بالأساس، والذي طور عن طريق مدارس فكرية متعددة في اتجاه التطرف والعنف والإرهاب وغيرها.

 

ما الدور الذي لعبته تلك الحركات والتنظيمات في ليبيا أثناء عام 2011؟

لعبت تلك التنظيمات دورا خطيرا وهو إراقة الدماء، والقتل، والعدوان على الشعب الليبي بالتعاون مع أطراف المؤامرة الخارجية، وأهمها الناتو وحيث قامت دول الناتو  بإحضار مجموعات متطرفة من الخارج والجز بها في إسقاط النظام الوطني، وأهمها مقاتلون من حركة حماس الفلسطيني، وحزب لله اللبناني، وأنصار الشريعة من سوريا، ومن منظمات دولية أخرى من المغرب العربي، وأصبحت هذه هي النواة الأولى لتكاثر المنظمات الإرهابية حيث عمت وانتشرت في كل المدن الليبية.  

 

كيف تغلغلت هذه الحركات في المجتمع والدّولة الليبية.. وما أهم معالم ذلك  

بفعل العدوان الخارجي على ليبيا في 2011 تغلغلت هذه المنظمات الإرهابية المحلية والقادمة من الخارج على مفاصل الدولة، ومعالم ذلك واضح من خلال وجودها وتصدرها للمشهد السياسي والمالي وهيئة الأوقاف ومؤسسات الدولة، بما في ذلك هيئات الاستثمار والخارجية ومصرف ليبيا المركزي، ولكنها لم تتمكن من التغلغل في المجتمع الليبي الذي يرفض هذا الفكر المتطرف وأدواتها الجماعات الإرهابية.

 

ما هي أبرز أعمال تلك الحركات وأهم رموزها وتنظيماتها في ليبيا؟

أهم رموز هذه التنظيمات الإرهابية بالنسبة لتنظيم الإخوان المسلمين على الصلابي، وخالد المشري، والصادق الغرياني، ورموز الجماعة الليبية وقادتها وأهمهم عبد الحكيم بالحاج، وخالد الشريف، وهاشم بشر، وغيرهم. 

وأهم هذه التنظيمات هي تنظيم الإخوان المسلمين، وتنظيم جماعة أنصار الشريعة،  وتنظيم شورى بنغازي، وتنظيم شورى درنة، وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية داعش، وتنظيم سرايا الصحراء، وبوكو حرام ..

 

برأيك هل ساهمت عملية الكرامة في انحسار وتراجع تلك الحركة بعد عام 2014؟

تقوم القوات المسلحة العربية الليبية، بحرب شرسة ضد هذه المنظمات والمليشيات الإرهابية من منطلق دورها في محاربة الإرهاب والقضاء على هذه المليشيات وذلك من أجل تهيئة الظروف لبناء ليبيا، ووفق اختيارات شعبها ولإعادة بناء دولة الشعب من أجل الأمن والسلم وتحقيق الاستقرار في البلاد.

كيف ترى مستقبل التنظيمات الإرهابية في ليبيا؟ وما هي سبل مكافحتها؟

التنظيمات الإرهابية حاليا تعيش مرحلة انهيارها ونهايتها على يد القوات المسلحة العربية الليبية، وهي تخوض معارك وحرب طاحنة في أخر معاقلها في منطقة وسط العاصمة طرابلس، وهي غير قادرة على المواجهة بالرغم من الدعم الآلي والسلاح من قبل قطر والدعم اللوجستي من خلال السلاح والطائرات المسيرة ذاتيا من قبل تركيا، الا أن الأيام القادمة ستشهد هزيمتها وهزيمة تركيا، وتتطهر العاصمة من الوجود الإرهابي، ويصبح العمل على إيجاد سبل مكافحة الإرهاب من ضمنها محاربة الفكر والتطرف بآليات فكرية وثقافية وإعلامية، وإنهاء الخطاب الديني المفتن، والتوجه للتعليم خارج الوصايا والإرث الديني المتعصب، ودعم المؤسسات الأمنية لمحاربة هذه الجماعات، وتحصين المجتمع من اختراق هذه المجموعات، وبناء الدولة ضمن معيار الوطنية وحقوق الانسان والانضمام إلى المجتمعات والدول في شراكة لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية.