منذ أشهر بدأت الأجهزة الأمنية المغربية في شن حرب استباقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية – داعش- من خلال تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية ذات الصلات التنظيمية و الفكرية بالتنظيم و التي يعمل بعضها في مجال تسفير الشباب المغربي للقتال في صفوف داعش في سوريا و العراق.و في هذا السياق،أعلن السلطات المغربية  أمس عن تفكيك خلية إرهابية بمدينة فاس، متخصصة في استقطاب متطوعين للقتال في صفوف داعش ، وذلك من أجل تدريبهم على استخدام مختلف أنواع الأسلحة في المعسكرات التابعة للتنظيم.و قالت وزارة الداخلية المغربية في بيان أن «المكتب المركزي للتحقيقات القضائية» التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) تمكن في إطار العمليات الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، من تفكيك خلية إرهابية بمدينة فاس، متخصصة في استقطاب وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف تنظيم داعش بسوريا والعراق، من دون الإشارة إلى عدد المعتقلين.

و وفقا لتقرير نشره جريدة الشرق الأوسط فان هذه ثاني خلية يعلن عليها بعد إنشاء المكتب المركزي للتحقيقات القضائية قبل أسبوعين.وأوضح البيان أن التحريات أظهرت أن زعيم هذه الخلية «تربطه علاقات وطيدة بقياديين ميدانيين بصفوف هذا التنظيم الإرهابي، حيث يعملون بمعيته على تنسيق عمليات التحاق المتطوعين الجدد بالساحة السورية - العراقية، من أجل إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة حول استعمال مختلف الأسلحة المتطورة، بالمعسكرات التابعة لـ(داعش)».وأشار المصدر ذاته إلى أن نفس التحريات، أكدت أن أعضاء هذه الخلية الذين بايعوا الأمير المزعوم لهذا التنظيم، «توصلوا بمبالغ مالية مهمة من الخارج، جرى تخصيصها لتأمين المصاريف اللازمة لسفر هؤلاء المقاتلين لهذه البؤرة المتوترة»، مشيرا إلى أنه سيجري تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.وكان مركز التحقيقات قد كشف عن إحصائيات جديدة بشأن عدد المغاربة الذين التحقوا للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن عددهم بلغ عددهم 1354 شخصا، من بينهم 220 معتقلا سابقا، وأن 246 شخصا قتلوا في سوريا و40 في العراق.من جهته سجل مرصد الشمال لحقوق الإنسان، خلال شهر مارس 2015، هجرة ستة أفراد ينحدرون من شمال المغرب ( ولاية تطوان ) إلى جبهات القتال بسوريا والعراق.

و بحسب تقرير أصدره المرصد و حصلت "بوابة افريقيا الإخبارية "على نسخة منه فان المقاتلين المغاربة في صفوف داعش يحتلون مراكزا قيادية هامة في التنظيم،تنوعت مصادر القيادة والزعامة للمقاتلين المغاربة بسوريا والعراق إلى صنفين اثنين:

الصنف الأول:  برز من خلال ما أبان عنه من رابطة الجأش، وقوة المواجهة والدفاع في المعارك العسكرية، وهو ما أهله لاحتلال مكانة بارزة في القيادة العسكرية للتنظيم، لعل أهمهم أبو عبد العزيز المحدالي ( 25 سنة ) المعروف بالأمير أبو أسامة المغربي، ابن مدينة الفنيدق الذي عين أميرا عسكريا 5 قتل في مارس من السنة الماضية   )، وتم رثاءه من طرف تنظيم الدولة  (مؤسسة الفرقان للانتاج الاعلامي ) والأمير أبو البراء المغربي، وينحدر أيضا من مدينة الفنيدق، وهو الاسم الحركي الذي يرجح أن يكون قد منح لعبد الرحمان العافية، والمنحدر ايضا من مدينة الفنيدق، ويرفض أعضاء التنظيم الإدلاء  بآي تفاصيل عن شخصيته والأدوار الموكولة إليه داخل تنظيم داعش.

الصنف الثاني : والذي برز كوجه إعلامي من خلال توظيفه المتميز لوسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها المواقع الإخبارية الالكترونية أهله ذلك في كسب نقاط قوة كثير مكنته من التقرب لقيادة تنظيم أبو بكر البغدادي، والترقي السريع في الرتب العسكرية والإعلامية. ولعل أهمهم اشرف اجويد، المنحدر من المضيق، المعروف حركيا بأشرف الأندلسي القرشي الحسيني الذي ألحق بالهيئة الإعلامية التي تتكلف بنشر ايديولوجية التنظيم وينشط بشكل مكثف على الموقع الالكتروني التابع لداعش المنبر الإعلامي الجهادي وشبكات التواصل الاجتماعي ( تويتر ). ومحمد حمدوش ( ابن مدينة الفنيدق )  المعروف بكوكيتو او قاطع الرؤوس الذي مكنته التهديدات الإرهابية  المتعددة لكل من المغرب واسبانيا على شبكة اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي من بروزه على اثر تسريب صورة له رفقة رؤوس مقطعة وهو على متن شاحنة وإهداءه للسبتاوية المغربية أسية أحمد كمهر حزام ناسف. حيث تم ترقيته إلى رتبة امير، حيث يترأس كتيبة متكونة من حوالي 300 مقاتل بولاية حلب بعدما كان مجرد مقاتل عادي داخل التنظيم.

وكانت السلطات المغربية أعلنت في 22 آذار/ مارس عن تفكيك أكبر خلية منذ سنوات، موزعة على تسع مدن وبحوزتها اسلحة كانت تستعد لتنفيذ "مخطط ارهابي خطير يستهدف استقرار المملكة" و"كانت تستهدف شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية".وبلغ عدد قضايا الارهاب المسجلة خلال 2014 في المغرب 147 بزيادة نحو 130 في المئة مقارنة مع 2013 التي سجلت 64 قضية فقط، فيما بلغ عدد الاشخاص الذين تم تقديمهم امام النيابة العامة 323 شخصا مقابل 138 فقط خلال عام 2013، حسب الارقام الرسمية للقضاء المغربي.وتشير آخر أرقام رسمية صادر عن السلطات المغربية الى ان حصيلة محاربة الرباط للإرهاب منذ سنة 2002، بلغت 132 خلية مفككة، فيما بلغ عدد المعتقلين في قضايا الإرهاب 2720 شخصا، اضافة الى تسجيل 267 محاولة ارهابية فاشلة، من بينها 41 محاولة مهاجمة بالسلاح وسبع محاولات اختطاف و109 محاولة اغتيال و119 محاولة تفجير.

اما المقاتلون المغاربة الى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فعدد الذين ذهبوا من المغرب 1354 مقاتلا، دون احتساب الذين انطلقوا من أوروبا. ومن بين هؤلاء المقاتلين المغاربة 220 معتقلا سابقا في قضايا الإرهاب، قضى منهم 246 في القتال في سوريا و40 في العراق.كما ان هناك حسب المصدر نفسه ضمن صفوف الدولة الإسلامية 185 امرأة مغربية و135 طفلا يتم تدريبهم في معسكرات هذا التنظيم، فيما اعتقلت السلطات وحققت مع 156 من العائدين و"هم يشكلون خطرا محدقا على المغرب وباقي المنطقة".