أبرمت شركة ناريفا المغربية، وهي فرع لـ«الشركة الوطنية للاستثمار» مجموعة «أونا» سابقا، أمس بالرباط، اتفاقية مع مجموعة جنرال إلكتريك الأميركية لتزويدها بـ56 جهازا لتحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية، والتي ستستعملها لمضاعفة الطاقة الإنتاجية لموقع أخنفير قرب مدينة العيون الصحراوية، ورفعها من مائة إلى مائتي ميغاواط.
وبرزت شركة ناريفا المتخصصة في إنتاج الطاقات المتجددة كلاعب أساسي في البرنامج المغربي لاستغلال طاقة الرياح، والذي يهدف إلى إنتاج ألفي ميغاواط من الكهرباء باستغلال الرياح في أفق سنة 2020. وتستغل الشركة عدة حقول ريحية في جنوب المغرب، أهمها حقول أخنفير وفم الواد في الصحراء، وتبيع الكهرباء التي تنتجها في هذه المواقع مباشرة للصناعيين، فيما تبيع الكهرباء التي تنتجها في موقع طرفاية جنوب أغادير للمكتب الوطني للكهرباء وهو وكالة حكومية متخصصة في إنتاج وتوزيع الكهرباء في المغرب.
وأشرف على توقيع الاتفاقية كل من جيفري إميلت، الرئيس المدير العام لمجموعة جنرال إلكتريك، وعبد القادر عمارة، وزير الطاقة المغربي، وأحمد نقوش، رئيس شركة ناريفا.
وقال أحمد نقوش إن المخطط المغربي يهدف إلى بلوغ القدرة المتاحة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح حصة 14 في المائة من إجمالي حاجيات المغرب في 2020. وأشار إلى أن شركة ناريفا تسعى لتكون فاعلا رئيسا في هذا المجال، مشيرا إلى أن مشروع الشركة في منطقة أخنفير يهدف إلى توفير 3 في المائة من حاجيات المغرب من الكهرباء.
ومن جانبه، أشار جيفري إميلت إلى أهمية الاتفاقية التي أبرمتها جنرال إلكتريك مع ناريفا، والتي تؤكد التزام مجموعته بالاستثمار والمساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة في المغرب. وقال إن مجموعته تقود العديد من المشاريع الصناعية المهمة بالمغرب، في مجالات الطاقة والصحة وصناعة الطيران والنقل، ومن بينها مشروع تصنيع المكونات الإلكترونية بشراكة مع ميتسوبيشي في المنطقة الحرة بطنجة، الموجه أساسا إلى التصدير.
واستقبل إميلت أمس من طرف عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربي، والذي أطلعه على مسلسل الإصلاحات التي باشرها المغرب تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس في جميع الميادين وخاصة في المجال الاقتصادي، وذلك عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الرامية إلى تحسين مناخ الأعمال ومواكبة الاستثمارات وتنفيذ برامج هامة لتكوين الكوادر الهندسية والتقنية ذات الكفاءة العالية، حسب بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة. وأضاف ابن كيران إلى أن هذه التدابير جعلت من المغرب مثالا يحتذى به في المنطقة ووجهة لكبار المستثمرين، ومكنته من تحسين ترتيبه في التصنيفات الدولية المختصة.
وشدد ابن كيران أيضا على المكانة الخاصة للمغرب على صعيد القارة الأفريقية، اعتبارا لعلاقات الصداقة التاريخية وعلاقات التعاون المثمر التي تربطه مع عدد من الدول الأفريقية، مما يؤهل المغرب للعب دور ريادي كقاعدة للاستثمار في القارة السمراء.

*الشرق الاوسط