شكل موضوع "القصة القصيرة اليوم" محور لقاء أدبي شارك فيه قاصون مغاربة متميزون، وذلك ضمن برنامج الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، شؤون هذا الجنس الأدبي وشجونه.

وبالمناسبة قال إدريس الخوري، في شهادته، إنه حاول على مدى عقود تقديم شخوص غير عادية متأزمة نفسانيا واجتماعيا ووجوديا وسياسيا، بحكم المرحلة التاريخية التي عاشها والمتأرجحة بين الخاص والعام المهيمن بظلاله على الجميع، وبين الرغبات الذاتية والأمل في مستقبل أفضل.وأضاف صاحب "حزن في الرأس وفي القلب" أن القصة القصيرة تقدم شذرات من هذين المشهدين الخاص والعام، كما تقدم ومضات تعكس الحالة الإنسانية المتفردة، مشيرا إلى أنها أصبحت بنية سردية مفتوحة على الاحتمال ، ومن هنا غرائبيتها وخروجها عن البنية الحكائية القديمة.

وفي ورقة بعنوان "في عشق وخيانة القصة" تحدثت لطيفة باقا عن القصة القصيرة باعتبارها "أختا وسطى غير محظوظة" للرواية وللشعر، إذ تعاني من هيمنتهما، ما جعلها في "حرج وجودي"، مضيفة أن العديد من القاصين يخونون القصة بالتحول إلى كتابة الرواية بالخصوص لكن "صدر القصة القصيرة رحب".وأكدت صاحبة "ما الذي نفعله" و"غرفة فيريجينيا وولف" أن القاص كاتب وليس إيديولوجيا، مشيرة إلى أن القصة تمنح هوامش شاسعة للحرية لأن كاتبها لا يسعى لإصلاح العالم، ويتمثل هدفه الأساس في "الخروج عن الموضوع، وعن الخطوط المستقيمة".

أما أنيس الرافعي فقدم ورقة بعنوان "بحثا عن بليخانوف"، تحدث فيها عن بدايات عشقه للقصة القصيرة باطلاعه في مكتبة والده على إبداعات مغربية "الخوري، محمد زفزاف..."، وعربية "إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، يوسف إدريس ، نجيب محفوظ ...".وأضاف الرافعي، صاحب مجموعة "السيد ريباخا"، أنه بدأ يبحث عن المعنى، ويكتب "الأماكن المغلقة والأعطاب الذاتية والأحلام المجهضة وترتيق الندوب ، وبناء عالم مواز للغصص" التي يعيشها.

ورأى القاص والروائي والباحث إبراهيم الحجري ، صاحب المجموعة القصصية "استثناء"، أن غاية الكتابة لا تخرج عن نشدان تغيير الذات وتغيير العالم أي محاولة إعادة التوازن الطبيعي إلى الدواخل، وعن محبة الناس، وعن محاربة اليأس والإحباط.وأضاف الحجري، الذي فاز بجائزة الطيب صالح في دورتها الثالثة في صنف الدراسات النقدية، أن الكتابة القصصية تعاني من الإهمال والنفور، سواء من القراء أو من المؤسسات، وتراجعت كثيرا بعد فترات ازدهار في الستينيات والسبعينيات.