ولد المنصف المرزوقي في 7 يوليو 1945 بمدينة قرمبالية من ولاية نابل ( شمال شرق ) بعد أن كان والده إنتقل بالأسرة من مدينة دوز ( جنوب غرب ) الى الشمال ، والتحق المرزوقي من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة عندما غادر تونس للالتحاق بوالده الذي عمل وعاش في المغرب مدة 33 سنة وتزوج من امرأة مغربية ورزق منها بسبعة أبناء يعتبرون إخوة غير أشقاء
درس المرزوقي بطنجة حتى عام 1964 عندما على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) قبل السفر إلى فرنسا لمتابعة الدراسة، وتزوج هناك، فأنجب مريم ونادية. أقام في فرنسا 15 سنة قبل أن يعود إلى تونس عام 1979، حبق عمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس و شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع.
إنخراط في العمل السياسي
إنخرط المرزوقي في العمل السياسي والحقوقي منذ أوائل الثمانينات وإنتمى الى أسرة جريدة « الرأي » التي كانت ملاذ المعارضة في تلك المرحلة كما ترأس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ،وعندما تولى زين العابدين بن علي خلع سلفه الحبيب بورقيبة في نوفمبر 1987 إنخرط في المشروع الجديد وأيّد الرئيس الجديد بقوة قبل أن ينقلب عليه تعاطفا مع الإسلاميين الذين لوحقوا أمنيا وقضائيا في أوائل تسعينيات القرن الماضي بعد الكشف عن محاولة إنقلابية كانوا ينوون تنفيذها للإستيلاء على السلطة
سجن وهجرة
سجن المرزوقي في مارس 1994 لمدة أربعة أشهر .وأسس مع نخبة من رموز المعارضة المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000،وغادر تونس في ديسمبر 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس.
وفي العام 2002 أسس مع بعض أصدقائه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ،
كان المرزوقي من أشرس المعارضين لنظام بن علي كما تبنى فكرة الإطاحة بالإنظمة العربية بالقوة حيث أيد ضرب العراق وليبيا وأمضى في العام 2010 على رسالة وجهها ناشطون عرب الى الرئيىس الأمريكي أوباما يدعونها فيها للتدخل لفرض الديمقراطية بالقوة في الدول العربية
عودة وحكم
عاد المرزوقي إلى تونس يوم 18 يناير 2011 بعد أربعة أيام من الإطاحة بنظام بن علي وعبّر عن نيته الترشح للرئاسة، وشارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 مع حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية الذي حاز على المركز الثاني بـ29 مقعد بعد حركة النهضة الإسلامية وقد تحصل الدكتور منصف المرزوقي على مقعد في دائرة نابل 2، ودخل في تحالف ثلاثي لتقاسم الحكم مع كل من حركة النهضة وحزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات ،و في 12 ديسمبر 2011 انتخب رئيساً مؤقتاً لتونس من داخل المجلس الوطني التأسيسي بعد حصوله علي أغلبية 153 صوتاً مقابل ثلاثة أصوات معارضة وامتناع اثنين و 44 بطاقة بيضاء يمثلون 202 عضو من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 217 . ليكون بذلك رابع رئيس للبلاد منذ إعلان النظام الجمهوري في يوليو 1957 بعد كل من الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وفؤاد المبزع الذي تولى قيادة المرحلة الإنتقالية الأولى بعد الثورة
إنتقادات بالجملة
شهدت مرحلة حكم المرزوقي مواجهات بين حكم الترويكا والمعارضة بسبب الإغتيالات السياسية وإتساع دائرة الإرهاب ووتردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ، وتعرض المرزوقي لإنتقادات حادة بسبب موافقه الخارجية التي ارتبطت بالمحور الإخواني وخاصة في ما يتعلق بالوضع الداخل المصري وإنتقاده لإقصاء الإسلاميين من الحكم في الجزائر بداية التسعينيات من القرن الماضي ،وكذلك بسبب تصريحاته المنتقدة للقوى اليسارية وللإعلام في بلاده ، ويرى معارضوه أن مبادرته بقطع العلاقات الديبلوماسية مع دمشق كان من دوافع تحول تونس الى أكبر مصدر للمقاتلين المتشددين في داخل التراب السوري . كما تعرض للإنتقادات بسبب إستقباله لرموز روابط حماية الثورة المتهمة بممارسة العنف السياسي ولقيادات من التيارات الدينية السلفية المتشددة ،وإصداره ل« الكتاب الأسود »
رهان على الإستمرار
في الإنتخابات البرلمانية التي إنتظمت في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي تعرض حزب المرزوقي الى هزيمة مدوية حيث لم ينجح في نيل أكثر من أربعة مقاعد في مجلس نواب الشعب ، وفي الدور الأول للإنتخابات الرئاسية حصل المرزوقي على 33.43 % من أصوات الناخبيين بعد أن وجد دعما كاملا من قواعد حركة النهضة والأحزاب الأسلامية الأخرى وروابط حماية الثورة ،وخاض المرزوقي حملته الإنتقالية لجولة الإعادة تحت شعار « تونس تنتصر » بعد أن تخلى عن شعاره للدورة الأولى « ننتصر أو ننتصر »
يقدم المرزوقي نفسه اليوم للناخبين التونسيين على أنه صوت الثورة ،والضامن لإستمراريتها ولقطع الطريق أمام عودة المنظومة القديمة ،والمدافع عن الحريات والدستور

زوجة فرنسية
والمنصف المرزوقي فهو متزوج من الفرنسية بياتريس راين منذ ديسمبر 2011 ، وله بنتان هما نادية ومريم من زوجة فرنسية سابقة
ويقع منزل المنصف المرزوقي في مرسى القنطاوي من مدينة سوسة الساحلية (وسط شرق )