تعهد المرشح للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تونس محمد المنصف المرزوقي، اليوم الأحد، بالدفاع عن الحريات العامة والخاصة ومحاربة كل أشكال الإرهاب والفقر، معتبرا أن "من صادروا الحريات لا يمكن أن يقدموا دروسا في الدفاع عنها".

وفي كلمة وسط الآلاف من أنصاره في قصر "الرياضية" بالمنزه بضواحي العاصمة، انتقد بعض وسائل الإعلام "التي تعمدت نشر شائعات ضده"، معتبرا حضور الآلاف من التونسيين في اجتماعاته الشعبية "احتفالا  ببوادر النصر".

وفي حين لم يتمكن مئات المناصرين الآخرين من دخول القاعة، احتشد داخلها الآلاف، ورفعوا شعارات تنادي بالوحدة، وتعلن التطوع التلقائي في حملة مرشحهم قائلين: "من بنزرت (شمال) إلى تطاوين (جنوب شرق) شعب واحد موش (ليس) شعبين"، و"جيناك جيناك جيناك بلاش فلوس (جئناك دون مقابل)"، و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".

واعتبر أن "المنظومة السابقة تعتمد أساليب الترهيب، وتخويف المواطنين من المستقبل لتثنيهم عن التصويت لي، لكن ذلك يجابه بتحرك آلة شعب المواطنين (أنصاره وكل داعميه) التي لا تخضع لمنطق الترهيب"، وفق قوله.

وتابع: "كانوا يطالبون بحل المجلس التأسيسي ولو تم ذلك لغرقت البلاد في الفوضى، والدم لكننا نحن من فرضنا الانتخابات بالتنازل والتفاوض حبا لتونس".

ووعد المرزوقي بالدفاع عن الحريات العامة والخاصة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب والفقر، وقال "من صادروا الحريات، لا يمكن أن يقدموا دروسا لنا في الحريات".

وقال: "نحن اليوم هنا نحتفل ببوادر النصر.. بتصاعد الحالة الهستيرية ضدي، وهو ما يثير الضحك والشفقة.. استعدوا (مخاطبا أنصاره) الأسبوع المقبل لمجموعة أخرى من الأكاذيب ضدي".

ومضى قائلا: "لقد شرعوا في التضييق على الحريات، ومنعوا فيلما تونسيًا ("صراع" للمخرج التونسي منصف بربوش)، من العرض (في مهرجان أيام قرطاج السينمائية)، لذلك أتضامن مع مخرج الفيلم، وأدعو لعرضه في قصر قرطاج قريبا".

وأردف: "لا تصدقوا تلك الشائعات التي تقول إننا (الترويكا) نتحمل مسؤولية الإرهاب، فالجنود الذين سقطوا حملتهم على كتفي إلى مثواهم الأخير، وبكيت كما بكى أبائهم وأمهاتهم".

وفي تصريحات للصحفيين على هامش الاجتماع الشعبي، جدد المرزوقي دعوته للتعاون مع أي حكومة تنبثق عن مجلس الشعب تلتزم بالديمقراطية، نافيا ما أسماها "الأكاذيب والشائعات التي يرددها البعض بإمكانية حله مجلس الشعب حال فوزه بالرئاسة".

وقبل أيام نشرت وسائل إعلام محلية أخبار تفيد بطرد المرزوقي من بعض الجهات، وقذفه بأحذية وهو ما فندته الرئاسة التونسية في بيانات رسمية.

وكان مرشح الرئاسة عن حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، تعهد السبت، بأن يكون ضامنا للحريات حال فوزه برئاسة تونس. 

ويتهم معارضو السبسي بأنه يضم قيادات من نظام زين العابدين بن علي السابق في صفوف حزبه "نداء تونس" الذي تصدر الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ولكن السبسي يرفض هذه الاتهامات ويقول إن مسؤولي النظام السابق في حزبه أياديهم نظيفة ولم تتعلق بهم تهم فساد ولا يحق إقصاء إلا من يدينه القضاء. ويقدم السبسي نفسه على أنه رجل دولة لديه ما يكفي من الخبرة لإصلاح المشاكل ووقف الاضطراب وإنهاء الانتقال الديمقراطي.

وأمام تصاعد الاحتجاجات إثر اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي، محمد البراهمي، في يوليو/ تموز 2013، تخلت "الترويكا" (حركة النهضة، حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) في يناير/ كانون الثاني 2014 عن الحكم لتتولى حكومة كفاءات غير حزبية، برئاسة مهدي جمعة، تسيير شؤون البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة.

وانطلقت الثلاثاء الماضي، الحملة الانتخابية في تونس وفي الخارج، للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية وتستمر حتى 19 من الشهر الجاري، على أن تُجرى يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري داخل تونس، وأيام 19 و20 و21 من الشهر نفسه خارجها.

ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الحاصل على 39.46%، في الجولة الأولى والمنصف المرزوقي (مستقل) الحاصل على 33.43%.