في ربيعها الـ 25 استطاعت أن تنتزع الجائزة الكبرى من نواكشوط عن فيلمها القصير "دور السوليما"، عن هذا الانجاز نسأل المخرجة السينمائية المغربية الشابة أسماء المدير، عن دراستها بروسيا، وعن مسارها الفني وبداياتها الأولى، عن سنوات الدراسة وكيف اختارت بسبب صديقتها زينب أن تجد نفسها في إحدى معاهد السمعي البصري.

من تكون أسماء المدير؟

أسماء المدير 25 سنة، برج الدلو. ولدت بمدينة سلا، أقطن بمدينة الرباط وأصولي من مدينة الدار البيضاء، بدأت المشوار مع السينما بعد الباكالوريوس، قمت بإجراء امتحان الدخول للمعهد فمكثت تلاث سنوات بالمعهد ترجمت بفيلم قصير بعنوان الرصاصة الأخيرة وهو فيلم تخرجي من ذلك المعهد. حصلت على الإجزة المهنية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان في الدراسات السمعية البصرية والسينمائية، درست في نفس الجامعة الماستر المتعلق بالسينما الوثائقية، وتم اختياري بعد اجتياز امتحان صعب بالسفارة الفرنسية بالرباط للذهاب إلى فرنسا من أجل الدراسة بأحد أكبر المدارس المعروفة على الصعيد العالمي وهي la Femise de Paris .

أخرجت حينها فيلمي الثالت بفرنسا الذي لاق إشعاعا كبيرا أيضا خاصة خارج الوطن وكان بعنوان" جمعة مباركة. " وقبله أخرجت فيلم ألوان الصمت مع شركة إنتاج مغربية تدعى  نداكوم مع المنتج عبدالسلام المفتاحي. حاز ألوان الصمت على جوائز كبرى عديدة بدبي، السويد، فرنسا، الجزائر، تونس،العراق، بلجيكا، المغرب، البرازيل، وألمانيا . حاله حال الأفلام القصيرة الأخرى. شجعني ذلك كثيرا للاستمرار في هذا المجال. 

جاءت تجربة أخرى بأمريكا لتعزز معارفي في هذا المجال وكانت بكلية كلومبيا بشيغاغو . دراستي في هذا المجال تنوعت بين ما هو تقني وما هو أكاديمي.

لا أنكر أنني كنت اعشق التصوير الفوتوغرافي وأنا صغيرة وكنت قد أبهرت بفيلم علي زاوا وأنا في العاشرة من عمري. ربما ساعد ذلك في ما أنا عليه اليوم. 

• حزتِ مؤخرا على الجائزة الكبرى بنواكشوط عن فيلمك "دور السوليما" صفي لنا شعورك؟

عندما تنسج  علاقة حب مع أفكارك تأتيك رغبة جامحة لترجمتها إلى الواقع فتصير تلك الفكرة بمتابة طفلك. كل مخرج يحلم بالتتويج ليس بالضرورة لأجل نيل الجوائز والصعود للخشبة لكن هو إحساس رائع عندما ترى ذلك الطفل (الفكرة) يكبر أمامك يخرج من جهازك الصغير لتتقاسمه مع جمهور واسع وعلى شاشات أكبر. فالفيلم عندما يتوج خارج الوطن يعد ذلك معيار جيد بالنسبة لأي مخرج لأن الثقافات تختلف والأفكار تختلف واللغات تختلف لكن تبقى الصورة القاسم المشترك الذي ينجح في توحيد  العالم  وجعله يتكلم لغة واحدة عالمية وهي السينما. وهو الشيء الذي  لم  تفلح فيه باقي المجالات كالسياسة مثلا. عندما فزت بالجائزة الكبرى بنواكشوط اتصل بي السفير المغربي بموريتانيا ليهنئني كما اتصل بي مدير المركز الثقافي المغربي هناك وهو من تكلف  بإرسال الجائزة لي للمغرب بحكم أني كنت في مهمة تصوير خارج الوطن. علمت الخبر عن طريق  وكالة المغرب العربي للأنباء وعن طريق بعض الصحف الالكترونية التي كتبت عن الخبر فور سماعها به. المهرجان كان عالميا والمنافسة كانت قوية ويشرفني أن أفوز بالجائزة الكبرى ببلد أحبه موريتانيا .

   

• حدثينا عن واقع السينما المغربية، هل يمكن الحديث عن ثورة سينمائية؟

السينما المغربية تعيش بعضا من التناقض بين وفرة الانتاج وقلة دور العرض بصفة عامة. لكن هناك طفرة بغض النظر عن مسالة الكيف والكم في إنتاجاتنا الوطنية السنوية. في نظري كلمة ثورة هي كلمة عميقة وايجابية جدا. فالكاميرا أداة تسجيلية فقط والثورة تقوم عندما يتم زعزعة ميكانزمات هذه الأداة وجعلها تطوع بين يديك، لتصير مثل جهاز استشعار تخبرك  بما يصلح  تصويره وما يجب تفاديه. يمكن أن نتحدث عن ثورة سينمائية أو طفرة إن صح التعبير من خلال هذا الاختلاف الذي أصبحنا نجده في إنتاجات المغرب سنويا. حيت الأجناس تختلف والقصص تختلف وحتى المقاربات تختلف، ويبقى للجمهور والنقاد الحكم  لتقييم الكيف.  

• اجمع المهتمون في كثير من قضايا السينما أن الإنتاج هو المعرقل الوحيد لتطور سينما المغرب، كونك مخرجة ومعنية بهذا النقاش، ما موقفك؟

لا أظن أن المشكل اليوم بالمغرب هو مشكل إنتاج في حضور دعم سنوي مفتوح للمخرجين والمنتجين المغاربة، مَنْ مِن الدول العربية تتوفر اليوم على مركز سينمائي مقنن يخصص دعما لإنتاجات وطنية؟ يجب أن نكون فخورين بهذا. هناك مخرجين عالميين لا يعتمدون على الدعم المقدم داخل الوطن فحسب لكن هناك صناديق انتاج متنوعة وعديدة خلقت لتقدم الدعم لمن يستحقه. المعرقل الوحيد لتطور السينما في المغرب أو خارجه هو غياب الرغبة. لأنه عندما تحضر الرغبة فهي تحفز العزيمة التي بدورها تحفز العقل لكي يجتهد ويكتب قصصا  ناضجة يصلح تطويرها ضمن خليات كتابة عالمية، ترقى للدفاع عن نفسها بنفسها أمام لجن أكبر صناديق الدعم العالمية التي تمنح دعما لا باس به.  

الأزمة  في المغرب اليوم  هي أزمة سيناريو. إننا نحاول إسقاط قصص غربية على واقعنا المغربي. فلا نحن ننجح في إخراج أفلام غربية بواقع مغربي. ولا نحن ننجح في تمرير واقعنا المغربي  في قالب غربي. فتختلط الطرق من حولنا ونبقى في صراع هوية. هناك أفلام أنتجت لا تحتك مع واقع هذا البلد.

• ظهرت مؤخرا تجارب لأفلام خلقت نقاشا وطنيا وحققت مشاركات لا بأس فيها في كبريات المهرجانات الدولية، هل يمكن أن نتحدث عن سينما الحداثة والقطيعة مع السينما الكلاسيكية؟

نحن ننجز أفلاما للتاريخ. وهناك موجات سينمائية في كل العصور، كموجة دوغما مثلا التي ظهرت بفرنسا وكانت تحث على صناعة أفلام  واقعية وتصوير المشاهد كما نراها، دون الاستناد على أي من الوسائل التقنية كالإضاءة مثلا. فالأفلام التي كانت بالأمس كلاسيكية ربما كانت تعتبر موجة جديدة آنذاك بالنسبة للعصر الذي  ظهرت به. لذلك فلا مجال للحديث عن قطيعة. ليس هناك قطيعة والدليل أن تلك الافلام الكلاسيكية هي ما يدرس بمعاهد السينما اليوم بالمغرب . فأول الأفلام التي عرضها المعهد لنا  لم تكن تيطانيك ولا كازانيكرا لكن كانت وشمة، الابن العاق، ساعي البريد، السراب، إلخ . أظن أنه هناك حداثة، هناك موجة جديدة تتماشي مع الواقع الاجتماعي اليوم  وتختلف جدا عن سينما الأمس المباشرة الخطاب. لكنها تعتبر استمرارية بنظرة جديدة لأننا نتكلم عن سينما تخص نفس البلد وهو المغرب.  وحداثة اليوم  ستصير هي الأخرى يوما ما  وفي غفلة منا  من الكلاسيكيات بالنسبة للأجيال القادمة. 

• ما موقفك من فيلم "الزين اللي فيك"؟

شاهدته على الإنترنيت لأنه ممنوع من العرض داخل المغرب ولا أفكر في مشاهدته مجددا. فيلم الزين لي فيك تجربة سهلة تحقق ربما شهرة خارج الوطن لكن في نظري  لا تقدم سينما حقيقية.  

احترم نبيل عيوش كمخرج ففيلم علي زاوا شاهدته وأنا في التاسعة من عمري وكنت استمتع به لدرجة كبيرة لأنه صور واقع المتشردين  بإحساس . لكن فيلم الزين لي فيك كان  فقيرا سينمائيا. الفيلم لم يأتينا بالجديد. شخصيا لم يبهرني كمتفرجة. الجرأة الزائدة وحدها غير كافية لصناعة فيلم سينمائي ناجح. فالفيلم مكرر بالنسبة لي، بحيث ما نشاهده في الصورة هو نفسه ما يقال في جل حوارات الفيلم وهو مانفهمه من أول لقطة فأين هي نظرة المخرج؟ السينما مرآة للمجتمع حقا، تنقل الواقع لكن بلغة سينمائية. شخصيا أميل لسينما الإيحاءات يعجبني أن أشارك المخرج في أفكاره وأن أكون متفرجا ذكيا بحيث أن كل لقطة تأتينا بمعلومة جديدة.

 فيلم الزين لي فيك أخد أكثر مما يستحق في نظري. فيلم غابت فيه العاطفة لم نتعاطف مع أي من هؤلاء الشخصيات، البناء الدرامي كان مباشرا وضعيفا،  وبدأ الثمتيل واضحا جدا لدى الممثلات  في حين أن جنس الفيلم كان يميل أكتر للوثائقي من الروائي. على العموم غابت العاطفة في فيلم الزين لي فيك فغيبت معها السينما. 

• الذين عاينوا تجربتك عن قرب، يصنفونك ضمن السينمائيات المشاغبات، هل ينصفك هذا التوصيف؟

أنا جد مشاغبة لكن يقولون أني طيبة. لي صديق مقرب وهو مخرج تونسي اسمه جمال دائماً ما يصفني بالمشاغبة. وكنت أظنه فقط من يصنفني كذلك. لكن اليوم اكتشف أن النظرة معممة  لذلك سأعترف لأول مرة كتابة  أني مشاكسة وينصفني جدا أن أصير مشاغبة السينما المغربية. وأن أثير الشغب في مخيلتي لانطلق بلا حدود. نحتاج لقليل من الفوضى والشغب والتمرد لكي نبدع.  

• لديك لحدود الآن 5 أفلام قصيرة، تفكرين في تجربة الفيلم الطويل؟

نعم الفيلم الطويل قادم باإذن الله خصوصا بعد حصولي على بطاقتي المهنية كمخرجة من المركز السينمائي المغربي. طورت بعض أفكاري الشخصية بمشاركتي بخليات كتابة عالمية ويلزمني فقط أن أنهي المشاريع التي اشتغل عليها الآن لأتفرغ لفيلمي الطويل الأول . أحس بحجم المسؤولية تجربة بعد الأخرى لذلك لا أحب التسرع. 

• ما القاسم المشترك بين أفلامك الخمسة القصيرة؟ 

أظن أن القاسم المشترك بين جل أفلامي هو شخصية الطفل الحاضرة دائماً. حضرت بالصورة في بعض من أفلامي  وبالصوت في البعض الآخر. المهم تستهويني طفولتي الصعبة ومنها استقي أفكاري اليوم. وأحب أن أمرر رسائل عميقة وراء براءة شخصيات أفلامي.  فغالبا ما اختبئ وراءها للبوح.  

ليس هناك فيلم أفضل من الآخر، لكن أحاول أن أضع بصمتي في كل أعمالي حتى الوثائقية منها التي أنجزها لقنوات أخرى عربية، وأركز على الأحاسيس. اخاطبها وتخاطبني. الممثل عندي إحساس. فالفيلم الناجح هو من يخاطب الأحاسيس أولا وأخيرا، قبل أن نتحدث عن الفكرة ومدى تأثيرها على المتلقي وما هي الرسالة إلخ. أحاول أيضا أن اركز على نصيحة أستاذي الكبير الإيراني  عباس كيروستامي عميد السينما الإيرانية عندما نصحني، وقتها كنت بالمنظمة الأوروبية  لمهن الصوت والصورة بباريس، حيث قال الرسائل العظيمة  والقوية هي التي تمر وراء السذاجة. وهذا ما أطبقه عادة ومن دون قصد مني يستيقظ  ذلك الطفل بداخلي ليكتب مكاني. 

• لو أعدتِ الاشتغال على إحدى هذه الأفلام، أيها يصلح أن يكون فيلما طويلا؟

في الحقيقة أعدت الاشتغال على أحد أفلامي القصيرة وأتكلم  عن "جمعة مباركة" الأن أنا أطور فكرة الفيلم في فيلم طويل، فهو  يشبه جمعة مباركة في النوع والقالب  لكن يختلف عنه مضمونا. وربما سأحتفظ ببعض الشخصيات التي سبق وأشرت إليها في جمعة مباركة. شخصيا أحس نفسي في هذا النوع من الأفلام. وأجد متعة كبيرة في كتابة المشاهد وتطويرها. وأظن أني سأسير في هذا النوع من الأفلام مستقبلا، وهو عالم فنتازي يجمع بين الواقع والخيال دون أن يعترف بالحدود الجغرافية التي تفرض على هذين الجنسين.  فهذا النوع من الأفلام يستهويني جدا. الآن أنا أبحث أن أطور ملف الفكرة للحصول على الدعم من أجل إخراجها للواقع. 

• تدرسين بروسيا بعد فرنسا وأمريكا، بماذا تتميز المدرسة الروسية عن سابقاتها؟

التجربة الروسية تختلف جدا عن سابقاتها وأحسستها الأقرب لواقعي بالمغرب، أحب أعمال  أندري تاركوفسكي  ودزيغا فيرتوف ملهم السينما الوثائقية عبر العصور،  أعشق السلاسة في السرد التي يتمتع بها السيناريو الروسي عامة. لذلك كانت التجربة في دراسة كتابة السيناريو تحت إشراف مؤطرين روس من أهم المحطات المهنية في مساري القصير. اليوم أنا اهتم بالسينما الوثائقية وأحب أن التقط الواقع كما هو وأن أجعل كاميرتي شفافة بحيث يكون كل ما أصوره هو يحصل بالفعل وليس من نسج الخيال. 
 

• ماذا ستضيف تجربتك السينمائية للحركة الفنية المغربية؟

أفكر في خلق سينما خاصة بي، سينما تميزني عن باقي المخرجين. أعرف أن ذلك ليس سهلا. أحاول أن أجد نفسي وأن ارتاح في نوع من الأفلام الذي أحسه ويمكن أن أبدع به. أنا الآن وسط حقل من التجارب. كل فيلم بالنسبة لي هو تجربة  أتعلَّم منها، سواء نجحت أم لا فذلك لا ينقص من رغبتي القوية في صناعة المزيد من الأفلام وهذا هو المهم. أما ما ستضيفه تجربتي للسينما المغربية لست أنا من سيحكم عنها فذلك من تخصص النقاد وربما الجمهور. فلا يمكن صناعة مخرج في  ستة سنوات. أن تكون مخرجا ناجحا ذلك يحتاج للوقت. الزمن كشاف.

"دور السوليما" فيلم يسلط الضوء على مسألة اغلاق دور السينما بالمغرب، هل نسير نحو الأسوأ؟

للأسف نعم القاعات تغلق تباعا. لكن شخصيا يمكنني القول إننا لا نحس بهذا المشكل. والدليل أن انتاجاتنا الوطنية  تزيد سنة بعد سنة وتعرض داخل المهرجانات التي استطاعت إلى حد ما أن تعوض خصاص القاعات. هناك موجة جديدة من المخرجين الشباب المغاربة وربما انتمي إليهم، نصنع أفلاما للتاريخ لا يهم إن فتحت القاعات أبوابها أم لا. بعض أفلام أحمد البوعناني مثلا لم تعرض قط في القاعات لكنها اليوم خرجت إلى الوجود كوثائق ترصد بعض التغيرات الاجتماعية والسياسية للبلد مثال على ذلك فيلمهmémoire 14 . يجب أن نعترف إذاً أن زادنا من ناحية الارشيف المصور  قليل جدا. نحن جيل الثمانينات والتسعينات ذاكرتنا المصورة محفوظة في أكبر معارض فرنسا. ولا نتوفر إلا على القليل من الصور تخص تاريخنا المعاصر. والمعروف أن من لا ذاكرة له لا مستقبل له. 

• كيف يمكن للسينما أن تصنع رأيا عاما؟

السينما تزداد حضوراً في حياتنا، فهي  تشكل  نوع من  وعينا وإدراكنا للعالم من حولنا، وتتدخل بصناعة الرأي العام طبعا، فالسينما يمكنها أن تصير سلاحاً فتاكاً إذا تم التركيز بها  على موضوع دون سواه أو منطقة دون غيرها. ومن ذلك ما نشهده مؤخراً من تركيز السينما الأمريكية (هوليود) على الترويج دائماً لصورة البطل الأمريكي طبعا الذي هو غالبا ما يكون جنديا في الفيلم وغالباً ما يتم التصوير في أماكن من العالم حيث تتواجد القوات الأمريكية، إذاً فالسينما الأمريكية بهذا المعنى صارت السلاح الثاني للبنتاغون وهي الأكثر استخداماً والأكثر تأثيراً أيضاً. وهناك أمثلة أخرى فالسينما الإيرانية أيضا اهتمت بقضايا الجيل الجديد وصنعت رأيا عاما كما أنها أنجبت جملة من المخرجين المبدعين في ظرف وجيز  أمثال، عباس كياروستامي، ورخشان‌ بني‌اعتماد، مجيد مجيدي، وجعفر بناهي، وعلي حاتمي، وتهمينة ميلاني، وحسن يكتبان، وملاقلي بور، وأبو الفضل جليلي، وبهمان غوبادي، وأمير نادري، وبهرام بيضايى، ومحسن مخملباف وابنتيه سميرة وهناء مخملباف. وغيرهم هؤلاء صنعوا رأيا عاما بأقلامهم وأفلامهم واستطاعوا أن ينتزعوا للسينما الإيرانية حق الاحترام من العالم. 

ما موقفك من مسألة الإرث والدعوة إلى التساوي بين الجنسين؟

سمعت مؤخرا  أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الخاص بـالنهوض بالمساواة والإنصاف بين الجنسين، قد حمل تقريرا جريئا وتوصية سابقة تدعو إلى المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، وقوبلت التوصية برفض قاطع من قبل الحزب الذي يقود الأغلبية الحكومية. فبرأيي أنا امرأة وتنصفني مسألة التساوي بين الجنسين في الإرث؛ لكن أفضل أن اتبع السنة وما جاء في القرآن الكريم من سورة النساء  "يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ". صدق الله العظيم. من المؤكد أنه هناك حكمة وراء نزول الآية ربما علماء الدين يملكون تفسيرا لذلك. فأنا ثائرة ومتمردة في كل شيء إلا في ديني أعرف ومقتنعة أني مسيرة ولست مخيرة. و يبقى هذا رأيي الشخصي . 

 احكي لنا مستقبلك الفني؟

مستقبلي الفني مجهول . ما أعرفه الآن  هو أن لي أحلام أريد تحقيقها، ولي أفكار أريد تطويرها.  وسأواصل في هذا المجال مادمت على قيد الحياة. صناعة الخيال هذا كل ما تعلمته.  
 

كلمة للقراء

 كلمتي للقراء عموما وخاصة منهم الشباب مثلي  فأنا أقول لهم كل من له حلم، كل من له موهبة دفينة في القلب قرر التنازل عنها بسبب ظرف من الظروف الشخصية أو تلك  المتعلقة بقسوة الحياة، أقول له عد  لما تحب واصغي إلى أناك، احضن نفسك واستمع إليها.  فالأحلام الأصيلة لا تموت. اجعل من هوايتك مصدر عيشك، كن فقط أنت. لأنك إذا لم  تستطع أن تدافع  وتعمل لتحقيق احلامك ستعمل بشكل آخر لتحقيق أحلام الآخرين.