طالب المبعوث الأوروبي الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون بعدم التساهل مع التنظيمات والمجموعات المتشددة في ليبيا، والتي تتخذ من القتل والاغتيال مسلكًا لها. وأضاف برناردينو ليون خلال ندوة في بروكسل نظمها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو هيئة بحثية أوروبية تعنى بشؤون العمل الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، أن التنظيم المسؤول عن اغتيال السفير الأميركي في بنغازي هو مجموعة إرهابية لا يمكن التعامل معها.

وأكد في مداخلة له خلال الندوة التي ضمت عددًا كبيرًا من الدبلوماسيين والباحثين والمختصين في الشأن الليبي أن تهديد القاعدة في ليبيا "حقيقي وخطير"، وأن انتشار المجموعات الإرهابية في ليبيا يتطلب اهتمامًا وتركيزًا أكثر. وأوضح المبعوث الأوروبي لليبيا أن تصنيف تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا كتنظيم إرهابي من قبل الاتحاد الأوروبي، هو من اختصاصات مجلس الاتحاد الذي يحق له اتخاذ هذه الخطوة على غرار الإدارة الأميركية. ونبه المبعوث الأوروبي، الذي أعلن عن وجود تنسيق كبير بين المبعوثين الأوروبيين لليبيا والأمم المتحدة، إلى خطورة تداعيات الانفلات الأمني على الأداء الاقتصادي للبلاد.

ولفت إلى أن إنتاج النفط "العمود الفقري للاقتصاد الوطني" انهار بشكل غير مسبوق ولا يتجاوز الإنتاج 100 ألف برميل يوميًا لدولة تزيد طاقتها الإنتاجية عن المليون ونصف المليون برميل يوميًا. وحمل ليون أوروبا المسؤولية المباشرة لما يجري في ليبيا. وأردف: "لقد تدخلت عدة دول أوروبية بشكل مباشر وعسكري لقلب الوضع، وتتحمل مسؤولية لبسط الاستقرار والأمن مجددًا والمساعدة في حل الأزمة السياسية والاقتصادية". وأشار إلى أن ما يحدث في ليبيا سيلقي بتداعيات قوية على أوروبا؛ بسبب قربها من الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى مشكلات الحوكمة التي تواجه البلاد. قائلاً: "هناك العديد من الأطراف الفاعلة في ليبيا". وشدد على أن حل الأزمة في ليبيا يجب أن يستند إلى مسارين واضحين، هما أولاً التركيز على إدارة الأزمة القائمة، ومن ثم معالجة المشكلات في إدارة الحدود أو الوضع الاقتصادي. ولفت برنراردينو إلى وجود تدخل خارجي في ليبيا، وأن الدول المعنية دون أن يذكرها بالاسم، يجب أن تكون جزءًا من حل إقليمي شامل ليس في ليبيا فحسب بل في كل المنطقة. وبشأن عملية الكرامة، قال إن اللواء حفتر يعمل على تعبئة المتعاطفين معه وتعبئة المواطنين، لأنه يعلم أن الليبيين بحاجة إلى الأمن والاستقرار، وهو يحظى بوضوح بدعم داخلي ولكن يواجه أيضًا معارضة من قبل بعض التنظيمات المسلحة والتيارات التي تدعمها.

وأكد مستشار الأمن في مكتب رئيس الوزراء الليبي عبدالرحمن العجيلي، في مداخلة حظت باهتمام كبير من الحضور أن لبيبا تبدو حاليًا "في حاجة ماسة إلى تخطيط طويل الأجل". قائلاً: "توجد مظاهر للتجزئة تستدعي وحدة الليبيين جميعًا حول هدف واحد، للحفاظ على المصالح الوطنية والمنافع الاقتصادية المتبادلة بين كل مكونات المجتمع". وتطرق المتدخلون خلال الندوة إلى دور اللواء حفتر، والدعم الذي تحظى به عملية كرامة ليبيا، ودور الأطراف الخارجية العربية والإقليمية في تغذية الصراع بليبيا، كما تم التطرق بإسهاب إلى الأجندة السياسية الحالية، وسبل احترام الاستحقاق الانتخابي المقبل، وصياغة الدستور ومعالجة تداعيات قانون العزل السياسي، والتعامل مع موضوع المصالحة الوطنية، وعودة المهجرين واحترام حقوق الإنسان، وتجريد التشكيلات المسلحة من السلاح بوصفها العناصر الرئيسة لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

*بوابة الوسط