موهبة ليبية نشأت وترعرعت داخل أسوار نادي الهلال التحق بفئة البراعم وبرزت موهبته منذ الوهلة الأولى مع فاكهة الكرة الليبية، داعب كرة القدم منذ نعومة أظفاره ولفت أنظار الكثيرين من متابعي الفريق، زادت موهبته نضوجا عندما ألتحق بفئة الأشبال مبكراً وتألق مستواه مع نيكولا الصربي بفئة الأواسط وزادت موهبته لمعاناً مع الفريق الأول.

فيصل البدري لاعب مميز ومايسترو خط وسط فريق الهلال ومنتخبنا الوطني لم تذهب جهوده، هكذا أو هباً منثوراً بل أستطاع هذا النجم أن يتوج مع فرسان المتوسط بأول لقب قاري عندما توج في يناير الماضي ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين بجنوب أفريقيا.
ويعتبر البدري الذي كان حلقة وصل المنتخب الليبي بين خطي الدفاع والهجوم وصاحب المستوى الثابت في كل اللقاءات محطة أنظار الجميع من خلال المستويات الرفيعة التي قدمها مع فريقه الهلال وكذلك مع المنتخب الوطني، فهذه المستويات أعطته نيل الكرة الذهبية عن جدارة واستحقاق وجعلته يتربع على عرش لاعبي كرة القدم الليبية في الوقت الحالي متفوقاً عليهم بمهاراته وأخلاقه واحترامه للغير.

تمكنت قورينا الجديدة من محاورة اللاعب بعد التتويج بالكرة الذهبية، فكان سعيد جداً باللقاء وبالكرة الذهبية، فكان الحوار التالي.

س : كيف رأيت البطولة الأفريقية للاعبين المحليين التي توج بها منتخبنا؟

في البداية كانت البطولة الأفريقية للاعبين المحليين صعبة علينا بحكم أن المنتخب الوطني منتخب متجدد ،حتى في الطاقم الفني وهذا يعد مرحلة انتقالية ، بالإضافة إلى أن استعداد للبطولة متأخر مع كليمنتي في أقل من ثلاثة أشهر، ناهيك على أنه لم يصدق أحد أن نصل للنهائي ونحقق اللقب، بالنسبة لرؤيتي للبطولة فإنها كانت بطولة جيدة وفيها منتخبات قوية فالمدرب كليمنتي عرف كيف يتعامل مع مباريات البطولة ودرس جيداً المنتخبات التي واجهتنا، فبعزيمة وإصرار وإرادة اللاعبين استطعنا أن نكون أبطال النسخة الثالثة للمحليين في إنجاز غير مسبوق في كرة القدم الليبية.

س :  قبل البطولة الأفريقية للمحليين لعبتم أربع مباريات ودية هل هذه المباريات كانت كفيلة لتحقيق اللقب؟

في حقيقة الأمر التحضير للبطولة الأفريقية لم يكن بالصورة المطلوبة ولا يلبي طموحات الجماهير الليبية، نحن قبل التوجه لجنوب أفريقيا أقمنا معسكرين، كان الأول في تونس والآخر بالمغرب ولعبنا أربع مباريات ودية لم تكن كفيلة في البداية لتحقيق اللقب، لكن عندما وصلنا لجنوب أفريقيا لعبنا مع منتخب موزمبيق وتعادلنا معهم سلباً، وهنا المدرب وقف على إمكانية وجاهزية اللاعبين في خوض غمار البطولة وعرف قدراتهم جميعاً، وبعد خوضنا للمباراة قدمنا مستوى مقنعا، حتى وإن كانت ودية، إلا أن اللاعبين انتابهم شعور على أن المنتخب الوطني سيحقق مبتغاه، فالحمد الله نلنا ما نريد وأسعدنا شعبا تكبد معاناة الظلم والطغيان والاضطهاد.
كيف رأيت المنتخبات الأفريقية مقارنة بالمنتخب الليبي الشاب؟
في اعتقادي الشخصي وكما ذكرت فيما مضى أن المستوى الفني للمنتخبات الأفريقية عال وكل المنتخبات أصبح مستواها قويا وعاليا، فالبطولة فيها منتخبات قوية مرشحة للقب أمثال نيجيريا وزيمبابوي وغانا وجميع المنتخبات التي ذكرتها قدمت مستويات وكانت حاضرة في كل اللقاءات، لكن المنتخب الليبي آمن بحظوظه في المشاركة وأصبح ندا قويا للفرق الأفريقية ودخلنا المباريات بحماس ووضعنا أمام هدف وهو الوصول للنهائي وتحقيق اللقب.

س :  متى انتابكم شعور التتويج بالبطولة؟ وما هي العوامل التي ركز عليها المدرب كليمنتي؟

بالنسبة للطاقم الفني عنده كل مباراة بطولة أي بمعنى أنه يدخل كل مباراة على أنها نهائية، فهذا شيء جميل ودافع معنوي، فشعور التتويج بالبطولة انتاب كل من لاعبين و طاقم فني وإداري وحتى الجماهير المتابعة للبطولة، أما بالنسبة لي فقد انتابني شعور التتويج بعد مقابلة المنتخب الغابوني، لا سيما أنني رأيت مستوى كل اللاعبين وشاهدت باقي المباريات لكل المنتخبات، فالمنتخب الليبي يمتلك مجموعة قادرة على انتزاع اللقب وقدم في مستويات قوية وهذا اتضح من خلال المباريات التي لعبها فرسان المتوسط، أما بالنسبة للعوامل كليمنتي من المدربين الجيدين وله خبرة ميدانية كبيرة، وقاد العديد من المنتخبات والأندية الكبيرة هذه الخبرة استفدنا منها كثيراً ، فقد ركز المدرب على الجانب النفسي أكثر شيء، ناهيك على تركيزه على العامل الذهني فهذه عوامل أساسية لابد أن تتوفر في اللاعب وأن يهتم المدرب بها.

س :  لأول مرة المنتخب الليبي يلعب ست مباريات متتالية في بطولة رسمية، كيف شاهدت ذلك؟

المعروف على المنتخب الوطني فيما مضى، لم يلعب ست مباريات متتالية في بطولة رسمية، حيث إن المنتخب في بطولة أفريقيا 82 لعب المنتخب خمس مباريات فقد وكأس العرب بالسعودية لعبنا كذلك خمس مباريات، لكن في بطولة الشان بجنوب أفريقيا لعب منتخبنا ست مباريات، وهذا شيء رائع وبشرى خير بأن كرة القدم الليبية قادمة في قادم المواعيد.
ما هي الرسالة التي تبعثها لمسيّري الرياضة في ليبيا للحفاظ على هذا المنتخب الشاب؟
بكل تأكيد ما حقق المنتخب الوطني بهذه الوجوه الشابة شيء ممتاز وفريد من نوعه وإنجاز غير مسبوق في كرة القدم الليبية، فطلبي من الجهات المختصة من اتحاد عام ولجنة أولمبية وكذلك وزارة الشباب والرياضة أن تدعم هذا المنتخب الشاب وأن تقف معه وتوفر له جميع سبل النجاح، زد على ذلك أن تطرح للمدرب برنامجا عاما تحضيريا للمنتخب ليعمل به، فما حققه كليمنتي سيذكره التاريخ وسيظل عالقا في عقول وأذهان كافة الشعب الليبي.

 

س : تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب ستكون قرعتها في مارس المقبل كيف تنظر ذلك؟

أعتقد أن قرعة تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب ستكون في مارس المقبل ومن المتوقع أن مبارياتها ستكون قوية مقارنة ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين، نحن كمنتخب الفرسان سنعمل على تقديم صورة جيدة وطيبة وسنظهر بصورة تشرف البلاد وتفرح الشعب، لاعبونا أمامهم مستقبل لكون اللاعبين يمتلكون موهبة عالية في مداعبة كرة القدم.

س : من هو اللاعب الذي تمنيت وجوده في المنتخب الوطني ببطولة الشان؟

المدرب خافيير كليمنتي جدد المنتخب الوطني بنسبة كبيرة وله فلسفة خاصة في التعامل مع اللاعبين واختيارهم، أما بالنسبة للوجوه فهناك أسماء كثيرة لديها خبرة في الملاعب؛ لكني تمنيت أن يكون اللاعب أحمد سعد سليمان موجودا بالمنتخب، فحقيقة أن مكان هذا اللاعب واضح بالملعب ومازال قادرا على العطاء، فأحمد بإمكانه لعب 90 دقيقة كاملة موهبة سرعة وأخلاق وقيادة حكيمة في الملعب للاعبين مواصفات يتمناها أي مدرب، لكن أرد وأقول لكل مدرب طريقة عمل يعمل بها.

س : ذكرت أحمد سعد، فكيف –برأيك -سيكون شكل الهلال في مرحلة الإياب بوجوده؟

أحمد سعد لاعب خلوق واستفدت منه كثيراً، ولربما استفاد منه الكثيرون من اللاعبين، فسعد قد ساعدني كثيراً في مشواري ولم يقصر بحقي أبداً ودائماً ما يكون مرجعا لي في الحياة، أما الهلال فقد قدم مرحلة الذهاب على أكمل وجه بالرغم من أن الإدارة قبل بداية الدوري تريد بناء فريق شاب فتفاجأ الجميع بما قدمه الهلال في الذهاب من عروض ومستويات عالية أما في مرحلة الإياب سيختلف الحال كثيراً بقدوم اللاعب أحمد سعد للهلال، فهذا اللاعب قوة ضاربة وسيعطي الإضافة المرجوة منه وذلك نظراً للإمكانيات والقدرات العالية التي يمتلكها اللاعب.

س : البدري حقق الكرة الذهبية كأول لاعب في عام 2013 بعد بطولة الشان كيف تنظر لهذا التتويج؟

أنا سعيد جداً بهذا التتويج والذي يعد الأول من نوعه وتغمرني سعادة كبيرة لكوني أول لاعب يتوج بالكرة الذهبية في ليبيا، مضيفاً أن هذا التتويج سيظل عالقاً في مخيلتي مدى الحياة وسأعمل للحفاظ عليه بإذن الله، كما أنوه إلى أن الأسماء التي رشحت في التصويت بالمرحلة الأولى والثانية جميعاً تستحق الفوز بالكرة الذهبية التي أسعدت كافة الجمهور الليبي لكون هذا الحفل مثل مراسم تسليم الكرة الذهبية في دول العالم، وأن التتويج بالكرة جاء بعد جهد وتعب طيلة مباريات المنتخب، وكذلك فريقا الهلال الذي له الفضل – بعد الله – في نيل الكرة الذهبية، فحقيقة الهلال وأحمد سعد وأربيش وراء تطوير مستواي.

 

نقلا عن صحيفة قورينا الجديدة