حياة اللاجئين السوريين في مصر اختلفت بشكل كبير منذ بداية قدومهم لمصر وبعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، فمنذ قدوم اللاجئين السورين إلى مصر منذ 3 سنوات كان الشعب المصري يرحب بهم للغاية ويقدم لهم كافة المساعدات، وكان هناك العديد من الأشخاص الذين يتركون منازلهم لعدد من الأسر السورية، إضافة إلى تبرع العديد من المصريين بالكثير من الملابس والأدوية والأغذية والأموال إلى أسر اللاجئين السوريين، وافتتح السوريون العديد من المشاريع التجارية في مصر مثل محلات الحلويات التي انتشرت بسرعة كبيرة وفي فترة قصيرة في مصر ، وأيضا مشاريع بيع الملابس ومشاريع محلات الأكل الشامي، وكانت حياتهم طبيعية جدا في مصر في السنة الأولى ، لدرجة أن هناك عددا منهم كان يمتهن التسول وكان المصريون يعطونهم أضعاف ما يعطونه للمتسولين المصريين وذلك تعاطفا منهم مع ظروفهم الصعبة والقهرية.

لكن بعد خروج المظاهرات ضد محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية فوجئ المصريون بخروج عدد هائل من اللاجئين السوريين في مظاهرات جماعة الإخوان ضد الشعب المصري والتي كان بها كثير من العنف والإرهاب ضد المصريين ، مما جعل عددا كبيرا من الشعب المصري يأخذ موقفا من اللاجئين السوريين في مصر، وبعضا منهم يكف عن المساعدات التي كان يرسلها لهم وذلك لغضبهم من وقوف السوريين مع ميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية ضد الشعب المصري رغم وقوف المصريين بجانب السوريين وتعاطفهم معهم بشدة إلا أن الرد كان مخالفا لجميع توقعاتهم، حيث أن عددا كبيرا من اللاجئين السوريين دعموا الجماعة الإرهابية ضد الشعب المصري ووقفوا بجوارهم وساعدوهم وهو ما تسبب في ضغينة بين الشعبين، معظم الشعب المصري حاليا يرى أن جماعة الإخوان الإرهابية هي العدو الأول للبلد وكل من يحالفها هم أعداء للمصريين.

ولكن هناك عددا أخر من الشعب المصري مازال يدافع عن اللاجئين السوريين في مصر ويؤكد أن وقوفهم بجوار جماعة الإخوان الإرهابية ضد الشعب المصري كان لسببين إما بسبب عدم فهمهم لحقائق الأمور وذلك لبراعة جماعة الإخوان في التمثيل وإظهار غير حقيقتها، أو بسبب حاجتهم للمال والتي استغلتها جماعة الإخوان بشكل دنيء لا إنسانية فيه.

وهناك أيضا بعض السوريين الذين ليس لهم علاقة بالسياسة مطلقا وأتوا إلى مصر هربا من نار الحرب الدائرة في بلدهم والتي كادت تقضي على حياتهم، ولكنهم تم جمعهم بالسوريين الآخرين المنضمين أو المتعاطفين مع جماعة الإخوان فأصبح عدد من المصريين يأخذ منهم موقفا هم أيضا رغم أنهم ليسوا لهم ذنب في شيء.

ورغم أن مصر كانت فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريين، واستضافت ما يقرب من 300 ألف سوري، فتح بعضهم محلات تجارية لكسب لقمة العيش والتحق آخرون بالمدارس والجامعات، إلا أن الكثيرين منهم حاليا بدءوا في الرحيل عن مصر بسبب مشاكل الإقامة التي يواجهونها حاليا، حيث أن بعضهم يتعرض للاعتقال لدخوله مصر بدون تصريح أو تأشيرة دخول، وحول هذا أكد السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية المصرية  أن السوريين لا يتعرضون لأي اضطهاد أو معاملة سيئة في مصر والأمر يقتصر فقط على إجراءات محدودة تتعلق بضرورة الحصول على تأشيرة دخول، وهو أمر ليس "بدعة" وإنما يستخدم في كل دول الجوار وتمليه الظروف الأمنية في البلاد.

وحول تقلص أعداد السوريين القادمين إلى مصر بسب سوء المعاملة، قال إنه لا توجد أي مخيمات أو معسكرات إيواء للسوريين في مصر, وإنما يعيشون في كل ربوع الوطن ويعاملون نفس معاملة المصريين، والمسؤولية تقع على الحكومة المصرية دون مساعدات خارجية.

في حين أكد السفير محمد الديرى، الممثل الإقليمي لمفوضية شئون اللاجئين، أن السلطات المصرية أنهت المشاكل المتعلقة باللاجئين السوريين الذين تم احتجازهم أثناء محاولة للهجرة غير الشرعية لمصر مؤخرا، كما أن وزارتي التعليم العالي والإسكان بجانب وزارتي الداخلية والخارجية فعلت الكثير من أجل إنهاء تلك المشكلات المتعلقة بمعيشة السوريين، وأشار إلى أن مصر ستظل دائما هي الملجأ لكل اللاجئين العرب، وأضاف أن السوريين المقيمين في مصر يعاملون بنفس المعاملة التي يتمتع بها المصريون في الصحة والتعليم رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.