دعا النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني الممثل السّامي للاتحاد الأوروبي، ونائب رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة، جوزف بورل إلى الضغط على الأطراف الدولية الداعمة للأطراف المتصارعة على السلطة، لرفع يدها عن تأجيج الصراعات. 

جاء ذلك خلال لقاء الكوني وبوريل الذي عقد على هامش المؤتمر الإقليمي الذي عُقد بتونس  حول التعاون الحدودي بين ليبيا ودول الساحل بهدف مكافحة الجرائم الحدودية والإرهاب والجريمة المنظمة، والتي تم تبنيها من الاتحاد الأوروبي حيث تصدرت مبادرة صحراء واحدة التي أطلقها الكوني، جلسة المحادثات.

وأوضح الكوني أن قرار النيجر بإلغاء قانون تجريم الهجرة غير الشرعية سيلقي بظلاله القاتمة على ليبيا وسيسبب في تدفق  المهاجرين للعبور نحو أوروبا.

وقال الكوني إن حدود ليبيا الشاسعة تجعل من الصعب السيطرة عليها دون دعم لوجستي من الاتحاد الأوروبي، والتنسيق لتبادل المعلومات وتدريب الكوادر الليبية لمواجهة هذه التحديات.

وأعرب الكوني عن قلقله من تنامي التواجد العسكري لبعض المرتزقة الأجانب وخاصة قوات الفاغنر في  ليبيا، وبعض دول الجوار، الأمر الذي صار ينبئ بتوسع مقلق لتواجدهم على الأرضي الإفريقية.

واشار الكوني إلى أن ما قاموا به في شمال مالي من ترويع وتقتيل للأهالي يصل إلى درجة الإبادة أمام صمت عالمي لما يحدث، والذي يشكل عنصر مُضافا للضغط على ليبيا. حيث ان الكثير من قبائل الطوارق والعرب الذين يسكنون هذه المنطقة أخذوا يتوجهون نحو ليبيا والجزائر بحثا عن ملجأ آمن.

وقال الكوني إن خطر الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية أو الجرائم العابرة للحدود هي إشكاليات تهدد ليبيا وأوروبا التي يتطلب منها نقل المعركة من البحر إلى الجنوب وأضاف لا يكفي أن ننتظر لنتصدى لذلك حتى وصول المهاجرين أو المهربين إلى البحر لنعيدهم إلى ليبيا، لتكتظ بهم مراكز الإيواء في انتظار ترحيلهم لأوطانهم.

وأكد الكوني على وحدة الجغرافيا والحوار والتاريخ الذي يجمع بين دول منطقة الساحل ولفت إلى ضرورة الإسراع في رسم خارطة طريق للتعاون المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات  الناتجة عن القلاقل والتغيرات بدول الجوار، والتي أخذت تعصف بليبيا وخاصة الجنوب الليبي، قبل أن تنتقل تأثيراتها  إلى مناطق الحوض المتوسط وأوروبا.

وشدد الكوني وبوريل على خلق آفاق للتنمية والإعمار وفرص العمل في بلدان المصدر  وحتى لا يفكرون في ترك أوطانهم.

بدوره شدد الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي على أهمية هذه الشراكة، مع ليبيا ودعمها في مواجهة تحديات الهجرة والتي ستكون ضمن أولويات الاتحاد الأوروبي، خاصة مع التغيرات المقلقة التي حدثت في النيجر. حيث سينسحب فريق الاتحاد الأوروبي المدني الذي كان يساعد في ادارة هذا الملف الشائك من هناك. 

ووعد بوريل بطرح هذه الأولويات أمام الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي وحثهم على تخصيص الميزانية الضرورية التي تحتاجها ليبيا لمراقبة حدودها والتصدي  للتهديدات التي تصاحب الهجرة غير الشرعية والتهريب أو الإرهاب.

وتحدث الطرفان عن القضية الفلسطينة، وما يتعرض له الشعب في غزة من اعتداءات خارجة عن القانون الدولي والتي تعصف بالمدنيين الأبرياء الذين لم يكن لهم يدا أساسا في أية مواجهة عسكرية، وتوافقا على وضرورة تأكيد هدنة دائمة في غزة  تجنب الأهالي المزيد من الترويع.

ولفت بوريل إلى موقف إسبانيا من القضية، وأوضح أن إسبانيا أخذت بالضغط على المجموعة الأوروبيه لأن تتخذ موقفا حاسما من العدوان الذي يتعرض له المدنيين في غزة، والذي يخرج عن نطاق الدفاع عن النفس ليرتقي الى مستوى جرائم حرب.