شهدت منطقة سقارة الأثرية، المجاورة لأهرامات الجيزة، غربي القاهرة، اكتشاف مقبرة رئيس سجلات الجيش المصري  ورسول الملك للحكام الأجانب (وزير خارجية) ويدعي "باسر" من الأسرة العشرين والذين حكموا مصر في الفترة من 1292 ق.م إلى 1077 ق.م.

وقال محمد إبراهيم، وزير الآثار المصري خلال المؤتمر الصحفي والذي أقيم اليوم بمنطقة سقارة، إن هذا الاكتشاف بمثابة مولد صفحة جديدة تضاف لتاريخ مصر الحضاري وقد تضيف بعض المعلومات الجديدة التي تلقى الضوء على فترة من أزهي فترات التاريخ الفرعوني في نهاية عصر الدولة الحديثة.وأوضح إبراهيم أن الكشف يقع جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك "أوناس" من الأسرة الخامسة وحكم مصر في الفترة من 2375 ق.م إلى 2345 ق. م بمنطقة سقارة، لافتاً إلي أن المقبرة تؤرخ طبقاً للدراسات الأولية بنهاية عصر الرعامسة من الأسرة الـ 20 ، من الدولة الحديثة الفرعونية.

 وأشار إبراهيم إلى أن المقبرة شيدت ملتصقة بالجدار الشمالي لمدخل مقبرة قائد الجيش "بتاح مس" من الأسرة التاسعة عشرة والتي اكتشفت عام 2010 وتعود لنفس عصر مقبرة  "باسر" ، مما يشير إلي احتمالية أن يكون صاحب المقبرة المكتشفة حديثاً أحد افراد عائلة  "بتاح مس".

 ولفت إبراهيم إلى أن هذا الكشف يؤكد حقيقتين الأولي تكمن في اهتمام الفراعنة بمنطقة منف إداريا "وعسكريا"  وبناء مقابر رجال الدولة هناك حتي بعد انتقال مقر حكم ملوكهم إلي عواصم اخرى ، بينما الأخرى هي وجود جبانة كبيرة بمنطقة منف تعود لعصر الدولة الحديثة.فيما قالت "علا العجيزي" عميدة كلية الآثار الأسبق ورئيسة البعثة إن المقبرة يتجه محورها من الشرق الى الغرب ويبلغ طولها 12 مترا وعرضها 6 أمتار وتحتوى على عناصر معمارية واضحة مشيدة من الحجر الجيري تتمثل فى فناء مفتوح ذو أعمدة، يعقبه صالة أعمدة واحدة في وسطها البئر الذي يؤدى الى حجرة الدفن المشيدة تحت الأرض، ثم ثلاث مقاصير نقوشها شبه كاملة  وتنتهي بالهريم المبنى من الطوب اللبن.

 وأشارت إلي أن ما تبقى من نقوش المقبرة في حالة جيدة وتعكس حرص صاحب المقبرة على تصوير المناظر الهامة التي تؤكد على استمراره في حياة أبدية سعيدة بعد الموت كمناظر الجنازة ونقل التمثال والمحاكمة الاوزيرية (نسبة للإله  اوزير أو أوزوريس) وتقدميمه القرابين له وتعبده للمعبودين "أوزير" و"بتاح"، هذا فضلاً عن مناظر لرجال ونساء من عائلته ممن يحملون ألقابا إدارية وكهنوتيه هامة.

 من جانبه قال أحمد سعيد، نائب رئيس البعثة، أن الحفائر أسفرت عن اكتشاف  عدد من الكتل واللوحات الحجرية المنقوشة ذات القيمة الأثرية فى محيط المقبرة ، بالإضافة إلي العديد من تماثيل الأوشابتى أهمها مجموعة مميزة وجدت داخل جرة من الفخار لسيدة تدعى "نجمت" ومجموعة أخرى عثر عليها ملتصقة بالجدار الشرقي لمدخل مقبرة "بتاح مس" وملفوفة بالكتان لسيدة تدعى "موت ايبت".

 فيما أكد محمد حمزة، عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، حصر الجامعة علي توفير كافة الإمكانيات المادية والبشرية للحفاظ علي مكنوز مصر الحضاري بشتي الطرق من حفائر وأعمال ترميم، لافتاً إلي أنه جاري الإعداد لتوقيع بروتوكول تعاون بين كلية الآثار جامعة القاهرة ووزارة الآثار يضمن ترميم جميع مكتشفات كلية الآثار خاصة تلك المكتشفة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي والتي أسفرت عن اكتشاف  العديد من الآثار الهامة من خلال الحفائر المنظمة. وشارك في المؤتمر وائل الدجوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، علي عبد الرحمن محافظ الجيزة وجابر نصار رئيس جامعة القاهرة.