كشفت شرطة مدينة «نانت» لغز وفاة شاب في ظروف غامضة، عثرت عليه والدته معلقاً بواسطة حبل من عنقه في سقف غرفته «مشنوقاً»، وأقرت والدته في إفادتها أمام سلطات التحقيق أنه لم يكن يعاني من أي أعراض نفسية أو عصبية قد تدفعه للانتحار، مُلمحة إلى أن الحادث قد يكون جنائياً، متهمة أصدقاء له بأنهم ربما يكونون وراء الجريمة، لا سيما أنهم انقطعوا عنه قبل شهور من الحادث، ما جعل القضية لغزاً محيراً لرجال الشرطة، إلا أن التحريات كشفت بالصدفة بعد أيام من البحث أن الشاب قد انتحر ظناً منه بأنه مصاب بـ«لعنة الفراعنة» بعد زيارته لأهرامات مصر قبل عامين، وأن أرواح حراس المقابر تطارده للفتك به، بحسب ما أكده طبيبه النفسي الخاص لرجال التحقيق!

كان مركز شرطة «نانت»- غرب فرنسا- قد تلقى بلاغاً يوم الأربعاء الماضي من «سيمون. ج» 61 عاماً يفيد بعثورها على نجلها «جيمس. ب» 36 عاماً، طالب دراسات عليا بكلية التاريخ بجامعة نانت، مُعلقاً في سقف غرفته بواسطة حبل من عنقه «مشنوقاً»، وبانتقال فريق التحقيق وإجراء المعاينة الظاهرية بحسب ما أكده، فيكتور فانسان، النائب المناوب لرئيس مركز شركة «نانت» تبين وفاة الشاب متأثراً بالاختناق أو «الإسفيزكنيا» نتيجة التعلق من العنق بحبل أحدث كسراً في أعلى العمود الفقري من جهة العنق والخنق، كما بدت يداه موثوقة بشكل مُحكم خلف الظهر بطريقة قد تحتمل أن يكون أوثقها شخص آخر عُنوة أو أوثقها هو بنفسه، ما جعل القضية لغزاً محيراً، خاصة أن والدته اتهمت ثلاثة من أصدقائه قد انقطعوا عن زيارته أو التحدث معه بشكل كامل و«مريب» قبل الحادثة بثلاثة أشهر.

وأضاف فانسان، «في تلك الأثناء اتجه التحقيق في طريق (الشبهة الجنائية) وبدأت البحوث حول أصدقائه الثلاثة وباستجوابهم أكدوا أن صديقهم جيمس كان دائم الشجار معهم بسبب أو بدون، وأنه هو من قطع علاقته بهم في نهاية أيامه، لكن أحد الأصدقاء ذكر أن جيمس زار طبيباً نفسياً في المدينة، وهذه المعلومة دفعتنا لزيارة الطبيب وسؤاله، وكانت المفاجأة التي أنهت القضية وكشفت ألغازها».

وأوضح المسؤول الأمني، أن الطبيب أكد ما ذكره أصدقاء جيمس، مضيفاً أنه كان يعاني من حالة «وسواس» بعد زيارته للقاهرة عام 2017 لدراسة الآثار الفرعونية، حيث كان يظن أن «لعنة الفراعنة» تطارده، لأنه حصل على قطع حجارة صغيرة من الأهرامات للذكرى، وهو ما أغضب حراس الأهرامات، لذلك فهم يطاردونه للنيل منه انتقاماً لسرقة أحجارهم، وبعد فترة عاد للطبيب ليؤكد له أنه يعاني من مرض نادر، وأن جميع الأطباء الذين كشفوا عليه لم يعلموه، ما يؤكد أنه يعاني من وساوس، لكن حالته لم تكن خطيرة بحسب آخر زيارة كانت قبل شهرين، بعدها انقطع عن الجلسات، وربما تفاقمت الأزمة لا سيما لو انقطع عن الدواء.

واختتم فانسان، بالتأكيد على أن تقرير الطبيب النفسي الخاص بالشاب المنتحر أكد في تقريره النهائي أن الوسواس قد يؤدي للانتحار، لا سيما أن أسباب الوسواس لدى الشاب المنتحر كانت متعددة، وكان يختلق الأزمات بنفسه لنفسه لدرجة قد تدفعه بسهولة للانتحار.