القيقب هي احدى المناطق الجميلة الواقعة على سفوح الجبل الأخضر، في الشمال الشرقي من ليبيا، منطقة صغيرة بين منطقتي الفايدية ولملودة من جهة الغرب، ومنطقة الأبرق من الجنوب، على خط طريق سلنطة سيدي الحمري الفايدية، وعلى طريق لملودة ومراوة والمرج.

وينسب الاسم الحالي للقيقب إلى شجرة جذابة كثيرة الأنواع، كما تشتهر القيقب بعيون المياه الطبيعية، ذكرها الجغرافي (بطليموس) في القرن الثاني الميلادي باسم (اكابيس)، كما ورد ذكرها كمحطة هامة على الطريق الرابط بين قورينا ومصر وذلك في خريطة الجغرافي (بيوتنجر) باسم (أجابيس)، وورد اسمها بصيغة (اجابوس) في كتاب (الكوزموغرافيا رافينا) الذي تم وضعه أو كتابته في زمن قديم واكمل كتابته رجل دين في عام 700م وهذا الكتاب هو دليل جغرافي للاماكن والمحطات الهامة الواقعة بين الهند والجزر البريطانية.


من أبرز معالمها وآثارها قلعة القيقب التاريخية (متحف القيقب) هوية ليبية خالصة مهددة بالشطب من قائمة التراث الوطني، وهي القلعة الوحيدة الباقية من عدد أربع قلاع شيدت فترة العهد العثماني في القرن السابع عشر، وهي قلعة عسكرية وادارية، كانت مهامها عسكرية وادارية للسيطرة علي المنطقة والتحكم في المحاصيل الزراعية بأمر الحاكم في ذلك الوقت، واستعملت للغرض ذاته فترة الاحتلال الايطالي لليبيا.

من المرجح أن الكثيرين لم يسمعوا من قبل، عن متحف القيقب، الذي ينفرد بمعروضاته التي تمثل الهوية الليبية في مناطق الجبل الأخضر.

وهو ما يميز هذا المتحف عن غيره من الـ27 متحفا المنتشرة في مختلف المواقع الأثرية في البلاد التي تضم في أروقتها كنوزا أثرية من مختلف الحضارات المتعاقبة عليها، حيث أن أغلب المتاحف الليبية تغص بآثار الحضارات الوافدة التي استوطنتها من إغريقية ورومانية وبيزنطية.


تم ترميم وتحوير القلعة لتصبح متحف وطني، يختص بالتاريخ الطبيعي من أحياء وجيولوجيا لمناطق الجبل الأخضر، كما يختص بالمقتنيات الشعبية والعادات والتقاليد والأزياء، إضافة إلى معروضات ترتبط بفترة جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي، وزعت على أروقة وحجرات هذه القلعة التي ضمت مجموعة كبيرة من القطع، ضم الجناح الأيمن متحف التاريخ الطبيعي الذي يحتوي على صخور واحفوريات ونباتات متحجرة تمثل مادة علمية بالغة الأهمية لدارسي تاريخ المنطقة الجيولوجي، كما من معروضات المتحف عدد من الحيوانات المحنطة وحشرات عاشت في الجبل الأخضر، منها ما هو منقرض أو مهدد بالانقراض كالفهد والضبع والشيهم وغزال الريم الذي استوردت ليبيا منها اعداد من دولة الأمارات خلال الفترة الماضية بعد انقراضه من ليبيا نتيجة الصيد العشوائي، أما جناح المقتنيات الشعبية يضم أدوات منزلية وأزياء شعبية وأدوات الزراعة والصيد، ويحتوى كذلك في معروضاته على مصنوعات تراثية بعضها من المصنوعات الجلدية والخشبية، وعلى بعض الأدوات والأسلحة التي استعملها المجاهدون الليبيون في حروبهم ضد الغزو الايطالي، منها محفظة شيخ الشهداء عمر المختار ومقتنيات شخصية تعود للسيد أحمد الشريف، محفوظة في متحف طرابلس.


افتتح للجمهور في شهر ابريل من العام 1975م، كانت الغاية منه هي إتاحة الفرصة لكل باحث ومهتم للتعرف على تاريخ المنطقة، وما للمتاحف من أهمية باعتبارها مؤسسات علمية وتربوية وتثقيفية.

متحف القيقب يتميز عن غيره من باقي المتاحف المنتشرة في مختلف المواقع الأثرية في ليبيا والتي بلغ عددها 27 متحفا تضم في أروقتها كنوزا أثرية من مختلف الحضارات المتعاقبة عليها، حيث أن أغلب المتاحف الليبية تغص بآثار الحضارات الوافدة التي استوطنتها من إغريقية ورومانية وبيزنطية وغيرها، بينما ينفرد هذا المتحف بمعروضاته التي تمثل الهوية الليبية.