قضية جديدة تعيشها الجزائر،، سائح دخل البلاد  ليظهر معه تنظيم داعش كي يختطفه في منطقة أمنها هش حقيقة لكن في ظرف الكل متيقن أن داعش لا ريح ولا لون له هناك، فكيف جاء السائح؟، وكيف اختطف ؟ولمذا في هذا الظرف بالذات؟

من هو بيار هارفي أو "السائح المختطف"؟؟

هو مرشد تسلق الجبال في فرنسا و لد في 12 سبتمبر 1959 بمدينة نيس بالجنوب الفرنسي،درس الرياضة منذ الصغر وركز على شق التسلق في الجبال، التزحلق وكذا التحليق بالمظليات ،دخل الجزائر في ال20 من الشهر الجاري بهدف السياحة واختار منطقة القبائل وبالضبط جبال جرجرة المعروفة على أنها تحتوي أعلى قمة جبلية في الجزائري، هو ناشط كبير في مواقع التواصل الاجتماعية ويملك 50 ألف مشترك في صفحته ،ما جعلها من الصفحات القليلة المعتمدة من طرف إدارة الفايسبوك.

التعليق المحير؟؟

المتتبعون لحادثة اختطاف السائح الفرنسي بمنطقة القبائل الجزائرية منبهرون لتعليقات بيار هارفي على صفحته في الفايسبوك بحيث في كل مرة يلمح على أنه لن يعود الى فرنسا في تكهن محير ،وترك بيارتعليقا عبر صفحته على "الفايسبوك" أنّه ذاهب إلى جبال جرجرة و غرّد "سأذهب إلى جرجرة"، لكن الغريب ما أضافه هذا السائح الفرنسي محتّرف تسلق الجبال و الذّي يترك الشكوك حول رحلته المثيرة للجزائر، التّي بدأت كسائح و هي الآن كمختطف، أين قال في ردّه على دعوة تلقاها "عندما أعود من الجزائر بعد الفاتح أكتوبر، إذا دخلت طبعا وهذا مشكوك، سيكون بكل رحابة"، تعليقات تحدد بان هناك أمرا ما كان يحاك او حيك في قضية الاختطاف.

كيف حصل الاختطاف؟؟

في ال20 من الشهر الجاري وصل بيار هارفي الى منطقة تيكشدة الجبلية والسياحية والتابعة ادارية لولاية البويرة شرق الجزائر، منطقة مليئة بالمركبات الرياضية والثكنات العسكرية وتحيط بها سكنات تقليدية وغابات ومرتفعات تفصل بينها وبين ولاية تيزي وزو، المختطف كان يقيم بكوخ استأجره وهو مصنوع من الخشب ولا يبعد عن الثكنة العسكرية رقم12 بالناحية سوى بنحو 800 متر، كان السائح يمارس رياضة تسلق الجبال المحيطة بالكوخ وصباح ال22 من ذات الشهر قرر التوجه الى منطقة آيث وابان التابعة الى ولاية تيزي وزو وقبل بلوغها بكيلومترات قام أفراد بتوقيف سيارة بالقرب من أحد المضائق الجبلية  في بلدة أقبيل كان على متنها مجموعة من الجزائريين برفقة الرعية الفرنسي هيفري بيار، البالغ من العمر 55 عاما، بحيث تم اقتياده الى وجهة غير معلومة لحد الآن.

سرعة في التأكيد والرد وتبني الاختطاف

الملاحظ في عمليات الاختطاف المسجلة في مختلف أنحاء العالم أنها تأتي بهدوء وتأكيد خبر الاختطاف والتبني وتصوير الفيديو ونشره يتأتى بعد يوم كامل أو أكثر لكن الملاحظ في الاختطاف الحاصل في تيزي وزو أنه نشر ساعتين فقط من العملية على موقع سفارة فرنسا بالجزائر وبعدها مباشرة  الفيديو ينشر على النت وزير الخارجية الفرنسي فابيوس يعقد ندوة صحفية يؤكد فيها صحة الفيديو المنشور ،لتأتي بعدا وزارة الداخلية الجزائرية لتعلن خبر الاختطاف قبل أن يجري الرئيس الفرنسي مكالمة هاتفية مع الوزير الأول عبد المالك سلال لتنسيق من أجل إطلاق سراح بيار، السيناريو ككل حدث في 04 أو 05 ساعات فقط ،وهو ما لم يسبق حصوله قبل.

 لمذا في هذا الظرف بالذات؟؟؟

يتساءل اسماعيل دبش محلل سياسي جزائري في تصريح اعلامي عن مغزى حدوث الاختطاف في هذا الظرف بالذات؟ ظرف تميز بزيارة وزير الدفاع الفرنسي لاقناع الجزائر بالتدخل في ليبيا والدعم لمحاربة ما يسمى "بداعش" لكن الجزائر أمسكت بوسط الحل السلمي والحوار بين الفرقاء الليبيين رافضة تماما الحل العسكري والتدخل الأجنبي في ليبيا، الطرف الفرنسي يعود الى باريس والكل يتحدث عن نية فرنسا بعدم التدخل في ليبيا لكنها تحدثت في أكثر من مرة عن خطر "داعش" ببلاد المغرب العربي ودول الساحل أمام التدهور الامني ، وفي الوقت الذي أعلنت فيه الجزائر تحزمها لاحباط أية محاولة لدخول داعش الى الوطن تأتي "جند الخلافة في الجزائر "التي اظهرت ولاءها لأبو بكر البغدادي 03 أيام فقط عن الاختطاف ونسبه الى تنظيم داعش.

الجزائر في حرج....من جديد

في الوقت الذي تتغنى فيه الجزائر ومختلف الدول الغربية بالتجربة الجزائرية الناجحة في مكافحة الارهاب تهتز داخليا بحادثة اختطاف السائح الفرنسي، حادثة تأتي موازاة مع انعقاد مجلس وزاري بنيويورك الأمريكية وبمشاركة الجزائر يهدف الى اجتثاث ظاهرة الارهاب، الجزائر بذلك تصبح في حرج كبير ستوظف جل الديبلوماسيات المتاحة من أجل اعادة هبة الهبة للجيش وتبييض الصورة، كما أن للظاهرة كذلك تفجير لواقع السياحة في الجزائر التي دفعت الثمن بالجنوب الكبير وهي اليوم على أعتاب السياحة الجبلية.