قال محمد سعيد القشاط، آخر سفير للنظام الليبي السابق في السعودية، إنه لم يكذب عندما أفاد لمجلة "الأهرام" العربية بأنه سلّم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي مبلغ 250 ألف يورو مرسلة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي, وذلك إثر سقوط نظام بن علي بتاريخ 14 يناير 2011.

وأكد القشاط, في ردّ له على تكذيب محامي بن علي منير بن صالحة لتصريحاته على أعمدة "بوابة إفريقيا الإخبارية", أنه تردّد ثلاث مرّات على بن علي في السعودية بناء على طلبه, ووجده ممنوعا من استقبال الصحفيين أو التصريح لهم.

وأضاف القشاط, وفق ما أفاد به في رسالة خطية ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الأحد 30 سبتمبر 2018, أن بن علي يريد الدفاع عن نفسه أمام التونسيين الذين اتهموه بالسرقة والإستيلاء على الملايين ووضعها في حساباته بالخارج.

وأشار القشاط إلى أن القذافي قال له حرفيا عندما سلّمه الأموال المرسلة لبن علي: "اعطوه ما يصرف" , مبيّنا في الأثناء أنه عندما ذكر هذا الأمر في كتابه المعنون ب "القذافي..وأنا..وابن علي" فهو بذلك يخدم بن علي وينظّف ساحته, وهو قد وعده بذلك.

وأكد محمد سعيد القشاط أنه أطلع الكاتب الصحفي الصافي سعيد على مخطوطة كتابه وإستأذن في أن يذكر هذا الأمر على الفضائية التونسية خدمة لبن علي, وقد فعل ذلك منذ خمس سنوات, وفق تعبيره.

وتابع بقوله: "أنا لا أدّعي على بن علي ولا أحتقره أو أضرب إسفينا بينه وبين السعودية..أقول للسيد المحامي (يقصد بن صالحة) القشاط  لا يكذب..لقد تمّ اللقاء على عجل ومعي شهود عيان, والشهود لا زالوا أحياء من الليبيين وفي السعودية..أرجو من السيد المحامي ألاّ يحرج  السيد الرئيس أكثر فهو صديق العقيد ونحن نتمنّى له كل الخير, والسعوديون قبلوا هدايا من القذافي كما قبل هو منهم هدايا كثيرة من الإبل وخيام الشعر, وحافلة".

وعقّب بقوله: "لهذا أطلب من السيد المحامي أن لا يكذّب الناس فهو غائب عن الحدث ولا داعي لتطوير الموضوع الذي لا يستحق التطوير..نحن لا نمنّ على السيد الرئيس ولا نريد إحراجه, ولكن ذكرنا ذلك من باب خدمته وهو توضيح نظافته للتونسيين العقلاء وتكذيب إدعاءات معارضيه".

وشدّد القشاط على أن بن علي قال له بأنه لا يمتلك أي حساب بالخارج, باستثناء حسابه ببنك الجنوب الذي فيه راتبه.

وأكد القشاط أن بن علي قال له حرفيا: "الأموال والذهب الذي صوّروه في الخزانة أحضروه هم وهو ليس لي..أنا لا أملك إلاّ بيتين, أحدهما في العاصمة والاخر في مسقط رأسي, وهما ثمرة عمل 54 سنة.. أنا خرجت ومع معي إلا "فيستي" (جاكيت), وهي دلالة على خلّو الوفاض".

وأكد القشاط أن بن علي قال له الكثير من الكلام الذي يوضّح نظافة يده, مضيفا أنه سجّل كل ما قاله له بن علي في كتابه, وهو بذلك يخدم الرئيس التونسي السابق ويثبت نظافة يده.

وكان منير بن صالحة، محامي الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، قد كذّب بشدّة, في حديث أجرته معه "بوابة إفريقيا الإخبارية" بتاريخ 19 سبتمبر 2018, التصريحات الصادرة عن القشاط.

وأوضح منير بن صالحة أن بن علي لم يتلقّ أيّ أموال من القذافي.

وشدّد بن صالحة على أن التصريحات المذكورة كاذبة، وتهدف إلى دقّ الإسفين في علاقة بن علي والدولة المضيفة، مؤكدا أن بن علي لم يتلقّ أي دينار من القذافي.

كما اعتبر بن صالحة أن التصريحات الصادرة عن القشاط غير مسؤولة ولا تليق بدبلوماسي، مؤكدا أن السعودية وفّرت كل أسباب الإقامة اللائقة للرئيس التونسي السابق، وهي تعامله كرئيس دولة وكصديق منذ تاريخ مغادرته تونس، وإلى اليوم.

وأضاف بن صالحة أن السعودية لم تترك زين العابدين بن علي محتاجا حتى يحصل على أموال من القذافي، أو غيره، مؤكدا أن الرئيس التونسي السابق، وهو بمنفاه في السعودية, يعامل كرئيس دولة، ويعيش في ظروف إقامة جيّدة تليق بشخصه وبصفته، كما أنه يشكر فضل السعودية عليه.