الكاتبة المغربية، أسماء المعلومي الأستاذة الباحثة بكلية ابن طفيل للآداب بالقنيطرة، عضو رابطة كاتبات المغرب، صدر لها المجموعة القصصية "نساء صامتات"، ثم رواية "شرخ على شفاه الجسد" علاوة على فوز مجموعتها القصصية "حدائق النساء السرية" بالقائمة الطويلة لجائزة رابطة الكاتبات المغربيات، التي لم تعلن لحد الآن عن اللائحة النهائية لهذه الجائزة، كما أن لديها عددا من الكتب النقدية والدراسات قيد النشر، بوابة إفريقيا الإخبارية أجرت معها هذا الحوار بمناسبة شهر رمضان المبارك. 

هل علينا شهر رمضان المبارك بخصوصياته ويومياته الخاصة جدا، كيف تعيش أسماء المعلومي هذه اللحظات، وهذا الموسم الديني؟

أعيش الشهر الفضيل في أجواء من النفحات الإيمانية، المنغمرة بفيض طقوس شعائرية يحتويها الحبور والخشوع، والإقبال على شهر أعتبره ومضات نورانية مضيئة، تكون مناسبة لإعادة التأمل في ناموس الكون، والحكمة الإلهية، ثم تطهير الأنا من أران المادة وفتنة الحياة.

لشهر رمضان أجندته الخاصة، إذ عادة يتغير الروتين اليومي للكثيرين، بالنسبة لكم كيف يمر يومكم الرمضاني؟

فعلا لهذا الشهر المبارك أجندة خاصة، وبوصفي أستاذة باحثة بكلية ابن طفيل للآداب بالقنيطرة (المغرب) أشارك في بعض الندوات، أو الدروس والمحاضرات، وباعتباري أيضا مدرسة لمستوى الباكلوريا لتلاميذ الثانوي التأهيلي، فأنا أرى أن العمل في هذا الشهر الأعظم يحتاج إلى مجهودات بيداغوجية مكثفة، تتطلب الصبر وإنكار الذات من أجل العطاء، لذلك فاليوم الرمضاني يمر مرهقا لكن ممتعا.

هل يؤثر رمضان على عملكم وأنشطتكم؟

في الواقع سرعان ما نتعود على الصوم، ويظل الهدف الأسمى هو التوفيق بين العمل والأنشطة التي تستلزم منح مساحة زمنية هامة للعبادات، ومؤكد أن إلجام النفس وتطويعها على العمل يظل رهينا بالإرادة، فكما يقول الشاعر أبو ذؤيب الهدلي:

النفس راغبة إذا رغبتها **** وإذا ترد إلى قليل تقنع

إذن فتأثير رمضان على العمل يكون في بداية الأسبوع الأول فقط، لكن بعد ذلك نتعود على وتيرة رمضان والله يعيننا على ذلك لا محالة.

لكل منا ذكريات مع أيام الصيام.. ما هي أكثر الذكريات رسوخا في ذهنك بهذا الخصوص؟

إن أكثر الذكريات رسوخا في ذاكرتي الرمضانية تحيلني على طفولتي المشاكسة بمدينة فاس، حيث كان صوم رمضان يصادف عطلتي الصيفية، ولم أكن آنذاك أناهز من العمر سوى سبع سنوات، لقد كانت تحلو لي أيام رمضان الملاح في هذه المدينة الموغلة في التاريخ، حيث الاحتفال برمضان كان مرآة تعكس بهجة حواري فاس، وسحر الأسواق العتيقة.

ثم تلألأ نجوم المدينة بإشعاعات نورانية، ومن الذكريات الملحة في ذاكرتي، هو صومي آنذاك لنصف اليوم الرمضاني فقط ، سرعان ما تؤكد لي جدتي أنها ستخيطه لي بالنصف الموالي من اليوم الموالي، وتشجيعا لي ولفتيات العائلة على الصيام، كان يتم الاحتفال بنا ليلة السابع والعشرين من رمضان، بحيث نشرب الحليب ونأكل التمر ثم نرتدي تكاشط فلكلورية لها تيجان، وتكون أيدينا منقوشة بالحناء، كما تقام الولائم احتفالا بتلك الليلة، وفي هذا المقام تتلى الزغاريد المرفوقة بالصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما تؤدى بعض الأمداح النبوية في أجواء غامرة بالفرح.

شهر رمضان يتميز بالإقبال على القراءة فما الذي تفضلين قراءته في رمضان؟

قراءتي في رمضان تكون مشبعة بتلاوة القرآن الكريم من أجل ختمه، ثم معاودة استقصاء إعجازاته اللغوية والعلمية، كما أنهل أيضا من كتب السيرة النبوية وتاريخ الفتوحات الإسلامية، وقراءتي في هذا الشهر المبارك تسترفد مادتها الخام عموما من المرجعيات الدينية التي تمثل بصمات متوهجة في الذاكرة الإسلامية.

شهر رمضان موسم ديني تتوحد فيه البلدان والجاليات الإسلامية عبر العالم، لكن يبقى لكل بلد أو منطقة خصوصياتها. ما الذي يميز بلدكم أو منطقتكم عن غيرها؟

مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية تتوحد في جملة من العبادات فهي الثقافة ولا شك تراهن على الوحدة في الدين واللغة وما إلى ذلك من موروث ضارب في جذور الزمن، والمغرب بدوره لا يخرج عن هذا الإطار إذ أنه يؤدي شعائره التامة بالتزامه الخشوع.

 إلا أننا لو بحثنا عن المميزات في الثقافة المغربية خاصة على مستوى تقاليد مائدة الصائم في رمضان، فسنلاحظ أنها تحفل بما يسمى السفوف يكون خليطا جامعا ما بين الطحين، اللوز والجلجلان، ثم بعض الحلويات مثل (الشباكية البريوات) وهي معسلات نضاف إليها الحريرة المغربية أيضا.