تناقلت وكالات الأنباء خبر القاء القبض على زعيم أنصار الشريعة السلفي التونسي سيف الله بن حسين المعروف بأبي عياض فجر الاثنين 30 ديسمبر بليبيا عن طريق فرقة أمريكية خاصة وبمساعدة قوات عسكرية ليبية في مدينة صبراطة غرب ليبيا بعد أن راج في البداية أن ايقافه تم في مدينة مصراطة .

هذا الخبر كذبته مصادر أمنية ليبية نفت وجود قوات أمريكية على أراضيها وهو نفي مماثل لما كانت مصادر ليبية عبرت عنه ابان القاء القبض على " أبو أنس " الليبي قرب منزله من قبل قوات خاصة أمريكية قبل أن تعلن السلطات الليبية بعد يومين عن الخبر

وجاء خبر القاء القبض على " أبو عياض" ساعات بعد زيارة الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال الى ليبيا ومنها الى تونس ، وهي زيارة كانت الأوضاع الأمنية في المنطقة طبقها الرئيس ، رغم انه لم يتم الاعلان عن ذلك في اللقاءات الصحفية التي تمت في ليبيا و تونس .

وكانت الجزائر لعبت دورا مهما لمساعدة تونس وليبيا في جهودهما من أجل مكافحة الارهاب وعرضت على ليبيا المساعدة على تدريب جيشها الفتي ، وهي مساعدة تهدف في النهاية الى الحفاظ على استقرارها وتأمين حدودها مع البلدين .

كما يأتي هذا الايقاف بعد فترة قصيرة من زيارة قائد القوات العسكرية الامريكية في المنطقة " افريكوم " و لقائه بكبار المسؤولين التونسيين وما تلاه عن تعاون عسكري بين البلدين و ما سبقه من حديث عن اقامة قاعدة عسكرية أمريكية في الجنوب التونسي ، وهو ما نفته تونس و أمريكا وأكدته مصادر جزائرية ، سياسية واعلامية ، وهو تأكيد قال مراقبون انه يخفي رفض الجزائر دخول قوات عسكرية أجنبية الى المنطقة حتى لا يحدث ما حدث في مالي ابان التدخل الفرنسي فيها قبل أشهر .

وبغض النظر عن خلفيات القاء القبض على أبو عياض والجهة التي نقل اليها بعد ذلك ، فان سؤالا حارقا يطرح في تونس يتعلق بامكانية جلبه الى البلاد باعتباره مطلوبا من القضاء التونسي في ظل وجود اتفاقيات ثنائية بين تونس و ليبيا حول تسليم المجرمين ، في حين يرجح آخرون نقله الى الولايات المتحدة لأنه مطلوب منها على خلفية اتهامه بالهجوم على السفارة الأمريكيةبتونس في سبتمبر 2012 وضلوعه في تفجير السفارة الأمريكية في طرابلس ومقتل السفير الأمريكي بها .

خبر القاء القبض على أبو عياض خلف ارتياحا لدي جزء من التونسيين في حين زادت مخاوف آخرين من ردة فعل انتقامية أو ثارية من الشباب السلفي ضد أهداف حيوية ومدنية في تونس بعد تحذيرات رسمية أصدرتها الداخلية التونسية التي نبهت الى امكانية قيام انصار الشريعة بتفجيرات في تونس .

تساؤلات أخرى تطرح حول استباحة الأراضي التونسية و الليبية من قبل القوات الأمريكية بحجة محاربة الارهاب وهو ما آثار ردود فعل متباينة في تونس وكامل المنطقة المغاربية