قدم السياسي والصحفي الليبي الدكتور مصطفى الفيتوري قراءة تحليلية حول انتخابات الرئاسة الأمريكية متوقعا أن يفوز الرئيس الحالي دونالد ترمب بولاية ثانية.

وأوضح الفيتوري في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "ترمب يكتب فصلا في تاريخ أمريكا ولا أستغرب فوزه بولاية ثانية" قائلا "إنه في العام 2016 وشهرين قبل الانتخابات قلت إن ترمب سيفوز رغم كل الشواهد وفعلا فاز واليوم ورغم كل الشواهد أقول قد يفوز وأن بأغلبية بسيطة ومحل شك أيضا ولكنها قانونية".

وأضاف أن الأسباب وراء اعتقاده بفوز ترمب بولاية ثانية هي أن "منافسه جوزيف بايدن لا يملك الكاريزما ولا الحضور الإجتماعي الجاذب" مضيفا "صديق أمريكي وصفه قائلا: أن مر بجانبك لا تحس أنه يمكن ان يكون رئيس أمريكا بل موظف كسول في وزارة الخزانة!" وتابع "بايدن لا يمتلك رؤية ولا برنامج سياسي يجعله مختلف عن أوباما ولهذا هو صورة مشوشة وغير واضحة عن أوباما سياسيا على الأقل. (عارض غزو ليبيا عام 2011 تم عاد وأيده كأمر واقع)".

وأضاف الفيتوري "الديمقراطيون وبسبب سلسلة أعمال العنف في السنة الحالية وبسبب حوادث القتل العنصرية وتفشي الوباء بين الأمريكيين باتوا يحسون أن الفوز حليفهم وما عليهم الا الجلوس وأنتظار إعلانه ليلة 3 نوفمبر وهذا التراخي الموحي بالثقة سيكون وبالا عليهم ان لم يكن على مستوى الرئاسة فعلي مستوى الولايات ومجلس النواب والشيوخ" وتابع "رغم تقصير ترمب في مكافحة الوباء ورغم ممارساته العنصرية إلا أن أصابته بالفيروس جاءته كهدية من السماء وقلبت إحساس الكثيرين من ضده الي جانبه اذ ظهر في صورة البطل الأمريكي التقليدي المفضل لدى الأغلبية من الأمريكيين: فهذا رجل أصابه الوباء إلا انه قاومه ولم يرتعد منه بل أنه لا يلبس حتى الكمامة ويقول أنه محصّن ضده من عند الله! الكثير من الأمريكيين يعتقدون أن الوباء في أمريكا أصلا مؤامرة ضد ترمب والكثيرين يقولون أن الوباء بدعة غير موجودة في الواقع وأنه كذبة...الخ".

وزاد الفيتوري "الذين سيتدفقون الي مراكز الإقتراع رغم الوباء هم انصار ترمب ممن يرون رأيه في موضوع المرض والتصويت بالبريد. كثافة التصويت بالحضور الي مراكز الإقتراع يخدم ترمب ولا يخدم بادين. كثافة التصويت بالبريد تخدم بايدن أكثر ولكن لا ننسى أن التصويت بالبريد محل شك لدى المنافس وهو ترمب وقد يطعن في الكثير من نتائجه على مستوى الولايات! أيضا أوراق الأنتخاب بالبريد لديها صلاحية محددة وما يصل منها بعد تاريخ محدد لا يٌحتسب.حاول ترمب عن طريق مدير شركة البريد الوطنية تعطيل التصويت بالبريد ولكنه فشل" مردفا "من سيصوتون لترمب قد يفعلون ليس حبا فيه ولا عن قناعة بسياسته بل لأنهم لا يرون منافسه بادين".

وزاد الفيتوري "صحيح ترمب عنصري ومعادي للإقليات ولكنه يعكس حقيقة المجتمع الأمريكي في عمقه: مجتمع محافظ وعنصري ومعادي للأقليات وخاصة المهاجرين والمسلمين! أنه في هذا أقرب الي الأمريكي العادي من بايدن" وتابع "كثيرا ما يتحدث بايدن والديمقراطيون عموما عن صورة مثالية لأمريكا حيث حقوق الأنسان وولاية الحكومة على الكل ولكن هذا الكلام مثالي وغير واقعي في تفكير الأمريكي العادي وترمب واقعي بقدر ما هو ديماغوجي وبلطجي وهي أيضا من سمات الشخصية الأمريكية! الأمريكي العادي يكره الحكومة الفيدرالية ولا يحب تدخلها في حياته وكذلك ترمب كما كان ريغن قبله".

وأضاف الفيتوري "من يقرر نتيجة الأنتخابات ليس أصوات الناخبين بل المجمع الأنتخابي وما يدفعه لأتخاد قراره في هذا الأتجاه او ذاك هو الولايات المسماة متأرجحة اي التي لا تاريخ ثابت لها في الولاء للديمقراطيين ولا للجمهوريين. الملاحظ أن بادين رغم تفوقه في استطلاعات الرأي بفارق 10 نقاط على المستوى القومي الا ان الفارق يتقلص الي متوسط 3 نقاط في الولايات المتأرجحة مثل كلفورنيا وكارولاينا الشمالية وبنسلفينيا واوهايو وسواها! و3 نقاط ليست فارق كبير بل أنه ضمن هامش خطأ العينة نفسه" وتابع "رغم الأثر الأقتصادي للوباء على الولايات المتحدة الا أن الإقتصاد ومنذ تولي ترمب كان في وضع جيد جدا وهذا عزز شعبيته. وكونه رجل أعمال ناجح وضعه في قالب الرجل القادر على حل مشاكل الإقتصاد ونسي الناس ان الإقتصاد أستلمه ترمب في وضع جيد وتحسن مستمر من سلفه أوباما. والناس غالبا تذكر ما تراه وليس ما رأته".

وأوضح الفيتوري أنه "لهذة الأسباب مجتمعة او منفردة قد يفوز ترمب بولاية ثانية. طبعا السياسة الخارجية لا تلعب دورا كبيرا في الأنتخابات ولكن هذة المره سيستفيد ترمب من الهدايا المجانية التي تلقاها من العرب بالذات وخاصة التطبيع مع اسرائيل دون مقابل ... وموقفه المتشدد تجاه ايران ونقضه لأتفاقية المناخ وأعادة التفاوض بشكل ناجح حول أتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك وأجباره لدول النيتو على دفع مستحقاتها للحلف دون نقص او أبطاء" مضيفا "يظل ترمب رئيس غير تقليدي في وقت غير تقليدي للعالم ولأمريكا ولهذا قد ينتهي نهاية غير تقليدية أيضا قلت هذا من أربع سنوات وجرت محاولة أنهاءه الأولى عبر الطريق القانونية في محاولة عزله من قبل الكنجرس وفشلت تم بدل الكورونا جهده وفشل وقد تأتي محاولة ثالثة...غير تقليدية بطريقة أخرى وقد تنجح أيضا! من يدري".

وختم الفيتوري بالقول "يحاول ترمب اصدار عفو عن نفسه في أخر أيام ولايته خاصة أن أيقن أنه سيخسر وهذا مثار خلاف قانوني حول سؤال أساسي: هل يحق للرئيس أصدار عفو عن نفسه عما فعل قبل وأثناء الرئاسة؟ المفارقة أن هذا السؤال قد لا تجيب عليه الا المحكمة العليا وقد وضع فيها ترمب عضوين والثالثة ستلتحق قريبا جدا وحينها سيكون أداء المحكمة جدير بالمتابعة وعن قرب".