أجرت بوابة إفريقيا الإخبارية حوارا مع الفقية الدستوري يحيى الجمل الذي يعد أحد أشهر الفقهاء الدستوريين في مصر، وعضو مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، نائب رئيس الوزراء الأسبق، للإدلاء بأرائه في الوضع السياسي بمصر حاليا،  وسبب الإخفاق الحكومي خصوصا في الجانب الإقتصادي وأيضا رأيه في المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية وعلى رأسهم  المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، وهل يعتقد أن الفريق أحمد شفيق سيخوض الانتخابات الرئاسية مجددا، وما فرص الإخوان في الحياة النيابية بمصر.

-      ما رأيك في أداء الحكومة حاليا خصوصا مع زيادة الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مصر.

تعاني الحكومة المصرية بشكل عام من سوء الجهاز الإداري، وانتشار الفساد بصور مختلفة ومتنوعة وأيضا الروتين والبيروقراطية التي تعطل مصالح المواطنين، فهناك خلل كبير في الجهاز الإداري يصيب الحياة بالشلل التام، ولا يمكن تقييم الحكومة دون النظر إلى تلك الازمات المتفاقمة، وتزيد المشكلة أكثر مع مطالب الشعب المصري بضروة إصلاح كل شئ مرة واحدة، وهو أمر لا يحدث في أي دولة ولا بد من تكاتف الجميع من أجل أن نلمس تطورا ملحوظا في أداء الحكومة التي اعتبرها تضم العديد من الكفاءات المميزة، وعلى رأسها حازم البيلاي رئيس الوزراء.

-      لكن البعض يعيب على حكومة د.حازم الببلاوي ويرى أنها لم تقدم ما يتطلع إليه الشعب؟

علينا أن نصبر حتى تتحقق أحلامنا وطموحاتنا العريضة، ود.حازم الببلاوي قامة اقتصادية كبيرة وهو ما تتطلبه مصر في ذلك الوقت، ولا يتوقف لحظة عن بذل كل طاقته حتى تتخلص من المشاكل المزمنة التي تعاني منها، فالأزمات الاقتصادية والصناعية والزراعية والسكانية ومشكلات الطاقة هي حمل وهم كبير على الحكومة خصوصا مع النظر إلى الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وعلينا أن نثق في قدرة الببلاوي وندعمه في ذلك الوقت، وأطالب الحكومة بأن تهتم بالتنمية والتدريب الإداري للفئة المتوسطة من العاملين بالدولة.

-      صرحت من قبل بأنك تفضل أن يظل المشير عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع لكن عدلت عن رأيك فيما بعد.. لماذا؟

لا يختلف أحد على شخص المشير عبدالفتاح السيسي وكتبت من قبل مقالا أطلب منه أن يظل وزيرا للدفاع، وأعلم يقينا أن الرجل لم يكن يريد الترشح لرئاسة الجمهورية، لكن لننظر حولنا قليلا لنرى حجم الشعبية والضغوط التي تمارس عليه من قبل الشعب لكي يدخل سباق انتخابات الرئاسة لكي يتضح لنا من أرض الواقع أن الشعب يريده رئيسا ويثق فيه ويعتبره البطل المنقذ القادر على العبور بالسفينة إلى بر الآمان، فهذه إرادة الشعب والرجل ينفذها، وأتوقع أن يعلن رسميا ترشحه للرئاسة خلال أيام، وانا لم اغير رأي إطلاقا في شخص السيسي لكنني كنت مشفقا عليه في البداية من قرار الترشح.

-      تولى العديد من رجال الجيش حكم مصر فهل ترى أن السيسي يعد نموذجا مكررا لأي منهم؟

لا أنظر للأمور من باب المقارنة بين السيسي والرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، لكني أعتقد أن السيسي يجمع صفات من كل منهما فهو القوي والشجاع والجرئ مثل ناصر وأيضا الذكي والذي يتمتع بدهاء مطلوب مثل السادات، كما أن له صفاته الخاصة التي يتمتع وينفرد بها فهو رجل المرحلة الحالية.

-      وما رأيك في ترشيح حمدين صباحي نفسه لرئاسة الجمهورية؟

حمدين صباحي ينقصه الكثير من السمات التي يجب توافرها في رئيس جمهورية مصر العربية، ومنها  ينضج الحنكة السياسية، وليس هناك إجماع عليه من قبل الشعب، لكن ذلك لا يمنع من أن له قاعدة شعبية معقولة فهو في انتخابات الرئاسة السابقة حصل على حوالي 4 مليون صوت، لكنه لم ينضج سياسيا بعد، ولا اعتقد في رأي الشخصي أنه مناسبا لهذه المرحلة، التي تريد تكاتف الجميع حول بطل قومي، قادر على تحقيق أمال المصريين وأيضا مواجهة المحاولات الخارجية لهدم الدولة المصرية والنيل من هويتها.

-      إذن أنت تعتقد في وجود مؤامرة خارجية ضد مصر؟

بالفعل هناك مؤامرة على مصر، لكنها ليست على مصر فقط بل العديد من البلاد العربية، وباعتبار أن مصر هي البلد الأكثر تأثيرا في المنطقة العربية ولها دور كبير في المنطقة، وللأسف نجد دولة مثل قطر تقود المخطط الأمريكي – الإسرائيلي ضد العرب، عن طريق إعلامها وقنواتها الفضائية، والتمويل المادي لعناصر الجماعات الإرهابية في مصر وعلى رأسهم الإخوان.

-      لماذا قدمت استقالتك من منصب نائب رئيس مجلس الوزراء والذي كنت توليته عقب ثورة 25 يناير؟

لا أسعى وراء مناصب وقبلت المنصب فقط بعد إصرار من المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، وتركته بعد أن شعرت بأنني لن اضيف شيئا، وأشفق علي أي مسئول من مواجهته لسرطان البيروقراطية المنتشرة في الجهاز الحكومي، وحالة التربص بأي قيادة لمجرد أنها كانت قريبة أو تولت منصبا في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فمثلا حاولت عندما توليت منصب نائب رئيس مجلس الوزراء أن استعين بخدمات د. أحمد درويش في وزارة التنمية المحلية وأن يتولى تلك الحقيبة الهامة في الحكومة، لكن البعض رفض ذلك بحجة أنه تلميذ رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، وهؤلاء لم يتذكروا حجم الإنجازات التي صنعها درويش في الجهاز الإدارى للدولة، أثناء تولية وزارة التنمية الإدارية.

-      هل ترى أن الإخوان من الممكن ان يكون لهم مكانا في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

الشعب "كره" الإخوان وذاق من كأس مرارتهم الكثير، ولفظهم، وإن جاز القول فهم انتهوا تماما ولم يعد لهم رصيدا في الشارع المصري، وفقدوا تعاطف الناس معهم الذي كان موجود إبان نظام الحزب الوطني .

-      على ذكر الحزب الوطني المنحل.. هل ترى أن رجال الحزب سيكون لهم نصيب في الحياة النيايبة؟

لا نستطيع التعميم، لكن هناك رجال من الحزب الوطني مشهود لهم بالكفاءة مثل الدكتور حسام بدرواي ومصطفى الفقي وآخرين، غير المتورطين في أحداث عنف من المنتمين للحزب الوطني لهم كامل الحق في مباشرة حقوقهم السياسية ، وسيكون لهم ثقل في الحياة النيايبة، كما أنني أشهد للفريق أحمد شفيق بالنزاهة.

-      لكن ما تعليقك على عدم عودة الفريق شفيق حتى اليوم إلى مصر؟

أحمد شفيق، رجل دولة من الطراز الأول، والقضايا التى كانت منسوبة له لا أساس لها من الصحة وتم تبرءته منها، وتعرض لظلم كبير، ووأطالبه برجوعه إلي مصر، ليمارس نشاطه السياسي ، لكني لا اعتقد أنه سيخوض انتخابات الرئاسة مجددا.