باتت الفرانكفونية، اليوم متجذرة تماما في الواقع الدولي، بعد أن وضع تصورها الآباء المؤسسون ليوبولد سيدار سينغور، والحبيب بورقيبه، وحماني ديوري، والأمير نورودوم سيهانوك، كمقاربة جديدة تهدف إلى "استثمار اللغة الفرنسية لخدمة التضامن، والتنمية، وتقارب الشعوب، غبر حوار الحضارات".وقد تملك الآباء المؤسسون، من خلال مقاربات ترتوي من روافد تجاربهم الثقافية المختلفة، الفرنسية ليجعلوها، أكثر من مجرد لغة للعمل ولغة رسمية، لغة للفكر والثقافة المشتركة.

ولقد كان ليوبولد سيدار سينغور، شاعر التغني بالزنجية، والمناضل الذي لا يكل من أجل الفرانكفونية يقول، باعتزاز ورؤية ثاقبة "لقد وجدنا في رفات الاستعمار هذه الآلية الرائعة، وهي اللغة الفرنسية".لقد عمل أول رئيس للسنغال، على الدوام، إلى جانب نظيريه حماني ديوري من النيجر، والحبيب بورقيبه من تونس، جاهدين في سبيل وضع فكرة المجموعة الفرانكفونية في مدارها "العضوي".كان سينغور في الواقع يقوم بـ "قراءة إفريقية أو حتى إنسانية" لفكرة المجموعة الفرنسية كما شجعها الدستور الفرنسي سنة 1958، وكان يناضل من أجل إرساء "كومنويلث على الطريقة الفرنسية"، وهي عبارة وردت مرات كثيرة في خطاباته.