أكد وزير التعليم في النظام الجماهيري د.عبدالكبير الفاخري أن مصروفات موظف واحد من العاملين بالسفارات تكفى للصرف على أكثر من خمسة طلاب دراسات عليا.

وقال الفاخري في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "فى إستشارة من أحد المعيدين فى الجامعات الليبية بعد مضي أكثر من ثمانية سنوات على تعينه ولم يتمكن من الدراسة لا فى الداخل ولا فى الخارج عن أقل الدول تكلفة وإمكانية لاستكمال دراسته على حسابه الخاص، وبحسبة بسيطة فإن أقل تكلفة لدراسة الماجستير لمدة سنتين فى مصر أو حتى فى دول جنوب شرق أسيا لن تقل عن عشرون ألف دولار، أي ما يعادل تسعون ألف جنيه ليبي، وهو ما يجعل ذلك مستحيلاً لطالب الاستشارة وربما لمئات المعيدين مثله".

وأضاف الفاخري "أريد ان أتوجه لقيادات الجامعات الليبية بأن كلها لها عشرات الإتفاقيات مع الجامعات الاجنبية تتضمن التعاون فى مجال الدراسات العليا، بل هناك ما تسمح بمنح درجات مشتركة، مثل إتفاقيات جامعة طرابلس مع جامعة لندن، وجامعة بنغازي مع جامعة باكوني بإيطاليا، وجامعة عمر المختار مع جامعة كيرتن بأستراليا التى ساهمت مؤسسة القدافي للجمعيات الخيرية فى ورعايتها والتى بدأ تنفيذها وتوقفت مثل مشاريع كثيرة، واليوم بتطور تطبيقات الاتصالات الالكترونية كتطبيق زوم يمكن إجراء المحاظرات والامتحانات عن بعد واختصار العديد من التكاليف بما يمكن من تأهيل المعيدين وطلاب الدراسات العليا والتي الجامعات ذاتها فى حاجة ماسة لهم".

وأردف الفاخري "أتوجه إلى الحكومة الجديدة التى يستبشر بها البعض، أن إيقاف إيفاد المعيدين وأوائل الجامعات فى حين استمرار إيفاد موظفين إلى أكثر من 150 سفارة حول العالم لا يستفيد منها الليبين شيئًا ويصرف عليها أكثر من مليار دولار سنويًا هو قمة الفساد، وأن مؤشر جدية الحكومة هو غلق 75% منها على الأقل وصرف مخصصاتها على معيدين وأوائل الجامعات للدراسة فى أحسن الجامعات العالمية هو أفيد كثيراً لهؤلاء ولليبيا، ويكفي أن نعلم أنه فى سنة 2010 مصروفات أكثر من 15 ألف طالب لم تتجاوز 800 مليون دولار فى السنة، وهذا يعنى أن مصروفات موظف واحد فى جيش السفارات يكفى للصرف على أكثر من خمسة طلاب دراسات عليا".

وتابع الفاخري أن "مبادرة الجامعات ودون الانتظار لموافقة الدولة وتمويلها وربما بمساعدة من تنظيمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة كالمؤسسة الوطنية للنفط فى إطار مسؤوليتها الاجتماعية، يمكن أن تساهم فى قيام الجامعات بدورها والقيام بتنمية بشرية حقيقية تعيد الأمل فى بناء ليبيا من جديد".