نقل الموقع الاخباري ميدل ايست اون لاين عن قيادي في حركة النهضة الإسلامية إن رئيس الحركة راشد الغنوشي "مستاء" من السعودية ومن "البرود الذي تبديه تجاه الحركة مند وصولها إلى الحكم في تشرين الثاني 2011 ".

وأضاف القيادي الذي رفض الكشف عن هويته لحساسية الموضوع "إن السعودية صدمت حركة النهضة لما صنفت حركة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي والحال أن الإخوان جماعة إسلامية سلمية وتعتبر المملكة العربية السعودية أولى البلدان التي تدعم الجماعات الإسلامية التي تعمل على تمكين الإسلام".

وجاءت تصريحات القيادي في حركة النهضة على خلفية الزيارة التي قام بها مؤخرا راشد الغنوشي إلى المملكة على رأس وفد رفيع من الحركة غير أنه لم يحظ خلالها باستقبال رسمي من قبل المسؤولين السعوديين كما كان ينتظر الأمر الذي عمق "حالة الاستياء" لديه وأكد له أن المملكة "لا تعيره نفس الاهتمام الذي تعيره إياه دولة قطر" حيث يحظى بمراسم استقبال شبيهة برؤساء الدول.

وهذه أول زيارة يؤديها الغنوشي للسعودية مند عودته من منفاه في لندن إثر سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في يناير/كانون الثاني 2010 على الرغم من أنه كان ينتظر من المسؤولين السعوديين أن يفتحوا له الأبواب مثلما يفعل القطريون ويدعموا جهوده ويعاملونه معاملة "زعيم إسلامي كبير".

ويقول متابعون للحركات الإسلامية إن السعودية تنظر لحركة النهضة على أنها حركة إخوانية شانها في ذلك شأن حركة الإخوان المسلمين المصرية وترى في راشد الغنوشي أحد أبرز قيادات الإخوان باعتباره قياديا في التنظيم الدولي للإخوان.

ويبدو أن الغنوشي الذي زار السعودية لـ"أداء مناسك العمرة" يحاول إذابة الجليد بين النهضة والمملكة وإقناع السعوديين بان الحركة التي يتزعمها ليست جزءا من تنظيم الإخوان وبالتالي فإنها لا تعادي نظام المملكة وإنما ترى فيه نظاما إسلاميا يطبق الشريعة على خلاف الجماعات الإخوانية الأخرى.

وينتظر الغنوشي أن تراجع السعودية موقفها من النهضة وأن تدعمها سياسيا وماليا مثلما تدعمها قطر خاصة خلال هذه الفترة التي تستعد فيها للانتخابات الرئاسية والتشريعية وتحتاج إلى دعم إسلامي وهو دعم لن يكون مجديا في ظل حالة البرود التي تبديها المملكة تجاهها.

غير أن المسؤولين السعوديين الذين يعرفون جيدا حركة النهضة المدعومة مباشرة من قطر يعتبرونها حركة من حركات الإخوان التي تعادي المملكة في إطار مشروع قطري أميركي لزعزعة استقرار السعودية.

وينظر هؤلاء المسؤولون بعين الريبة للجهود التي يبذلها الغنوشي من أجل مساندة وتلميع صورة الإخوان حيث كان واحدا من القلائل الدين ساندوا الرئيس الإخواني المصري محمد مرسي وألقى خطابا في القاهرة دعا فيه الشعب المصري إلى الوقوف إلى جانب الإخوان.

كما يتوجس السعوديون من دور راشد الغنوشي ضمن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي والذي ما انفك يتهجم على المملكة.

ولا تخفي قيادات حركة النهضة "امتعاضها" من تجاهل السعودية لما تقول انه دور الحركة في دعم المشروع الإسلامي وتزعم تلك القيادات أن الحركة وعلى خلاف الإخوان "تقدر الجهود الإسلامية التي تبذلها المملكة كما تقدر مواقفها تجاه قضايا المسلمين".

ويقول مراقبون إن خطوات الغنوشي نحو الرياض مقطوعة سلفا وإن المسؤولين السعوديين لن يفتحوا له الأبواب طالما أنه أحد أبرز قيادات الإخوان وطالما أنه يدور في فلك المشروع القطري الأميركي الذي يراهن على جماعات الإسلام السياسي في زعزعة استقرار المملكة.

المصدر : ميدل ايست اون لاين